"شارلي مكرّر" عنوان مقال كتبه الصحافي والمحلّل السياسي فرانسوا بروسو في صحيفة لودوفوار يستهلّه بالحديث عن الهجومين اللذين وقعا نهاية الأسبوع في العاصمة الدانماركيّة كوبنهاغن.
يقول بروسو إن الهجوم الذي أوقع قتيلا استهدف مركزا ثقافيّا يستضيف ندوة حول الفن والتجديف ضدّ الأديان وحريّة التعبير يشارك فيها الفنّان ورسّام الكاريكاتور الدانماركي لارس فيلكس.
وفيلكس نشر صورا كاريكاتوريّة للنبي محمّد وهو مستهدف من القاعدة على غرار الصحافي الفرنسي ستيفان شاربونييه الذي قُتل في الهجوم على مجلّة شارلي ابدو الفرنسيّة الساخرة.
وفي العام 2005 نشرت صحيفة دانماركيّة محافظة 10 رسوم كاريكاتوريّة للنبي، ما أدّى إلى انطلاق مجموعة من الأحداث التاريخيّة شكّل ذروتها الهجوم الدامي في باريس.
ويرى كاتب المقال أن هجوم كوبنهاغن هو أشبه بهجوم مكرّر لأحداث باريس وعودة رمزيّة لمسلسل المواجهة التي بدأت قبل عقد من الزمن بين الغرب والاسلام المتشدّد.
ومنفّذ الهجوم المشتبه به شاب في الثانية والعشرين من العمر مولود في الدانمارك ومعروف من الشرطة بسبب ارتكابه عدّة جنح، وهو أملس الشعر وذو ملامح عربيّة حسبما جاء في وصف الشرطة له.
وترى لودوفوار أن ما جرى في كوبنهاغن تكرار لما جرى في باريس حيث استتبع التعدي على حريّة التعبير هجوم معاد للساميّة وفي الحالتين كان المنفّذ مولودا في البلد الذي وقعت فيه الهجمات.
وتتابع فتقول إن الشرطة الألمانيّة ألغت حفل كرنفال في مدينة براونشفايغ بعد تلقّيها تهديدا من إسلاميّين بشأن مسيرة تتخلّل الكرنفال اختار منظّموها إجراءها تحت عنوان "أنا شارلي".
وتتساءل الصحيفة إن كانت هذه تهديدات أم تراجع أم رقابة ذاتيّة.

وتتابع فتقول إن حركة "بغيدا" الألمانيّة المناهضة للأسلمة اثمرت حركات صغيرة مماثلة في العديد من الدول الأوروبيّة.
وبعد سويسرا والنمسا ، تمّ الإعلان في بريطانيا عن مسيرات مناهضة لأسلمة اوروبا و"للتطهير العرقي ضدّ الانكليز".
والحركة ما زالت محدودة والمظاهرات المضادّة لها تفوق مظاهراتها ولكنّها جزء من الأجواء القبيحة السائدة في اوروبا يقول فرانسوا بروسو في تعليقه في لودوفوار.
ويشير إلى حادثة تدنيس عدد من المقابر اليهوديّة نهاية الأسبوع في فرنسا التي ندّد بها وزير الداخليّة الفرنسي برنار كازنوف ووصفها بالبغيضة والوحشيّة.
ويضيف فرانسوا بروسو بأن رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتانياهو حثّ يهود اوروبا على الهجرة إلى إسرائيل.
وقال "إسرائيل هي بيتكم" في تصريح أطلقه وسط الحملة الانتخابيّة اشار فيه إلى أن اسرائيل تستعدّ لاستيعاب الهجرة الجماعيّة من اوروبا.
ويختم فرانسوا بروسو تعليقه في صحيفة لودوفوار بنصّ كتبه أحد المشاركين في منتدى حواري في صحيفة لوموند الفرنسيّة تحت عنوان: هجمات كوبنهاغن، قسط من غضب أحد أبناء البلد من الذين لم يندمجوا جيّدا:
"لدينا انطباع بأن حربا ثانية لإزالة الاستعمار قد بدأت. لقد جئتم بأهلنا ونحن نكرهكم.
لا نريد ثقافتكم . وكلّ ما تبقّى لنا هو أجزاء من دين لا نعرفه فعلا ولكنّه يربطنا بمجموعة دخلت في حرب مع الغرب تعيد لنا اعتزازنا ".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.