واصلت الصحف الكنديّة الاهتمام بالهجمات الارهابيّة التي وقعت في باريس الأسبوع الفائت.
صحيفة الغلوب اند ميل كتبت مقالا تشير فيه إلى أن وزيرة العدل الفرنسيّة كريستيان توبيرا دعت القضاء إلى اعتماد المزيد من الحزم في التعامل مع الارهاب ومع من يدعو لتمجيده.
وتشير إلى اعتقال عدد من الأشخاص من بينهم عدد من القاصرين. ومن بين المعتقلين ، الفكاهي الفرنسي ديودونيه الذي أوقف بتهمة تمجيد الارهاب بعد أن كتب على صفحته على الفيسبوك: "شعرت الليلة بأنني شارلي كوليبالي".
وديودونيه خلَط في موقفه بين اسم الجهادي الذي قتل شرطيّة وقتل 4 يهود في هجوم على متجر للمأكولات الكوشير وشعار "أنا شارلي" الذي رُفع تضامنا مع ضحايا مجلّة شارلي ابدو.
وتنقل الغلوب اند ميل عن رئيس الحكومة الفرنسيّة مانويل فالز قوله إن موجة الارهاب التي تجتاح فرنسا تتطلّب "اجراءات استثنائيّة في إطار الالتزام بالقوانين والقيم".
ورئيس الحكومة وصف ديودونيه بأنه خطيب الكراهية ممّا يشير إلى أن قرار توقيفه اتُخذ على أعلى المستويات تقول الغلوب اند ميل.
وتضيف الصحيفة بأن نواب الجمعيّة الوطنيّة الفرنسيّة أنشدوا النشيد الوطني في بداية جلستهم للمرّة الأولى منذ انتهاء الحرب العالميّة الأولى في ما بدا كدعوة صريحة لحمل السلاح.
وتشير إلى أنه لا دخل لأي من الأشخاص الموقوفين حتى الآن في الهجمات الارهابيّة التي وقعت الأسبوع الماضي.
وتتساءل الصحيفة عن جدوى توقيف شبّان متهوّرين وفكاهيين لأنهم هتفوا "أنا لست شارلي". وتجيب بأن تسرّع الحكومة الفرنسيّة في الرد يذكّر بحكم الارهاب إبّان الثورة عام 1793.
وتشير الغلوب اند ميل إلى الإسراف في الاجراءات في الولايات المتحدة بعد الحادي عشر من أيلول سبتمبر وفي كندا خلال أحادث العام 1970 وتدعو الرئيس الفرنسي هولاند ورئيس حكومته فالس للالتزام المعلن بسيادة القانون.

في صحيفة لابريس كتب جوسلان كولون مدير شبكة الأبحاث حول عمليّات السلام في جامعة مونتريال يشير إلى الاجراءات المتشدّدة التي اتخذتها السلطات الفرنسيّة لحماية دور العبادة اليهوديّة والصحف، ودعوتها القضاء للتعامل بحزم مع الإرهاب.
ويضيف كولون أن شعار "أنا مسلم" لم يُسمع كثيرا علما أن المسلمين هم في طليعة ضحايا الإرهاب الإسلامي.
والمسلمون هؤلاء تقول الصحيفة يُقتلون يوميّا في الشرق الأوسط وافريقيا وآسيا، إما بسبب حروب دامية او لأنهم ارادوا مواكبة الحداثة التي ليست مرادفة بالضرورة لتقليد الغرب.
وتتحدّث الصحيفة عن عودة العنصريّة والإسلاموفوبيا منذ هجمات باريس الأخيرة وترى أن وراءها شخصيات معروفة ومؤثّرة.
وتنقل ما قاله قطب الإعلام روبرت موردوك الذي اعتبر أن غالبيّة المسلمين مسالمة ولكنّه رأى أنها تتحمّل المسؤوليّة "طالما لم تعترف بسرطان الجهاديين المتنامي وتقضي عليه" حسب قوله.
وترى لابريس أن موردوك يردّد معزوفة معاداة الساميّة التي تحمّل اليهود مسؤوليّة موت المسيح. وترى أن تعليقاته تندرج في إطار تيّار شيطنة المسلمين الذي اعقب هجمات 11 أيلول سبتمبر.
وتشير الصحيفة إلى توجّس جماعي من أسلمة المجتمعات الغربيّة تثيره الأجواء السائدة حاليّا.
وتتابع مشيرة إلى أن الكاتب رافائيل ليوجييه يدحض هذه المقولة في كتابه بعنوان " أسطورة الأسلمة".
وترى الصحيفة أن من واجب السياسيين مقاومةَ الإسلاموفوبيا التي ما زالوا خجولين في مقاومتها. وتختم لابريس فتنقل عن رئيس الحكومة الفرنسيّة مانويل فالس قوله: "لا أريد أن يخجل المسلمون من دينهم"، ودعوته لحماية المواطنين الفرنسيين المسلمين.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.