آثار الطلقات الناريّة على مقرّ مجلّة شارلي إبدو في باريس

آثار الطلقات الناريّة على مقرّ مجلّة شارلي إبدو في باريس
Photo Credit: Jacky Naegelen / Reuters

ذهول بعد الهجوم على مجلّة شارلي إبدو الساخرة

أثار الهجوم الذي استهدف مجلّة شارلي إبدو الفرنسيّة الساخرة في العاصمة الفرنسيّة باريس العديد من ردود الفعل المندّدة في فرنسا وحول العالم.

فقد اقتحم مسلّحان مقنّعان مزوّدان ببندقيّتي كلاتشنيكوف مقرّ المجلّة وأطلقا النار عشوائيّا في مكاتبها.

وأسفر الهجوم عن سقوط 12 قتيلا و10 جرحى. ومن بين القتلى 4 من رسّامي الكاريكاتير في المجلّة.

وأفاد شهود عيان بأن أحد المسلّحين هتف  قبل فراره قائلا إننا ننتقم للرسول.

ووصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الهجوم بأنه إرهابي وعمل وحشيّ.

وأكّد هولاند لدى وصوله إلى مقرّ الصحيفة بأن الهجوم يمسّ مبادئ الجمهوريّة وهي الحريّة وحريّة التعبير.

وتثير مجلّة شارلي إبدو الجدل بسبب تناولها الأخبار بشكل ساخر. وقد نشرت رسوما اعتُبرت مسيئة للنبي محمّد نقلتها عن صحف دانماركيّة.

فرق الإسعاف والشرطة امام مقرّ مجلّة شارلي ابدو بعد الهجوم الذي استهدفها
فرق الإسعاف والشرطة امام مقرّ مجلّة شارلي ابدو بعد الهجوم الذي استهدفها © PC/Thibault Camus

يقول ستيفان برتومي خبير الشؤون الأمنيّة في حديث لتلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة إن منفّذي الهجوم كانا مستعدّين للقيام به وفق ما أظهرته الأخبار والصور التي وردت تباعا من باريس ويضيف:

بالتأكيد لم يصل منفّذا الهجوم بالصدفة إلى مقرّ المجلّة بل وصلا في يوم مميّز لدى اجتماع هيئة التحرير. وما عرفته يقول ستيفان برتومي أنّهما انتهزا فرصة دخول ساعي البريد إلى المبنى لدخوله .

ويتابع مشيرا إلى الأسلحة المستخدمة في الهجوم وطريقة تنفيذه والتي تنمّ عن تخطيط وتصميم ويضيف بالقول:

بالطبع تدفعنا الحادثة للتفكير في فرضيّة العمل الإرهابي والعمل الانتقامي بعد أن نشرت المجلّة رسوم الكاريكتير . وورد في الأخبار أن المسلّحين هتفا بعد الاعتداء أنهما انتقما للرسول وهما يتصرّفاون بالتالي باسم الإرهاب الاسلامي.

ويتابع خبير الشؤون الأمنيّة فرانسوا برتومي فيشير إلى أن الحادثة ليست الأولى من نوعها في فرنسا التي تتعرّض لهذا النوع من الهجمات منذ نحو ثلاثة عقود.

وفرنسا  كانت دوما في حالة من الجهوزيّة لمواجهة هذا الوضع ي ولكنّ ثمّة إحصاءات ومعطيات مختلفة يقول ستيفان برتومي ويتابع مشيرا إلى إجراءات حماية مقرّ مجلّة شارلي إبدو فيقول:

يتمّ تحديد المخاطر وعلى ضوئها يتمّ اتخاذ إجراءات الحماية اللازمة. ولا يعود أمام المهاجمين سوى تحليل الوضع بما يتيح لهم تجاوز إجراءات الحماية .

وهذا يؤدّي إلى  المزيد من التصعيد لأنه من الصعب حماية مقرّ كالذي يضمّ مجلّة شارلي إبدو حيث الأجواء عائليّة ومنفتحة وتفتقد إلى الطابع المؤسّساتي الذي تتميّز به إجمالا الصحف والمجلاّت.

ويشير إلى ثقافة الحريّة وحريّة التعبير التي تميّز المجلّة ويتساءل إن كانت إجراءات الحماية الموجودة كافية لمنع هذا النوع من الاعتداءات عليها.

ويشير ستيفان برتومي إلى تعامل المجلّة الساخر مع الأحداث وما أثارتها مواقفها من انتقادات ويتابع بالقول:

لا يمكن طرح الموضوع من هذه الزاوية. ولا يمكن المجادلة حول حريّة الصحافة طالما أنّها تراعي القوانين .

ورسّامو الكاريكاتور يستهدفون المتشدّدين ، وهؤلاء يرفضون بصورة مبدئيّة استخدام الفكاهة والسخرية والكاريكاتور.

ويشير برتومي إلى الجدل القائم منذ عقود في فرنسا حول هذه النقطة  وكل ما يُثار عن تشويه سمعة المسلمين.

ويتابع نقلا عن أحد المحلّلين بأن الكثير من المسلمين يشعرون بوطأة هذا الوصم ويضيف بارتومي:

يشعر العديد من المسلمين بوطأة هذا الوصم الذي لا يدفع الجميع نحو التشدّد بل يقود إلى نوع من الانغلاق.

ويدفع بالبعض للتمسّك بمبادئ أكثر تشدّدا ويقودهم نحو الراديكاليّة.

ويشير خبير الشؤون الأمنيّة ستيفان بارتومي  في ختام حديثه لتلفزيون راديو كندا إلى الأبعاد السياسيّة والاجتماعيّة المتشابكة وإلى مواجهة بين قيم المجتمع الفرنسيّ و الراديكاليّة  التي حصل خطأ ربّما في تقديرها وفي التعامل معه.

 

استمعوا

 

 

 

 

 

 

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.