المغامر الكندي فردريك ديون مع ابنته بعد عودته من القطب الجنوبي

المغامر الكندي فردريك ديون مع ابنته بعد عودته من القطب الجنوبي
Photo Credit: Mathieu Papillon, Radio-Canada

الكندي فردريك ديون: مغامرة في عمق القطب الجنوبي

الرياح العاتية والمسافات الطويلة والحرارة التي تدنّت أحيانا إلى 50 درجة مئويّة تحت الصفر والوحدة والابتعاد عن الأهل وعن كل مظاهر الحضارة لم تثن المغامر والمحاضر الكندي فردريك ديون عن عزمه على  بلوغ القارّة القطبيّة الجنوبيّة انتاركتيكا.

الرحلة المغامَرة انطلقت في العاشر من تشرين الثاني نوفمبر 2014 ليبلغ المغامر نقطة هركوليس انلت في 3 كانون الأول يناير 2015.

أربعة وخمسون يوما عاش خلالها فردريك ديون تجربة فريدة بحلوها ومرّها ، بصعابها والتحديات، لدرجة وصل فيها أحيانا إلى حالة من اليأس كما يقول.

وحطّم ديون العديد من الأرقام القياسيّة وأصبح أول شخص يصل إلى القطب الجنوبي المستعصي  Pôle sud d'inaccessibilité انطلاقا من قاعدة نوفالازارفسكايا  الروسيّة في 36 يوما، وأول شخص يصل إلى القطب الجنوبي الجغرافي انطلاقا من القطب الجنوبي في 9 أيّام، وأول شخص يقطع مسافة 627 كيلومترا على الزلاّجات التي تجرّها مظلّة الهبوط في 24 ساعة و53 دقيقة، وسواها من الأرقام القياسيّة الأخرى.

يتحدّث فردريك ديون من التشيلي وهو في طريق العودة وقبل وصوله إلى مقاطعة كيبيك فيؤكّد أنه يشعر بالارتياح بعد انتهاء مغامرته بسلام ويضيف:

انا سعيد للغاية خصوصا أنني تمكّنت من اجتياز مسافة ال620 كيلومترا الأخيرة في يوم واحد رغم أنها تستغرق أسبوعا كاملا.

وأنا اشعر بالدفء والرفاه في الفندق حيث أقيم وهي كلّها أمور افتقدتها خلال ايّام المغامرة.

ولكن ما الذي افتقده الأكثر خلال رحلته؟ هل هي العائلة او الابتعاد عن الناس والمغامرة في عزلة عنهم أم الرفاه؟ نستمع إلى جواب المغامر فردريك ديون"

بكل وضوح وبدون أدنى شكّ افتقدت العائلة أكثر من أيّ شيء آخر. وعزّ عليّ أحيانا كثيرة أن أكون بعيدا عن زوجتى وأولادي يقول فردريك ديون.

المغامر الكندي فردريك ديون في القارّة القطبيّة الجنوبيّة انتاركتيكا
المغامر الكندي فردريك ديون في القارّة القطبيّة الجنوبيّة انتاركتيكا © Frédéric Dion

ويتابع فيشير إلى أنه يفخر بالإنجازات التي حقّقها والأرقام القياسيّة التي حطّمها والتي سيتحدّث عنها في المحاضرات التي يلقيها ويضيف:

لقد عشت مغامرة مثاليّة رغم كل الشوائب. وأنا أحب الإعداد للمغامرات والقيام بها وأحب أيضا الحديث عنها.

والحديث عن الشوائب شيّق لأنه يتيح التعريف بكلّ التحديات وكيف يفلت زمام الأمور من يد المغامر وهي لحظات شعرت فيها بالخوف يقول فردريك ديون.

ويشير إلى أن التحديات والظروف المناخيّة القاسية لم تحُل دون قيامه بتوثيق مراحل المغامرة وتصويرها .

وعن التحديات الأبرز التي واجهته، يقول فردريك ديون إنها كانت كثيرة ومن بينها التزلّج بمساعدة مظلّة الهبوط لساعات طويلة وسط رياح عاتية.

و يشير إلى أنّه يهوى هذا التحدي وتمكّن من تجاوزه ويتابع مشيرا إلى تحدّيات أخرى فيقول:

نصب الخيمة وسط رياح تتجاوز سرعتها 100 كيلومتر في الساعة أمر يستهويني هو الآخر.

وأخشى ما أخشاه  عندما أكون في انتاركتيكا هو أن أكون بعيدا عن المنزل في حال احتاج الأهل والأقرباء إليّ.

ويتابع المغامر فيقول إنه أضاع مزلجته في وقت من الأوقات وظلّ يبحث عنها طوال 20 دقيقة وانتابه الخوف من الموت عندما كان يبحث عن مزلجته البيضاء فوق مساحات الثلج البيضاء اللامتناهية.

ويشير إلى أن الرحلة المغامَرة سارت بالإجمال كما خطّط لها. والأمر الذي أقلقه هو المزلجة التي أعدّها بنفسه بعد أن أجرى تجارب طويلة واختبر صمودها في درجات حرارة تصل إلى 30 درجة مئويّة تحت الصفر.

ورغم كل الاحتياطات التي اتخذها، كانت المزلجة هشّة في ظلّ البرد القارس ووسط حرارة تدنّت إلى 35 درجة مئويّة تحت الصفر.

وقد تمكّن من إعادة ترميم المزلجة بعد تحطّمها ونجح في اجتياز مسافة 270 كيلومترا تفصله عن مستودع لوقود الطائرات واستبدل مزلجته بأخرى  كانت موجودة فيه وتخصّ المغامر البلجيكي ديكسي دنسيكاور.

ويشير فردريك ديون إلى أنّه لم يصادف أية حيوانات باستثناء طائر البطريق في أول ايّام الرحلة.

ويقول إنه تفاجأ بالجبال الشاهقة الممتدّة على مساحات طويلة مؤكّدا أن انتاركتيكا ليست بلدا بل قارّة ضخمة عملاقة تثير الإعجاب.

وأكسبته مغامرته الكثير وساعدته في الغوص في أعماق نفسه وفي السيطرة على مشاعره.

ويشير مازحا إلى أنّ مغامرته المقبلة هي أن يكون أفضل والد في العالم.

 

استمعوا

 

فئة:بيئة وحياة حيوانية، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.