علق المحرر في صحيفة لو دوفوار أنطوان روبيتاي على التعليمات التي وجهها رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار إلى وزرائه بعدم التحدث إلى الصحافة قبل الاطلاع من الحكومة على الموقف
الرسمي من شتى القضايا المطروحة فرأى أن غالبية الكيبيكيين ترى أن المسألة تافهة لكن نتائجها على المدى المتوسط ستكون سيئة.
طبعا، من واجب أية حكومة أن تكون متجانسة فالشعب عادة يفضل ذلك على الفوضى داخل مجلس الوزراء. والتضامن الوزاري يفرض على أعضاء الحكومة أن يضعوا جانبا مواقفهم وآراءهم الخاصة التي تختلف عن إجماع الحكومة والأمر طبيعي جدا..
ولكن، يتابع أنطوان روبيتاي، نظامنا السياسي المستوحى من النظام البريطاني يؤدي إلى مركزية متنامية تتمحور حول مكتب رئاسة الحكومة ونشهد ذلك خاصة في الحكومة الفيديرالية حيث عمل المكتب منذ وصول المحافظين إلى السلطة، على وضع يده على الوزرات في علاقاتها مع الصحافة. وإذا كانت التعليمات الصادرة عن رئيس حكومة كيبيك ليست متشددة وملزمة كما إملاءات رئيس الحكومة الفيديرالية، فهي قد تشكل خطوة أولى في هذا الاتجاه. وثمة قرارات أخرى صادرة عن الحكومة في ما يتعلق بالإعلام تعكس الرغبة في الهيمنة والسعي إلى تثبيت مركزية القرار. منها مثلا مواصلة الحكومة الحالية العمل على جمع كافة المسؤولين عن الاتصالات في الوزارات تحت جانح مجلس الوزراء، وكان رئيس الحكومة الأسبق جان شاري قد بدأ هذا التوجه قبل عشر سنوات لكن الرئيس الحالي فيليب كويار ذهب إلى أبعد من ذلك.
ويرى أنطوان روبيتاي أنه يجب محاذرة التشدد على طريقة هاربر الذي يحول الوزراء إلى مجرد ببغاوات . فمثلا وزير الأمن العام الفيديرالي ستيفن بليني ووزير البنى التحتية والعلاقات بين المقاطعات دوني لوبيل يرددان كما الببغاوات نصوصا حفظاها عن ظهر قلب ومواقف معلبة والأمر ليس فقط مزعجا إنما يعطل قدرة الوزراء على الجدل والنقاش وليس واردا لديهما بلورة جواب أو التساؤل بصوت عال أو الخروج عن خط الحكومة الرسمي وتداول الآراء والأفكار هو أمر أساسي في الديموقراطية.
ويختم انطوان روبيتاي تعليقه في صحيفة لودوفوار: مهما يكن فإغراء محاكاة الببغاء موجود ولنتذكر ما قاله رئيس الحكومة الكيبيكية فيليب كويار في الصيف الماضي :" ماذا قلت لزملائي في مجلس الوزراء ؟ قلت لهم : إذا كنتم تريدون قول شيء ما تعتقدون أني لا أقوله أنا ، فلا تقولوه لأنكم ستضطرون إلى التراجع عنه أو سأطلب منكم أنا أن تتراجعوا عنه".استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.