كتاب الاستسلام للروائي الفرنسي ميشال ولبيك

كتاب الاستسلام للروائي الفرنسي ميشال ولبيك
Photo Credit: DOMINIQUE FAGET/AFP/Getty Images)

“استسلام” رواية ميشال ولبيك المثيرة للجدل

يصدر بعد أيّام في مكتبات كيبيك كتاب "إستسلام" Soumission للمؤلّف الفرنسي ميشال ويلبيك الذي تثير كتاباته الجدل منذ فترة في فرنسا وخارجها.

ويأتي الكتاب في أعقاب الهجمات الارهابيّة في باريس وما أثارته من ردود فعل مختلفة محليّة وعالميّة.

نستمع إلى ما يقوله ميشال ولبيك بشأن كتابه:

كتابي لا ينمّ عن  إسلاموفوبيا أو رهاب الإسلام أولا ويحق لمن يشاء ثانيا أن يكتب رواية تتّسم بالإسلاموفوبيا.

تلفزيون راديو كندا طلب من أستاذة العلاقات بين الثقافات في جامعة مونتريال رشيدة أزدوز وأستاذ علم الاجتماع في جامعة كيبيك في مونتريال جاك بوشمان مطالعة الرواية والتعليق عليها.

يقول بوشمان إن الرواية رائعة وينصح بمطالعتها ويثني على مقاربة الكاتب ميشال ولبيك للموضوع ويضيف:

يقول ولبيك إن الجهاد لن يؤسلم فرنسا ولكنها ستتأسلم بسبب التراخي والتساهل وعدم الاكتراث.

وتقول رشيدة أزدوز من جهتها إن الكتاب ليس مقالا أدبيّا بل رواية ومن يطالعها لا يرى فيها إسلاموفوبيا وتتابع:

لا يقول الكتاب إن فرنسا تأسلمت بل إن حزبا إسلاميّا وصل إلى السلطة وهو يطبّق برنامجه الإسلامي.

وبموجب البرنامج، فالمرأة محجّبة وتعدّد الزوجات مسموح وللحصول على عمل ينبغي اعتناق الإسلام.

وتتحدّث رشيدة أزدوز عن غموض لدى ولبيك الذي نفى أن يكون في  كتابه إسلاموفوبيا واعتبر بالمقابل أن من حقّ من يشاء أن يكتب رواية إسلاموفوبيّة.

وتشير أزدوز إلى تصريحات سابقة للكاتب الفرنسي ينتقد فيها الإسلام وتضيف أنها تؤثّر في حكم القارئ على روايته.

ويرى جاك بوشمان من جهته أن في الكتاب حكما قاسيا على الفرنسيين ويضيف:

يقول الكتاب إن فرنسا بلد من دون مشاريع نهشته النزعة الاستهلاكيّة والفرديّة. والمجتمع يفرغ ويتآكل.

ويطرح الإسلام نفسه كبديل في الرواية لأنه خطاب ونُظُم وقواعد.

والمسيحيّة تحوّلت إلى إنسانيّة حسب الكاتب ولم تعد تحكم.

ولكن هل يمكن أن نقرأ بين سطور الكتاب أية نوايا محدّدة للكاتب ؟

تجيب رشيدة أزدوز أنه لا يمكن التغاضي عن الظروف الراهنة وتضيف:

ثمّة من يأخذ على  كتاب ولبيك رهاب الإسلام وأنه يصب لمصلحة اليمين المتشدّد وأنه يدعم مقولة غزو القيم المسلمة لفرنسا .

وثمّة بالمقابل من يدافع عنه ويرى أنه يطرح أزمة الإنسان المعاصر الذي يبحث عن معنى لحياته ويجد الجواب في إطار الدين.

الروائي الفرنسي ميشال ولبيك
الروائي الفرنسي ميشال ولبيك © GI/Richard Bord

ويرى جاك بوشمان أن ثمّة من يتحدّث عن رهاب الإسلام في الكتاب ويتابع:

نجد في الكتاب أطروحة ضمنيّة إلى حدّ ما مفادها أن الإسلام ديانة توسّعيّة ولديها مشروع يشكّل الجهاد أحد أوجهه ولكنّه لن ينجح في فرنسا. وهذه قراءة ممكنة لرواية ولبيك.

وترى رشيدة أزدوز أن رواية ولبيك لا تنطوي على نوايا معادية للأجانب ولكنّها قد تترك تأثيرا بهذا المعنى.

وثمّة من سيعتبر أن فرنسا متساهلة للغاية وأنها تتأسلم بهدوء.

ويجمع الخبيران في العلاقات بين الثقافات وعلم الاجتماع رشيدة أزدوز وجاك بوشمان على أن الأسلمة التي يتحدّث عنها كتاب ولبيك ليست متشدّدة بل يتحدّث عن إسلام معتدل يساهم شيئا فشيئا في تغيير المجتمع.

ويتحدّث عن ثقافة تأخذ مكانها ويمكن لمسها في ثياب النساء وفي تراجع الاختلاط في الجامعات وتراجع عدد الطالبات فيها، وهي كلّها امور تحدث بحكم الثقافة وليس بحكم القانون.

غير أن مشكلة الفرنسيين حسب  الرواية هي مع المتشدّدين وهنا يكمن غموض الكاتب ميشال ولبيك  تقول رشيدة أزدوز وتضيف:

هنالك أسلمة ولكنّ الخلاف ليس مع اليسار و لا مع الإنسانيين والعلمانيين وإنما مع المتشدّدين.

ويتحدّث جاك بوشمان عن خطابين مختلفين: فرئيس الحكومة الفرنسيّة مانويل فالس دعا إلى الانفتاح وتسهيل الاندماج في المجتمع الفرنسي.

وهذه دعوة لإعادة الاعتبار لقيم الجمهوريّة والمواطنة والقيم المشتركة.

و يرى ولبيك أن هذا الخطاب أصبح باليا ليس لأن الإسلام تنامى في المجتمع بل لأن المجتمع لم يعد لديه شيء لمعارضته.

 

استمعوا

 

 

 

 

فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.