صحف كندية

صحف كندية

” احترام بدون مسايرة ”

نشرت صحيفة لا بريس مقالا للأستاذ في معهد غارنو ، مارك سيمار بعنوان : " احترام بدون مسايرة" يقول فيه:

كما في كل مرة يقع فيها اعتداء إسلامي منذ حوالي ربع قرن تتكاثر تفسيرات هذه الأعمال البربرية في وسائل الإعلام : استفزاز، جنون، إقصاء، انجرافات دينية تسامح أو تعصب تجاه الأقليات. وهي عادة ما تهمل الجوهر:  فمصدر هذه الأهوال هو تفسير الأصوليين للقرآن.

إن غالبية المسلمين تندد بهذه الاعتداءات وتؤكد أن الإرهاب باسم الله ليس "الإسلام الحقيقي" المفترض أنه دين الرأفة والمحبة .

وبالرغم من أن أقلية مهمة من المسلمين تهلل لتلك الاعتداءات ضد الغرب بالسر أو في العلن، ما يشكل تكذيبا لهذا الافتراض، فالواقع أنه لا يوجد إسلام حقيقي كما لا توجد مسيحية حقيقية.

ويتابع الأستاذ مارك سيمار:

أي من هذه التجليات للمسيحية هي المسيحية الحقيقية؟ مسيحية الغزاة الصليبيين العسكرية ؟ مسيحية القديس فرنسيس الأسيزي التي تمجد الفقر؟ مسيحية باباوات عصر النهضة الغارقين في الترف والفحشاء ؟ مسيحية الأصوليين الرافضين لنظرية التطور والمصرين على نظرية الخلق؟ مسيحية تلاميذ المسيح الأوائل الذين لا نعرف عنهم الكثير؟ من الواضح أن لا إجابة سهلة على هذه الأسئلة.

وبالنسبة للإسلام، فإن تحديد ماهية الإسلام الحقيقي أصعب  لأنه بحسب المسلمين فالقرآن كلام الله المنزل على النبي والمدون لاحقا بأكمله على يد الصحابة فالمؤمن بالتالي لا يمكنه التنكر للدعوات الإلهية بما أن الله يتحدث بلسان النبي.

ويتابع مارك سيمار:

ويتعقد الأمر أكثر لكون تلاوة القرآن هي من النوع الشاعري الملغز والقابل لعدة تأويلات. فبإمكان المسلم أن يجد فيه حثا على الجهد الداخلي (الجهاد الأكبر) ولكن أيضا على قتال الكفار ( الجهاد الأصغر ) ، يمكنه أن يجد تحريما لتناول الكحول ولكن أيضا وعدا بجنة تجري فيها الخمر بكثرة ، عددا كبيرا من آيات تقلل من قيمة المرأة وآيات أخرى تحميها، إدانة عنيفة لغير المؤمنين وأعداء الإسلام ودعوة المؤمنين إلى قتلهم، ولكن أيضا تسامحا مع أهل الكتاب وتذكيرا بالرحمة الإلهية.

ويرى سيمار أن ذلك يؤدي إلى اعتبار أن الإسلام الوهابي الذي يعتنقه الجهاديون والإرهابيون هو على القدر نفسه من اٍسلام الأكثرية الأقرب إلى رسالة النبي الروحانية والمحترم للأركان الخمسة.

من هنا، يتابع مارك سيمار، ضرورة الامتناع ، إزاء أحداث كمثل اغتيال رسامي شارلي إيبدو، من إدانة كافة المسلمين جراء أعمال ارتكبتها أقلية متطرفة سيما وأنهم عادة أول الضحايا.

ويختم الأستاذ في معهد غارنو، مارك سيمار مقاله المنشور في لابريس:

كما أن على الغربيين احترام حرية المسلمين الدينية   عليهم بالقدر نفسه ملاحقة العدو الإسلامي ومحاربته بدون هوادة ، هنا وفي عقر دارهم في إطار احترام القانون ولكن بدون أية مسايرة.استمعوا

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.