تناولت صحيفة "ذي غلوب أند ميل" موضوع السجين الكندي عمر خضر، المعتقل السابق في سجن غوانتانامو الأميركي في مقال بعنوان "هذه كندا، فدعوه يتكلم!".
وعمر خضر من أصول مصرية فلسطينية، أدانته السلطات الأميركية بقتل جندي أميركي في أفغانستان وبزرع ألغام تستهدف قوافل عسكرية أميركية في ذاك البلد، وكان عندئذ في سن الخامسة عشرة. وعاد إلى كندا عام 2012 لإكمال فترة عقوبته التي تنتهي عام 2018، وهي عقوبة مشكوك فيها بنسبة عالية تقول "ذي غلوب أن ميل" الواسعة الانتشار في كندا.
ليسمح برؤية عمر خضر وسماعه تقول الصحيفة، وتضيف أنها لا ترى أي مبرر لعدم السماح للصحافيين بالتحدث إلى شاب هو محط اهتمام مبرر من قبل الجمهور.
السيد خضر مسجون حالياً في مؤسسة بوْدن (Bowden Institution)، وهي سجن في مقاطعة ألبرتا يخضع لحراسة أمنية من الدرجة المتوسطة، وهذا آخر سجن يدخل إليه بعد تنقله بين عدد من السجون. وصحيفة "تورونتو ستار" ومحطة "سي بي سي" (هيئة الإذاعة الكندية) تريدان إجراء مقابلة معه قبل موعد جلسة النظر في مسألة إطلاق سراحه بموجب كفالة المقرر عقدها في الرابع والعشرين من آذار (مارس) المقبل. لكن مدير السجن رفض السماح للإعلام بمقابلة خضر، مبرراً رفضه غير المقنع برأي الصحيفة بأن مقابلة بواسطة الكاميرا تعطل "عمل الوحدة العملانية" وتتطلب احتياطات أمنية لا سابق لها.

يحق للكنديين أن يقيّموا بأنفسهم ما إذا كان السيد خضر قد وجد نفسه كولد ساذج داخل أسرة إرهابية دون أي إرادة فعلية من قبله، أو أنه منافق من الطراز الأول، أو في مكان ما بين هاتيْن الحالتيْن، أو في مكان آخر كلياً، ترى "ذي غلوب أند مايل". كما يحق لهم أن يطلعوا منه على ما عاشه خلال سنوات الاعتقال في سجن غوانتانامو. ولا يمكن للحكومة أن تمنعه من التحدث فقط لأن كلماته ووجوده مزعجة من الناحية السياسية. فهذه هي كندا، تذكّر الصحيفة.
لا يدّعي عمر خضر أنه لم يكن له أي دور في أنشطة أسرته، تقول "ذي غلوب أند مايل". ففي مقال له في صفحة الرأي في صحيفة "أوتاوا سيتيزن" الصادرة في العاصمة الكندية يقول بصراحة إنه كان طفلاً جندياً في الخامسة عشرة. ولهذا السبب تحديداً كان يجب أن يعامل منذ البداية كطفل بحاجة للحماية وليس كمجرم حرب بلغ سن الرشد يتعرض في سجن غوانتانامو لإساءات تُسمى من باب التلطيف استجوابات هجومية، تقول الصحيفة.
يوم الاثنين استمع قاض من المحكمة الفدرالية لطلب من الإعلام بالسماح بإجراء مقابلة مع عمر خضر. إنه من المشجع أن يكون القاضي ريتشارد موسلي على اطلاع على قضية في بريطانيا سُمح فيها لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بإجراء مقابلة مع رجل مسجون متهم بالضلوع في أنشطة إرهابية، تضيف الصحيفة.
للكنديين الحق في رؤية عمر خضر والاستماع إليه، وإذا كانت حرية التعبير تعني شيئاً ما فله حق الكلام تختم "ذي غلوب أند مايل".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.