كيف يواجه المراسل الصحافي الأوضاع لدى تغطية الأحداث الجارية حول العالم؟
كيف يتعامل مع الأوضاع الخطيرة؟ ما مدى هذه الأخطار و ما هي أهمّ التحديات التي تواجهه؟
هذه وسواها من الأسئلة تناولها مراسلو تلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة في حلقة مخصّصة لهم أثناء وجود البعض منهم في مونتريال في عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة فيما البعض الآخر يواصل عمله كما هي الحال بالنسبة للصحافي جان فرانسوا بيلانجيه الذي تحدّث مباشرة من العاصمة الفرنسيّة باريس في تغطيته للهجوم المسلّح الذي استهدف مجلّة شارلي ابدو الساخرة.
نستمع إلى جان فرانسوا بيلانجيه:
إنها أضخم عمليّة مطاردة في تاريخ فرنسا الحديث حيث تقوم وحدات خاصّة من قوّات الأمن والشرطة بملاحقة الأخوين سعيد وشريف كواشي المشتبهين في الهجوم على المجلّة. ويتابع الصحافي جان فرانسوا بيلانجيه بالقول:
انا موجود على مقربة من مقرّ مجلّة شارلي ابدو في الثالثة فجرا بتوقيت باريس. وقد اقام الناس موقعا لتكريم الضحايا ووضعوا الزهور وأضاءوا الشموع طوال النهار وحتى ساعة متقدّمة من الليل.
ويتحدّث المراسل عن تغطيته للعديد من الأحداث ومن بينها الأحداث الأخيرة في أوكرانيا ويشير إلى ما واجهه من صعوبات وكيف وجد نفسه أحيانا إلى جانب مسلّحين يشهرون سلاحهم بوجهه.
كما يتحدّث عن تغطيته للهجوم الذي وقع في سباق الماراتون في بوسطن والهجمات التي تعرّضت لها فرنسا في التسعينات ويشير إلى حالة الصدمة التي تسود باريس حاليّا لأن الاعتداء طال قيم الجمهوريّة التي هي الحريّة وحريّة التعبير.

ويؤكّد على أهمّيّة العمل الصحافي في إطلاع الرأي العام على كلّ ما يجري من تطوّرات ويضيف:
إن رضخ الصحافي لتهويل الارهابيين من كلّ صوب فإنّه يعطيهم الحق في ما يقومون به ويكونون قد انتصروا. وهذا يعني أنّ على الصحافي أن يسيطر إلى حدّ ما على الخوف ويخفّف قدر الامكان من المخاطر.
وتتحدّث مراسلة تلفزيون راديو كندا في الشرق الأوسط المقيمة في بيروت ماري إيف بيدار عن تغطيتها لأحداث المنطقة وتشير إلى التحديات التي تواجهها في ظلّ الأوضاع السائدة .
وتشير إلى أن الوضع مختلف تماما عن الاعتداء الذي وقع في باريس والذي راح فيه صحافيّون ضحيّة حريّة التعبير. وتتابع بيدار بالقول:
من يشاهد تقاريرنا يرى الصراع من زاوية مختلفة عنّا. فرغم ما يجري ورغم الصراعات والأخطار،فالحياة تستمر.
والمراسل ليس دوما في مناطق القتال الخطيرة ولكنّه لا يمكن التقليل من الأخطار.
وينبغي اعتماد الحذر في كلّ مهمّة نغطّي فيها الأحداث تقول المراسلة لأن الهدف هو أن نعود سالمين وأن نتمكّن من تأدية عملنا على أفضل وجه.
وتقول إن اهلها لا يقلقون عليها لأنّهم يعرفون أنّها تحبّ مهنتها وترتاح إليها رغم كلّ ما يحيط بها من أخطار.
ويتحدّث سيلفان كاستونغي وهو المخرج والصحافي المصوّر وزوج ماري إيف بيدار الذي يرافقها في مهمّتها في الشرق الأوسط فيقول إن مزاولة المهنة تُكسب الصحافي مع الأيّام الخبرة في التعامل مع الأوضاع الصعبة والخطيرة ويضيف:
اقولها بكلّ تواضع: لقد طوّرت على مدى السنوات خبرة معيّنة والأمر على أي حال مرتبط بسلامتي الشخصيّة.
فعندما تواجه سلاحا مثل الكلاشنيكوف او الدراغونوف فإن مستوى القلق يكون مختلفا.
وتشير ماري إيف بيدار إلى أن صعود تنظيم "الدولة الاسلاميّة" زاد مهمّة الصحافيين تعقيدا وثمّة مناطق يستحيل الوصول إليها وينبغي الحصول على المعلومات بوسيلة او بأخرى.
والصحافيّون يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى أنّهم مستهدفون من قبل التنظيم الذي قتل العديد منهم كما بات معروفا.
هذا فضلا عن أعمال الخطف التي كثُرت وباتت مقلقة ولكن ليس إلى حدّ أن تصبح هاجسا يعيق العمل كما تقول بيدار.
يبقى أن الصحافة ليست مهنة فحسب وإنّما أيضا شغف. ويتلقّى مراسلو تلفزيون راديو كندا الذين يغطّون الأحداث حول العالم تأهيلا ويتلقّون تعليمات حول السلامة قبل توجّههم إلى الخارج.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.