من اليسار: رئيس حكومة المحافظين ستيفن هاربر وزعيم الديمقراطيين الجدد توماس مولكير وزعيم الليبراليين جوستان ترودو

من اليسار: رئيس حكومة المحافظين ستيفن هاربر وزعيم الديمقراطيين الجدد توماس مولكير وزعيم الليبراليين جوستان ترودو
Photo Credit: CBC / سي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة

من الصحافة الكنديّة: لماذا التركيز على أخطاء الأقليّة

موضوعان في جولتنا على الصحافة الكنديّة: المبالغة في التركيز على أخطاء الأقليّة في صحيفة لودوفوار واستطلاع بعيد عن السياسة حول زعماء الأحزاب الفدراليّة في اوتاوا في صحيفة الغلوب اند ميل.

نشرت صحيفة لودوفوار في صفحة الآراء تعليقا بقلم الباحث في الطبّ النفسي في جامعة لافال محمّد الزعري الجابري يقول فيه إن أحد مرضاه قال له إنه لا يحبّ العرب ولا المسلمين بسبب ما يشاهده عنهم في التلفزة. ويضيف المريض بأن الفكرة التي كوّنها عن طبيبه النفسي مختلفة تماما ومعاكسة لكلّ ما يراه ويسمعه.

ويتساءل كاتب المقال عن السبب وراء تركيز وسائل الإعلام على أقليّات وحالات لا تشكّل الأغلبيّة.

فهي تركّز مثلا على قضيّة الإمام المتشدّد والمشتبه بالتشدّد والمرأة المحجّبة التي تتعرّض للضرب وتركّز على  الإسلاموفوبيا وعلى الخوف من الأجانب.

ويرى أن كلّ هذه الحالات التي تمثّل الأقليّة تتصدّر وسائل الإعلام التي لا تولي اهتماما  مقابلا للأكثريّة.

ويضيف محمّد الزعري الجابري في مقاله في صحيفة لودوفوار فيقول إنه كمسلم لا يرى من حوله متشدّدين ولا أشخاصا يخافون من الإسلام.

وهو يرى على العكس من ذلك أكثريّة من الكيبيكيّين المسلمين، البعض منهم يمارس إيمانه دون البعض الآخر، ولا يشكّل الدين محور حديثهم.

ويرى من حوله أكثريّة من الأشخاص الذين حقّقوا النجاح واندمجوا في المجتمع.

ويرى في الوقت عينه أغلبيّة من الكيبيكيين يحترمون الاختلاف ويحترمون الآخر ويهمّهم أن يجمعوا لا أن يفرّقوا.

ويضيف بأنه يشاطر زملاءه افراحهم واحزانهم ولا يُشعرونه أبدا بأنّه مختلف عنهم.

ولكنّ هذه الأكثريّة لا تظهر ولا نسمع شيئا عنها كما يقول الزعري الجابري.

ولا أحد يأبه مثلا بطبيب الأعصاب المسلم الذي ينقذ حياة مئات المرضى سنويّا، او بالطبيب النفسي المسلم الذي يصغي إلى المرضى بغضّ النظر عن لونهم او دينهم او عرقهم.

ولا أحد يأبه بتقاسم أخبار آلاف الرجال والنساء الذين يشكّلون الأغلبيّة التي تعيش بوئام وهي بعيدة كلّ البعد عن التشدّد وترمز إلى العيش المشترك وتمثّل الأمل بمستقبل من أجل الجميع.

ويشير الباحث في الطب النفسي من جامعة لافال محمّد الزعري الجابري إلى أن لكلّ مجموعة أخطاءها وجماعاتها المخزية ولكنّ التركيز على هذه الفئات وحدها دون الأكثريّة المميّزة يؤدّي إلى طرح علامات استفهام.

المركز الإسلامي في مدينة ادمنتون
المركز الإسلامي في مدينة ادمنتون © ICI Radio-Canada

والجاليات المستهدفة ستطرح تساؤلات حول المجتمع المضيف ولماذا لا يفوّت أيّ فرصة لشيطنتها.

ويدعو الطبيب النفسي في ختام مقاله إلى فسح المجال أمام الشباب للاندماج وتقديم أمثلة ناجحة لهم بعيدا عن التشدّد والانعزال.

ويرفض أن يُنسب إلى أقليّة تؤمن بالعنف وترفض حريّة التعبير.

صحيفة الغلوب اند ميل تناولت في تعليقها استطلاعا للرأي تحت عنوان: زعماء الأحزاب هم أناس أيضا.

يتناول الاستطلاع  الذي أجرته مؤسّسة أباكوس داتا Abacus Data جوانب من الحياة اليوميّة ويطرح أسئلة حول رعاية الأطفال والطبخ وإقراض المال وسواها.

واختار 44 بالمئة من العيّنة المستطلعة زعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو كأفضل شخص لخدمة مجالسة أطفالهم Babysitting  أثناء غيابهم عن المنزل مقابل 28 بالمئة اختاروا رئيس الحكومة زعيم حزب المحافظين ستيفن هاربر و28 بالمئة أيضا اختاروا توماس مولكير زعيم الحزب الديمقراطي الجديد  حزب المعارضة الرسميّة في مجلس العموم الكندي.

وينظر المستطلعون إلى ترودو كصديق قوي وطبّاخ ماهر ورفيق سفر مميّز وشخص موثوق لرعاية الحيوانات الأليفة.

وينظرون إلى ستيفن هاربر كأفضل أب وأفضل خيار كمدير تنفيذي لشركة  وأفضل شخص يسدي النصح لطالب المهنة وأفضل من نتّصل به عندما نتفاوض حول عقد إيجار.

وينظرون إلى توماس مولكير كأب ممتع وأفضل شخص نلجأ إليه لاقتراض المال ولكنّه ليس الأفضل لنقضي معه سهرة على العشاء.

وتشير الغلوب اند ميل إلى أنه لا ينبغي أن نسخر كما يفعل البعض من الاستطلاع وترى أنه يعكس نقاط الضعف والقوّة لدى الزعماء الثلاثة.

وهم يدركون أن الكنديين يريدون أن يروهم كأناس عاديين وهم أبرزوا هذا الجانب من شخصيّتهم بقدر ما أمكن من خلال الاستطلاع.

والكنديّون لم يقرّروا إن كانوا يريدون رئيس وزراء صاحب دم بارد او صاحب رأفة.

وهم يريدونه ربّما مزيجا من الاثنين وهو ما لا يتمتّع به أيّ من الزعماء الثلاثة تقول الغلوب اند ميل في ختام تعليقها.

 

استمعوا

 

 

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.