كسر حلقة التطرّف ورد الفعل العنيف عنوان تعليق كتبته شيما خان في صحيفة الغلوب اند ميل.
تقول الصحيفة إن الهجمات الارهابيّة المروّعة في فرنسا أثارت سيلا من ردود الفعل المتضامنة مع الشعب الفرنسي والمندّدة بالإرهاب.
وأفضل ردّ على الارهاب يكون في الدخول في حوار حول حريّة التعبير وحدودها والمعايير المزدوجة التي يطبّقها من هم في السلطة.
وتشير الصحيفة إلى أن المسلمين ندّدوا بعمليّات القتل ولفتوا إلى أنه لا مكان في القرآن لمعاقبة الذين يهينون النبي او الدعوة لقتلهم.
والقرآن نفسه يذكر أسوأ الاهانات الموجّهة إلى النبي ويعطي إرشادات حول كيفيّة التعامل مع الألم.
وحياة النبي تعطي المثال على التسامح والمغفرة تجاه الذين اساؤوا إليه.
وتتابع الغلوب اند ميل فتشير إلى أن اعتداءات باريس أساءت إلى ذكرى النبي أكثر بكثير من الرسوم الكاريكاتيريّة.
وتعتبر أن أفضل طريقة "للانتقام" للرسول هي من خلال اتّباع مثاله.
وتشير إلى أن اعتداءات فرنسا تزامنت مع مقتل مئات النساء والأطفال والمسنّين في نيجيريا على يد جماعة بوكو حرام، ومقتل عشرات المسلمين في تفجير انتحاري في اليمن ومقتل مسلمين آخرين على يد متشدّدين في العراق وسوريا وليبيا.
وتذكّر الصحيفة أيضا بالمجزرة التي نفّذها الطالبان في مدرسة في مدينة بيشاور في باكستان.
وقبلها بهجمات نفّذها "ذئاب وحيدون" في فرنسا واستراليا وكندا.
وثمّة دول تسعى لمنع نواة من المتشدّدين من السفر إلى الخارج للمشاركة في "الجهاد" وتراقب في الوقت عينه اولئك الذين يعودون.
وتتحدّث الغلوب اند ميل عن حلقة خطيرة من العنف ظهرت في باريس واستراليا وسان جان سور ريشليو واوتاوا تلتها ردود فعل ضدّ المسلمين وأدّت إلى المزيد من الانقسام واستلاب الشباب المسلم الذي يفترسه المتشدّدون.
وترى أنّه من المهمّ كسر هذه الحلقة من خلال فهم الديناميكيّة الكامنة وراءها.
وتتساءل الغلوب اند ميل عن سبب الانجرار وراء الخطاب المتشدّد وترُدُّه جزئيّا إلى الاستلاب والفوضى السياسيّة في الشرق الأوسط وصعود ايديولوجيّة الجهاديّة السلفيّة والانضمام إلى تنظيم القاعدة.
وتنقل عن عالم الدين الاميركي ياسر القاضي الذي يصف نفسه بالسلفي تفسيره لتعدّد الايديولوجيّات السلفيّة.
ويتحدّث القاضي عن أغلبيّة تضع الولاء للحاكم في الطليعة وأقليّة ترفضها الأغلبيّة ، تسعى من خلال الجهاد لعزل الحاكم العلماني في دار الإسلام وتدخل في الصراع مع حكومات غير مسلمة تدخّلت في دار الإسلام.
وتشير الغلوب اند ميل إلى أن هذه المجموعات تتقاسم في ما بينها الازدراء للنساء وللمسلمين من غير السلفيين فضلا عن سوء فهمها للسياسة الحديثة.
وكلّ مجموعة مقتنعة بأنّها تمثّل السلفيّة الحقيقيّة. وتتقاسم نظرة حصريّة وهرميّة ، ما يفسّر اجتذابها للشباب الذين تضعهم في مراتب عالية.
وترى الغلوب اند ميل أن التهديد المشترك للهجمات الأخيرة ضد الغرب يكمن في ربطها بالجهاديّة السلفيّة المتجذّرة في الشرق الأوسط.
وتضيف أن شبّانا لا يعرفون سوى القليل عن الإسلام وهم على هامش المجتمع الإسلامي الشامل تحوّلوا إلى ايديولوجيّة تتناول استلابهم وإحباطهم.
والسبيل الشرعي الديني الوحيد بموجب السلفيّة هو الصراع المسلّح تقول العلوب اند ميل.

وترى أن على المتعاملين مع الشباب أن يدركوا ويعملوا على هدم خطاب أنور العولقي الذي يجتذبهم .
والعولقي لقى حتفه في اليمن في هجوم شنّته طائرة أميركيّة بدون طيّار عام 2011 .
والبديل الصحّي يكون من خلال مواجهة المظالم السياسيّة عبر الالتزام المدنيّ الذي يوفّر الشرعيّة الدينيّة كخطاب مقابل لحظر السلفيّة من الالتزام السياسي في المؤسّسات غير المسلمة.
وترى الصحيفة أنّه من الضروري الاصغاء إلى صوت الأمّهات في المجتمعات المسلمة. فلديهن سلطة معنويّة هائلة يمكن أن تقف حصنا في وجه الإرهاب.
وتعطي الغلوب اند ميل مثال الفرنسيّة لطيفة بن زياتن والدة الشرطي الفرنسي المسلم الذي راح ضحيّة العنف عام 2012 والتي كانت صريحة في معارضة الإرهاب والدعوة إلى التماسك الاجتماعي في فرنسا.
كما تعطي مثال المحامية الإيرانيّة شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام التي ساعدت نحو مليوني نازح صومالي على الصمود في وجه عنف الميليشيات.
وتشير الغلوب اند ميل إلى الباكستانيّة ملالا يوسف زاي التي ليست بعد أما والتي ألهمت الكثيرين.
وتنقل الصحيفة عنها في ختام التعليق قولها: " ظنّ الإرهابيّون أنهم قادرون على تغيير اهدافي وطموحاتي، لكنّ شيئا ما لم يتغيّر في حياتي ما عدا أن الوهن والخوف وفقدان الأمل قد ماتوا لتلد بالمقابل القوّة والقدرة والشجاعة".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.