مقاتلات أردنية

Photo Credit: رويترز / محمد حامد

الأردن في مواجهة “الدولة الإسلامية”

قتل الملازم الطيار الأردني معاذ الكساسبة بطريقة وحشية، والرد الأردني السريع والعنيف عليها طرح أكثر من سؤال حول الأهداف التي سعى إلى تحقيقها تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة،

إسلامية"والمملكة الأردنية بردها العنيف من جهة أخرى . ورأى بعض المراقبين أن الأردن، بالرغم من جرحه الكبير، تصرف بصورة متسرعة . فصحيح أن الإرهابيين اللذين تم إعدامهما كانا محكومين بالإعدام منذ فترة طويلة ، لكن تنفيذ الحكم غداة العملية الإرهابية كان واضحا على أنه تصفية حسابات لا تليق بدولة قانون وضعت نفسها في مصاف عصابة إرهابية وعاملتها كما لو كانت دولة ، وهذا ما يسعى إليه التنظيم. إضافة إلى إعطاء صورة وكأن الخصمين عصابتان تصفيان الحسابات وهذا ليس صحيحا طبعا كما يقول مدير عام المركز الأوروبي للإستراتيجية الأمنية ومقره بروكسل كلود مونيكي  فالأردن حليف الغرب في مكافحة الإرهاب ويقوم بجهود كبيرة لتحقيق الديموقراطية. لكنه يبدو وكأنه وقع في فخ الإسلاميين الذين يسعون إلى تحقيق أهداف  واضحة عبر بث صور وأشرطة حرق الطيار وقطع  الرؤوس ورمي المثليين من سطوح المباني .

ويفصل مونيكي تلك الأهداف بالقول:

"بداية يقوم تنظيم "الدولة الإسلامية" بشكل واضح ببروبغندا تهدف إلى نشر الرعب فالتنظيم إرهابي ويريد إرهاب العدو ويمكننا اليوم أن نتصور أن أي طيار ، قبل أن يستقل طائرته الحربية لقصف "الدولة الإسلامية" سيشعر بالخوف والقلق لاحتمال وقوعه في الأسر وقتله حرقا.

والهدف الثاني، يتابع كلود مونيكي ، هو ترغيب فئة معينة من الناس بالانضمام إلى التنظيم، من المضطربين عقليا والمجرمين من الشباب السجناء سابقا والباحثين عن العنف والأذى ، وهذه المشاهد بدون شك تغويهم ".

ويقارن كلود مونيكي تنظيم "الدولة الإسلامية بمنظمة القاعدة التي تبدو معتدلة بالمقارنة مع "الدولة الإسلامية ويضيف:

"حملة التجنيد التي كانت تقوم بها القاعدة منذ حوالي عشر أو خمسة عشر عاما كانت بدون شك متطرفة لكنها منظمة عقليا ودينيا مع شرح وتوضيح الأسباب الموجبة للالتحاق بالجهاد من وجهة نظر القرآن . وحتى لو أن الحجج كانت خاطئة فالخطاب كان منظما عقلانيا يتوجه إلى مثقفين وإيديولوجيين مؤمنين بهذا النوع من النضال العسكري، بينما التنظيم يتوجه إلى أشخاص يبحثون عن تصفية حسابات ."

ويعتبر مونيكي أن القصف الجوي حقق بعض الأهداف العسكرية في تحرير كوباني مثلا لكنه لا يكفي ما لم يترافق باستخبارات من الداخل لضرب أهداف محددة من مثل استهداف ما يدر المال على "الدولة" كالمنشآت النفطية مثلا .

ويعتبر مدير عام مركز الاستراتيجية الأمنية في بروكسل كلود مونيكي في ختام حديثه إلى هيئة الإذاعة الكندية أنه إذا كان هدف "الدولة الإسلامية" عبر إحراق الطيار حيا هو تخويف الأردن ودفعه إلى الانسحاب من التحالف، فقد فشلت بدليل الغارات الجوية الكثيفة للطيران الأردني على مواقع التنظيم وتوعده برد أعنف " يزلزل" الأرض تحت أقدامهم.استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.