وجهت مصر فجر اليوم ضربات جوية لأهداف تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (المعروف إعلامياً أيضاً باسم "داعش") في مدينة درنة الساحلية في شرق ليبيا عقب بث التنظيم المذكور شريط فيديو يَظهر فيه عدد من عناصره وهم يذبحون 21 مصرياً من أتباع الديانة المسيحية كانوا قد اختُطفوا في كانون الأول (ديسمبر) الفائت في منطقة سرت في ليبيا. وكان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قد توعّد منفذي المجزرة عقب بث شريط الفيديو بالاقتصاص منهم "بالأسلوب والتوقيت المناسبيْن"، وأعلن الحداد في مصر سبعة أيام على الضحايا.
وفي ليبيا أعلن اللواء الركن صقر الجروشي، رئيس أركان سلاح الجو في الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، أن الغارات التي نفذها سلاح الجو المصري تمت بتنسيق مسبق مع قيادة الجيش الليبي وأضاف أن المقاتلات الجوية الليبية استهدفت هي أيضاً تجمعات لتنظيم "الدولة الإسلامية" في بنغازي وسرت، لافتاً إلى ضربات جوية أخرى سيُعلن عنها لاحقاً. أمّا "المؤتمر الوطني العام"، وهو البرلمان المنتهية ولايته، فأدان من جهته الغارات المصرية واعتبرها انتهاكا للسيادة الليبية.
في مجال آخر شهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مساء اليوم في مقر رئاسة الجمهورية مراسم توقيع اتفاق التعاون العسكري بين بلاده وفرنسا. وبموجب هذا الاتفاق تزود فرنسا مصر بأربع وعشرين طائرة مقاتلة من طراز "رافال" (Rafale) وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم" FREMM وصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى في صفقة قيمتها 5,2 مليار يورو.
هل الغارات الجوية المصرية اليوم هي مقدمة لعمليات عسكرية على نطاق أوسع في ليبيا؟ فادي الهاروني طرح السؤال على الباحث الأستاذ وائل صالح، منسق مرصد التخصصات المترابطة لدراسة الحركات الإسلامية التابع لكرسي الأبحاث الكندي في مجال الإسلام والتعددية والعولمة في جامعة مونتريال، والباحث المشارك في مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في كرسي راوول داندوران للدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية في جامعة كيبيك في مونتريال.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.