احتلّت الأوضاع في الشرق الأوسط وتطوّرات مواجهة تنظيم "الدولة الاسلاميّة" حيّزا من اهتمام الصحف الكنديّة الصادرة اليوم الاثنين.
في صحيفة لابريس كتبت الصحافيّة انييس غرودا تعليقا تناولت فيه ممارسات تنظيم "الدولة الإسلامية" التي وصفتها بالمروّعة ، حول شريط فيديو يصوّر قتل واحد وعشرين قبطيّا في ليبيا على يد التنظيم.
وأشارت إلى أن مصر قصفت على أثر نشر الشريط مواقع تابعة للتنظيم الجهادي في ليبيا.
واضافت بأنها المرة الأولى التي تنفّذ فيها مصر عمليّة ضدّ الإرهاب في ليبيا والمرّة الأولى التي يُظهر فيها التنظيم وحشيّته في ليبيا.
ورأت الصحيفة في هاتين السابقتين مؤشّرا على دخول هذا "التنظيم المتعصّب" مرحلة جديدة بعد سنة على صعوده في العراق.
وتشير إلى هجومين انتحاريّين وقعا في ليبيا وتبنّاهما التنظيم وإلى هجمات نفّذتها خلايا نائمة تدّعي انتماءها له في كلّ من ليبيا وسيناء.
والوضع مقلق في ليبيا نظرا لحالة التفكّك التي وصل إليها هذا البلد تقول لابريس.
وعلم "الدولة الإسلاميّة" رفرف الخريف الماضي فوق مدينة درنة التي كانت حتى عام 2011 معقل منظّمات سلفيّة انضمّ البعض منها إلى تنظيم القاعدة وينضمّ المزيد اليوم إلى تنظيم "الدولة الإسلاميّة".
وتعدّد الصحافيّة في لابريس أنييس غرودا عددا من الهجمات التي وقعت في كلّ من طرابلس وسرت و النوفليّة وصولا إلى المجزرة التي استهدفت الأقباط .
وتنقل عن آلان رودييه من مركز الابحاث الفرنسي حول الاستخبارات أن ليبيا أسوأ حالا من الصومال والدولة تفجّرت وليس هناك أي قوّة سلام دوليّة فيها.
ورغم أن تنظيم "الدولة الاسلاميّة" لم يسيطر بعد على أي مدينة ليبيّة، إلاّ أنّه بصدد إنشاء قاعدة عمل تشكّل تهديدا محتملا لأوروبا.
وخلاياه النائمة تنشط أيضا في سيناء الذي تنشط فيه كلّ أنواع التهريب والذي أفلت من سلطة الحكومة المصريّة.
وعدد أفراد هذه الخلايا محدود في ليبيا ولكنّه من غير المستبعد أن تتمكّن من السيطرة على جزء صغير من الأراضي الليبيّة.
وترى الصحيفة أن الخلافات الداخليّة في ليبيا تصبّ لمصلحة تنظيم "الدولة الإسلاميّة" لأن اللاعبين الكبار في هذه الأزمة يرغبون في تدخّل دولي في ليبيا.
والتدخّل يصبح معقولا أكثر كلّما ازداد تهديد التنظيم للبلاد.
والتنظيم كثّف جهوده في المنطقة التي يسيطر عليها على الحدود بين سوريا والعراق حتى نهاية العام 2014.
ومع بداية الضربات التي يوجّهها له التحالف وخسارتِه مدينة عين العرب كوباني، بات عمله على غزو الأراضي يراوح مكانه.
وتنقل الصحيفة عن آلان رودييه أن المنعطف الذي اتخذه التنظيم جاء كردّ على النكسات العسكريّة التي مُني بها.
وأصبحت سيناء والمناطق الليبيّة الثلاث بمثابة "ولايات" خارج أراضي التنظيم.
و الاستراتيجيّة الجديدة التي ينتهجها التنظيم هي بمثابة بروباغندا في الحرب التي يخوضها ضدّ منافسه تنظيم القاعدة تقول لابريس في ختام تعليقها.

في صحيفة الغلوب اند ميل تعليق يتناول فيه كونراد ياكابوسكي استراتيجيّة الرئيس اوباما لمواجهة تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
وترى الصحيفة أن المواربة بشأن النضال ضدّ عدوّ يرفض اوباما تسميته يقوّض نجاح المهمّة.
والرئيس اوباما اعتمد المواربة خلال الربيع العربي عندما لم يقرّر على أي فريق يراهن ما تسبّب بانعدام الثقة لدى كلّ الجهات.
وتشير الصحيفة إلى رفض اوباما التدخّل في ليبيا للإطاحة بالرئيس معمّر القذافي وعدم قيامه بشيء في سوريا بعد أن تجاوز الرئيس الأسد الخطّ الأحمر الذي حذّره اوباما من تجاوزه.
ورفض اوباما التحذيرات التي أطلقها العديد من الخبراء من أن الفوضى في سوريا تشكّل أرضا خصبة لمجموعات إرهابيّة جديدة تفوق في همجيّتها تنظيم القاعدة.
واليوم عاد الرئيس اوباما ليطلب موافقة الكونغرس لاستخدام القوّة العسكريّة ضدّ تنظيم "الدولة الإسلاميّة" تقول الغلوب اند ميل.
وثمّة احتمال أن يرفض الكونغرس طلبه تتابع الصحيفة وتعتبر أن من الأفضل أن يضع الديمقراطيّون والجمهوريون خلافاتهم جانبا ويوافقوا على طلب الرئيس لأن الفشل يشكل انتصارا دعائيّا للتنظيم.
وتشير الصحيفة إلى اللياقة السياسيّة المفرطة التي اعتمدها الرئيس اوباما خلال القمّة لمواجهة التشدّد العنيف التي استضافها قبل أيّام وترى أنها إهانة لذكاء الأميركيين.
واوباما اعتبر في ختام المؤتمر أن الديمقراطيّة أفضل وسيلة لمواجهة التشدّد.
لكنّ هذا غير كاف بالنسبة لدول الشرق الأوسط الحليفة للولايات المتحدة في حربها ضدّ الإرهاب ويعكّر اهداف حرب يبدو الرئيس اوباما نصف مستعدّ لخوضها تختم الغلوب اند ميل.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.