بعد أربعمئة يوم من الاعتقال في السجون المصرية وإطلاق سراحه بكفالة مالية دون إلغاء التهم الموجهة إليه وإعادة محاكمته في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، ينعم الصحافي الكندي المصري محمد فهمي بشيء من الحرية ويعاود حياة شبه طبيعية بالرغم من أن السيف ما زال مسلطا واحتمال عودته وراء القضبان ما زال واردا.
ساعاته الأولى من التنعم بالحرية قضاها بين أفراد أسرته ومع خطيبته ، يتنازعه شعوران: فرحة بالعودة إلى ممارسة حياة يومية شبه طبيعية بعد اشتياقه لرؤية الشمس ووجبات طعام والدته وقلق من الآتي غير المضمون ومعرفته أنه ما زال يواجه صعوبات كثيرة وعليه المثول يوميا أمام الشرطة ومنعه من السفر وترقب استئناف المحاكمة.
هذا ما تنقله عنه مراسلة هيئة الإذاعة الكندية في القاهرة ماري إيف بيدار التي التقته مع عدد قليل جدا من الصحافيين.
عن فترة السجن تقول بيدار نقلا عنه:
"كان الاعتقال صعبا كما قال لنا خاصة في البداية لأنه كان لفترة طويلة في السجن الانفرادي وخلال الشهر الأول من الاعتقال لم يكن يرى النور وأن الأوضاع الصحية في السجن كانت سيئة ، وظروف العيش لاإنسانية لكن ما خفف وطأة السجن هو إقدامه مع زميليه على إنتاج برنامج افتراضي بعنوان : الجزيرة هذا المساء، سيما وأنه كان مسجونا مع عدد من المدانين بالإرهاب وكانوا خطيرين جدا كما يقول وضيف:
"كصحافي استفدت من وجود مساجين معي من الجهاديين والإرهابيين ومساجين يقضون يومهم بالحديث عن قتلهم ضباطا وعسكريين أو عائدين من سوريا يتفاخرون بقتل الناس ويؤكدون أنهم خبراء في المتفجرات وتمكنت من إجراء مقابلات مع العديد منهم .
وعن عمله كصحافي يؤكد أنه سيستمر وهو في صدد تأليف كتاب ويضيف:
"ما من روبورتاج صحافي يستحق أن تغامر بحياتك من أجل تحقيقه لكن توقيفي كان مؤثرا على مسألة إثارة قضايا حقوق الإنسان وحرية الصحافة والديموقراطية التي يدعيها هؤلاء الديكتاتوريون والقضية أكبر بكثير منا نحن الثلاثة الذين سجنا.
أما عن الموقف الكندي فيعتبر محمد فهمي أن كندا لم تقم بما فيه الكفاية لإطلاق سراحه ولم تعرف جيدا بمن يجب أن تتصل بينما اتصل رئيس حكومة أستراليا ثلاث مرات بالرئيس المصري لإطلاق سراح مواطنه إضافة إلى أن وزير الخارجية الكندي السابق جون بيرد ارتكب خطأ سياسيا عندما أعلن أن كندا ستسترجعه قريبا جدا ولن تقدمه أمام المحاكمة ما أحرج القيادة المصرية التي كانت تتوقع أن يمثل أمام القضاء الكندي بعد ترحيله.
ويتمنى محمد فهمي في ختام حديثه إلى مراسلة راديو كندا في القاهرة أن يقدم رئيس الحكومة الكندية شخصيا على الاتصال بالرئيس المصري لأن ذلك وحده من شأنه الحؤول دون إعادته إلى الاعتقال.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.