كيبيكيّون من أصول مهاجرة

كيبيكيّون من أصول مهاجرة
Photo Credit: PC / IAN BARRETT

من الصحافة الكنديّة: الاسلام في كيبيك وانطلاقة الحوار

نشرت صحيفة لابريس تعليقا بقلم إيفان كليش الكاتب  الذي يتناول منذ نحو ثلاثة عقود في كتاباته  الاسلام والعالم العربي.

يشير كليش في بداية التعليق إلى مقال نشرته صحيفة الغلوب اند ميل قبل أسبوع حول مشروع إنشاء مسجد ضخم في مدينة فورت ماكموري النفطيّة في مقاطعة البرتا الربيع المقبل تصل كلفته إلى 50 مليون دولار، وهو خبر أثار الاهتمام يقول ايفان كليش.

ويتابع فيقول إن ثمّة مشاعر بعدم الارتياح إزاء الإسلام ظهرت في كيبيك بصورة  متكرّرة ولّدت نوعا من الانزعاج بين الكيبيكيين غير المسلمين والكيبيكيين المسلمين.

ويرى أن وصول عدد كبير من المهاجرين المسلمين يؤثّر في مشاعر التسامح والتعلّق بالقيم الحديثة التي تتضمّنها شرعة الحقوق والحريّات التي تمّ اعتمادها في زمن سهل لم يكن في كيبيك خلاله إلا القليل من الأقليّات المنظورة.

والتسامح قيد الاختبار منذ بضع سنوات وثمّة مشاعر متناقضة تتنازع الكيبيكيين الأكبر سنّا خلال اليوم الواحد، بين الانفتاح على المهاجرين الذين جاؤوا إلى كندا للانطلاق في حياة جديدة من جهة و الانزعاج من جهة أخرى لا سيّما بعد الاعتداءات التي وقعت مؤخّرا.

ويعتبر كليش في تعليقه في لابريس أنه يتعيّن على الكيبيكيين غير المسلمين والكيبيكيين المسلمين المباشرة في حوار بنّاء ومتواصل حول كلّ ما يجمع وأيضا حول ما يفرّق بينهما وأن يسيروا معا في مجتمع تتنامى فيه أكثر وأكثر التعدّديّة الثقافيّة.

ويتوقّع أن يكون الحوار فجّا أحيانا خصوصا إن دخلت فيه الأطراف المتشدّدة من الجانبين: بين الذين يريدون من جهة كما حصل في مدينة هيروفيل فرض القيم بالقوّة على جالية يتعيّن أن نعطيها بعض الوقت لتفهّم هذه القيم، والجالية المسلمة من الجهة الأخرى التي يمثّلها أحيانا كثيرة متعصّبون يريدون إقناع المواطن العادي بأن المسلم العادي يعيش دينه في حياته اليوميّة.

وبالنسبة للمسلمين، يمكن طرح تساؤلات حول التناقض بين ما يرد في النصوص الأساسيّة بشأن الانفتاح والتسامح وبين ما يرد في الصحف حول أعمال تكذّب النصوص.

وثمّة تساؤلات ايضا حول الحياء والحشمة وهي قيم غالية على قلوب المسلمين وكانت مقاطعة كيبيك تقاسمهم إيّاها منذ زمن ليس ببعيد.

وثمّة تساؤلات مقلقة غير مطروحة في الدول التي وصل منها المسلمون.

الجاليات المسلمة في عدد من مدن مقاطعة كيبيك
الجاليات المسلمة في عدد من مدن مقاطعة كيبيك © Radio-Canada

ولعلّ السؤال الأصعب يدور حول ما إذا كان القرآن كلام اللّه بالمطلق خصوصا إذا ما اطّلعنا على بعض المقاطع التي تتحدّث عن اليهود والمسيحيين يقول ايفان كليش في تعليقه في صحيفة لابريس.

ويتساءل إن كان ما يرد يعطي للأسف  لبعض الحاقدين حجّة الشرعيّة الدينيّة للقيام بأعمالهم الارهابيّة.

والسؤال الآخر هو بشأن الحجاب الذي ترتديه بعض النساء وما إذا كان فرضا دينيّا. وما إذا كانت النساء المسلمات غير المحجّبات تنتهكن قواعد الدين ام أنّ لديهنّ تفسيرا آخر للثقافة الاسلاميّة ملائما للعصر وصحيحا في الوقت عينه.

كلّ هذه الأسئلة ليست سهلة  يقول إيفان كليش ويضيف بأن المسائل المتعلّقة بالهويّة مثيرة للمشاعر ومعقّدة.

والحديث عنها، خصوصا في وسائل الاعلام يؤدّي إلى التشدّد بدل تسهيل الحوار.

ويرى أن امام الجميع مهمّة بناء مجتمع يكون الأفضل للأولاد. وينبغي بالتالي الدخول في الحوار، وهو أمر يطرح تحدّيا كبيرا وشيّقا.

وينبغي أن يقوم الحوار حسب رأيه على أكتاف أشخاص أذكياء وواقعيّين ومتساهلين، قادرين على مدّ الجسور بدل وضع الديناميت الذي يثير اهتمام وسائل الاعلام التقليديّة ووسائط التواصل الاجتماعي.

ويختم إيفان كليش تعليقه في صحيفة لابريس فيؤكّد أن التحدّي مطروح على الشباب لأنّهم تعايشوا منذ الصغر مع التعدّدية وألفوها.

 

استمعوا

 

 

 

 

فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.