مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع أعدّها ويقدّمها كلّ من مي ابوصعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.
الصحف الكنديّة تعلّق على الهجوم على مجلّة شارلي ابدو
استأثر خبر االهجوم المسلّح الذي استهدف مجلّة شارلي ابدو الفرنسيّة الساخرة باهتمام واسع في الصحف الكنديّة الصادرة اليوم الخميس.
وتصدّر الخبر عناوين الصفحات الأولى من النسخ الورقيّة واحتلّ مساحات واسعة في صفحاتها الداخليّة و في النسخ الالكترونيّة.
صحيفة لودوفوار عنونت: "كانوا شارلي" وارفقته بعنوان صغير يقول: شارلي ابدو: التغطية ( او الأغطية في لعب على الألفاظ) التي لم تسلموا منها.
ونشرت تحته رسم كاريكاتير للصحافي الكندي غارنوت يصوّر فيه 4 جثث لرسّامي الكاريكاتير الاربعة مغطّاة بثوب أبيض.
صحيفة الغلوب اند ميل عنونت: عمل "وحشي" ، فرنسا تعلن الحداد ثلاثة أيّام بعد الهجوم الإرهابي على المجلّة الساخرة الذي أوقع 12 قتيلا و10 جرحى.
ونشرت صورة لمحبرة انسكب حبرُها الأسود وبجانبها عدد من الرصاصات الفارغة.
وكتب الصحافي دوغ ساندرز يقول إن قوّة السخرية ضربت التشدّد في الصميم.
وأشار إلى تقليد المجلّة في السخرية من السلطة ودفاعها عن حريّة التعبير.
ويشير ساندرز إلى اجواء المرح التي يتعامل بها صحافيّو المجلّة مع الأحداث والتي كان يلمسها في كلّ مرّة يزورها.
ويضيف بأن التهكّم والسخرية هما ربّما من اكثر اشكال المعارضة جذبا للانتقام العنيف.
ويعتبر دوغ ساندرز أن الصحافة الساخرة أداة قويّة، ويدعو إلى استخدامها بكثرة ودون شفقة.
ونقرأ في لابريس العنوان التالي: الحريّة قُتلت.
ونشرت الصحيفة على خلفيّة باللون الأسود صور أقلام برؤوس حمراء وفوقها خطّ بالأحمر يشطبها.
وكتبت بالخط العريض: شقيقان، احدهما جهادي معروف من شرطة مكافحة الإرهاب تلاحقهما الشرطة الفرنسيّة بعد الاعتداء الذي راح ضحيّته فريق التحرير في المجلّة الساخرة شارلي ابدو.
12 شخصا قُتلوا من بينهم رسّامو الكاريكاتير شارب وكابو وفولينسكي.
ونشرت لابريس مقالا وقّعه فريق التحرير يقول فيه إن الاعتداء على شارلي ابدو وصحافييها ورسّامي الكاريكاتور هو اعتداء على كلّ الصحافيين وأصحاب الفكر الحرّ والديمقراطيين.
وهو استهداف لحقّ المواطنين الأساسي في التعبير عن رأيهم في الإسلام.
والحق هذا يعني أن يكون الرأي معتدلا أو حادا في انتقاده وأن يتمّ التعبير عنه بالكلمة او بالصورة.

ويؤكّد فريق التحرير في لابريس عزمه على متابعة الدفاع عن حريّة المؤمنين في التعبير عن رأيهم وحريّة المواطنين والاعلام في الانتقاد و حقّهم حتى في السخرية من الديانات بما فيها الاسلام. وتمنّى الفريق في الختام حياة مديدة لشارلي ابدو.
وكتب جوسلان كولون مدير شبكة الابحاث حول عمليّات السلام يقول إن الاعتداء على شارلي ابدو أظهر مدى الشجاعة التي يقتضيها استخدام حريّة التعبير السلميّة للتنديد بالسلطات أيّا تكن.
ودوما في لابريس كتب إيف بوافير تحت عنوان "كلّنا مصابون" مشيرا إلى لافتة رُفعت امام قنصليّة فرنسا في كيبيك تحمل العبارة التالية: القلم أقوى من السيف.
ورأى أن ذلك صحيح بالتأكيد على المدى البعيد. ولكنّنا خسرنا معركة في الحرب الطويلة الدائرة منذ مدّة بين حريّة الرأي في الغرب والظلاميّة التي لا تجد لها مكانا في الديمقراطيّة.
ويؤكّد بوافير أن البحث عن حلّ سيتواصل والنصر سيكون حليف الحريّة.
ويضيف أن اعتداء الأمس أظهر هشاشة أكيدة لأن السيف كان أقوى من القلم وكانت الغلبة للحقد على الحريّة .
وكتب كريستيان ريو مراسل لودوفوار في باريس يتحدّث عن حالة ذعر وذهول إزاء اعتداء لم يسبق له مثيل على حريّة الصحافة.
وأشار إلى اعتداء إرهابي استهدف فرنسا وقضى بصورة كاملة تقريبا على فريق التحرير في مجلّة شارلي ابدو الساخرة.
واستعرض ريو تسلسل الأحداث وأشار إلى أن الطبقة السياسيّة في فرنسا أجمعت على إدانة الجريمة البشعة التي استهدفت حريّة الصحافة.
ورغم أن احدا لم يتحدّث عن رابط مع أي منظّمة إلا أن الشبهات تحوم حول منظّمة إسلاميّة يقول كريستيان ريو في لودوفوار.
ويشير إلى أن أحد المهاجمين هتف بعد الهجوم: الله أكبر لقد انتقمنا للنبي.
وينقل كريستيان ريو عن عالم السياسة الفرنسي جيل كيبيل أن الاعتداء هو بمثابة الحادي عشر من أيلول سبتمبر الفرنسي.
ويشير إلى أن وسائل الاعلام الفرنسيّة والعالميّة أعربت عن تضامنها مع المجلّة.
ويختم كريستيان ريو في لودوفوار مشيرا إلى رسم كاريكاتوري نشره رسّام الكاريكاتير شارب يستغرب فيه عدم حصول اعتداء في فرنسا ويجيبه أحد المتشدّدين بالقول: "انتظروا، لدينا حتى نهاية كانون الثاني يناير لتقديم امنياتنا".
ودوما في لودوفوار كتب ميشال دافيد يقول إنه لا ينبغي أن نحمّل الجالية المسلمة مسؤوليّة أعمال تؤيّدها أقليّة صغيرة فيها.
وينبغي بالمقابل ألاّ يكون الخوف من الخلط والتعميم سببا لعدم التحرّك.
الغلوب اند ميل: الأوضاع في ايران
تحت عنوان: "ثورة روحاني ؟" علقت ذي غلوب أند ميل على الأوضاع في إيران. قالت:
هل يجري شيء مهم في إيران حاليا ؟ فالرئيس حسن روحاني المعروف ببراغماتيته أطلق نهاية الأسبوع نداءات لإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية تهدف إلى تخفيف الغضب الداخلي بشأن الفساد واللامساواة ووضع حد لعقود من العزلة الدولية.
وانهيار سعر النفط وثيق الصلة بهذا الموقف لكنه أيضا أحد مظاهر الجيوسياسة التي تبدو ملائمة.
ففي الأسبوع المقبل سيتم اجتماع في جنيف للتفاوض في الملف النووي الإيراني بين إيران وما يسمى بمجموعة القوى الكبرى الخمس في مجلس الأمن الدولي زائد ألمانيا ، وثمة تفاؤل باحتمال التوصل إلى اتفاق يحول دون تطوير البرنامج النووي الإيراني العسكري، وللقرار طبعا تداعيات في الشرق الأوسط.
وترى الغلوب أند ميل أن روحاني يتموضع في حال التوصل إلى اتفاق لكنه ذهب أيضا إلى أبعد من ذلك فحذر من أنه في حال معارضة دعاة التشدد من رجال الدين الذين يمارسون ويتحكمون بالسلطة الاقتصادية والسياسية فسيعمد إلى إجراء سلسلة من الاستفتاءات.
والكلمة الأخيرة حول استفتاء الشعب تعود للبرلمان الإيراني الذي يهيمن عليه الإسلاميون المتشددون ( على غرار سائر المؤسسات الكبيرة) لكن يبدو أن روحاني يلعب لعبة سياسية ذكية وحذرة.
وتعتبر الصحيفة أن روحاني يمكن أن يتحول إلى أكبر إصلاحي في إيران ، فالبلاد بحاجة سريعة إلى إصلاحات ديموقراطية شاملة واقتصادها المتعثر بحاجة ماسة إلى إنهاء العقوبات الاقتصادية لكن ذلك لن يتحقق ما لم تستجب إيران لطلب مفاوضيها الدوليين بشأن الملف النووي وعلى الأقل فإن قسما من السياسيين الإيرانيين يبدو مستعدا لاتخاذ هذه الخطوة.
وتؤكد الغلوب أند ميل أن ثمة شعورا بتحول في إيران وملامح الاتفاق المحتمل الذي سيمنع إيران من تطوير برنامجها النووي العسكري وردود الفعل من المؤسسة الدينية القائمة ستكشف ما إذا كان التحول حقيقيا أو مجرد وهم، تخلص الغلوب أند ميل تعليقها.

ونبقى مع "ذي غلوب أند ميل" التي تناولت الاجتماع الثنائي الذي عُقد مساء الاثنين بين رئيس الحكومة الفدرالية ستيفن هاربر ورئيسة حكومة أونتاريو كاثلين وين والذي كررت هذه الأخيرة طلبها بعقده مرات عدة في الأشهر الماضية. وكان آخر اجتماع ثنائي بين رئيس حكومة كندا ورئيسة حكومة كبرى المقاطعات الكندية قد عُقد في كانون الأول (ديسمبر) 2013.
كما لو أنها سنة جديدة أو ما يشبه ذلك، تقول "ذي غلوب أن ميل" الواسعة الانتشار في كندا في مستهل مقالها. فبعد 12 شهراً من التجاهل، قام أخيراً رئيس الحكومة الفدرالية بالاستجابة لطلب رئيسة حكومة أونتاريو بعقد اجتماع ثنائي بينهما.
جلس الاثنان مدة 30 دقيقة حول طاولة مستديرة في قاعة محاضرات في أحد فنادق وسط تورونتو وكانا متفقيْن حول كل شيء: إيجاد المزيد من الوظائف وأهمية التعاون بين أوتاوا وأونتاريو ومواصلة السير قدماً في الاستثمار في البنى التحتية العامة مع التأكيد على حيوية هذا الأمر في دعم النمو الاقتصادي. السيدة وين وصفت الاجتماع بأنه "إيجابي"، والسيد هاربر قال إنهما "سيبقيان على تواصل"، تقول "ذي غلوب أند ميل".
لماذا إذاً هذا التغيير من قبل رئيس حكومة المحافظين في أوتاوا بعد رفضه المتكرر، وبعبارات قاطعة، الاجتماع برئيسة حكومة أونتاريو الليبرالية، تتساءل الصحيفة.
السيد هاربر كان في تورونتو لحضور مباراة هوكي وكان لديه ساعة فراغ، تجيب بسخرية "ذي غلوب أن ميل" المعروفة برصانتها. وباستخدامه بعضاً من وقت فراغه للاستجابة لمطلب السيدة وين بالاجتماع به، وحتى بالموافقة على تكرار ذلك، يكون ستيفن هاربر قد أبطل ادعاءها بأنه لا يملك ما يكفي من الحب لأونتاريو التي أعطته تقريباً نصف عدد نواب حزبه في مجلس العموم الحالي، تقول الصحيفة.
وباجتماعه بكاثلين وين الآن يزيل ستيفن هاربر أمراً لا يستسيغه من قائمة الأمور التي عليه القيام بها قبل أن تبدأ رسمياً الحملة الانتخابية الفدرالية التي تقبل علينا بسرعة. إنها خطوة سياسية حاذقة، ترى "ذي غلوب أند ميل".
من الواضح أن السيد هاربر يتصرف كمن يقوم بتنفيذ قائمة قرارات السنة الجديدة التي أعدها لنفسه، ترى الصحيفة. ففي اليوم نفسه الذي اجتمع فيه بالسيدة وين قام بإزالة الوزن غير المرغوب به في حكومته من خلال تخفيض منصب وزيره الجاف لشؤون قدامى المحاربين، جوليان فانتينو، تضيف "ذي غلوب أند ميل".
رئيس حكومتنا الذي يزداد شيباً والميال للقتال يقوم برفع لياقته البدنية وبناء صداقات جديدة. إنها فعلاً سنة جديدة. سنة تجري فيها انتخابات، تختم "ذي غلوب أند ميل".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.