جولي أندروز في دور ماريا فون تراب

جولي أندروز في دور ماريا فون تراب
Photo Credit: إنترنيت

“لحن السعادة” أدخل السعادة إلى قلوب الملايين

خمسون سنة مرت على عرض فيلم ( The Sound of music)  ، لحن السعادة وما زالت صوره ومشاهده وأغانيه في ذاكرة عشرات الملايين من الصغار والكبار يرددونها بشغف ونوستالجيا لفيلم شاهده الكثيرون أكثر من مرة وعرضوه لأبنائهم وأحفادهم وقد طبع مخيلتهم وذاكرتهم بأجمل ذكريات الطفولة وأنقاها.

الفيلم يسرد قصة حقيقية لأسرة فون تراب في النمسا عام 1938 خلال الحكم النازي وهي مستوحاة من كتاب " قصة مغني عائلة فون تراب" التي كتبتها ماريا فون تراب الحقيقية عام 1947  لكنه تم تحوير بعض جوانبها لضرورات التشويق السينمائي والسرد القصصي المثير. من بعض تلك التغييرات والإضافات: المبالغة في غنى الكابتن جورج لودفيك فون تراب المتحدر من أسرة غنية خسرت معظم ثروتها في فترة الركود الاقتصادي عام 1930 لكنه كان فعلا وطنيا نمساويا معاديا للنازية.

ماريا كانت فعلا تعيش في دير " نونبرغ أبيي" في سالزبورغ لتصبح راهبة، لكن أسرة الكابتن فون تراب لم تستعن بخدماتها لتربية كل الأولاد إنما للاهتمام بإحدى بنات العائلة ، لويزا، وتعليمها جراء إصابتها بالحمى واضطرارها للتغيب عن المدرسة

زواج ماريا والكابتن لم يكن عن حب إنما لأسباب عملية ، كما تقول في قصتها. فالكابتن كان بحاجة إلى أم ترعى أطفاله، وماريا كانت تبحث عن استقرار عائلي بعد مغادرتها الدير. وتقول ماريا الحقيقية في كتابها:" لم يكن بيننا حب في البداية لكني كنت أحب الأطفال جدا أي أني بالواقع (تزوجت) الأطفال. إضافة إلى أن الزواج تم في العام 1927 وليس في العام 1938 كما في الفيلم.

لم يكن الكابتن بهذه القساوة والتشدد على أولاده وبلا شعور كما في الفيلم وتقول عنه ابنته لويزا إنه كان شغوفا بمحبة أولاده يقدم لهم الهدايا ويرافقهم بالعزف على الكمان وتضيف أن ماريا المربية لم تكن دائما تتمتع بتلك اللطافة والهدوء.

شخصية "ماكس" مدير العائلة الفني مختلقة فالمدير الفني للأسرة كان كاهنا رافق العائلة طيلة عشرين عاما وهرب معها من النمسا.

هروب الأسرة لم يكن عبر تسلق الجبال كما في المشهد الأخير إنما استقلت العائلة قطارا إلى إيطاليا ومن ثم توجهت إلى بريطانيا لتستقر نهائيا في الولايات المتحدة.

أسماء الأولاد وأعمارهم كانت مختلفة فالبنت الثالثة، لويزا، كان اسمها الحقيقي ماريا وقرر المخرج تبديله لأن اسم المربية هو أيضا ماريا وحتى لا يضيع المشاهد بين الممثلتين. كما أن عددهم لم يكن سبعة إنما عشرة.

ولم يكن لأسرة فون تراب الحق في التدخل في سرد القصة السينمائية لأنها تنازلت عن حقوق النشر للمنتج الألماني الذي باعها لاحقا لمنتج أميركي قابل ماريا الحقيقية وأوضح لها أنه لن يصور فيلما وثائقيا واقعيا عن أسرتها إنما سيتصرف بحرية تامة في السرد السينمائي بهدف إنتاج " فيلم جميل ومؤثر" كما يقول، وكان رهانه في محله. فالفيلم، بالرغم من عدم تطابق أحداثه مع بعض الوقائع، يبقى أكثر الأفلام مشاهدة وحصد عددا كبيرا من جوائز الأوسكار وأجمل كوميديا موسيقية عرفتها السينما.

ماذا حل بأسرة فون تراب ؟

في حزيران – يونيو عام 1938 غادرت الأسرة النمسا وانتقلت إلى نيو يورك بتأشيرة سياحية لتقديم عروض فنية استهلتها بحفلة في بنسلفانيا عام 1944 ومن ثم حصلت على الجنسية الأميركية واستقرت في فيرمونت ، على الحدود الكندية، واشترت فندقا صغيرا عام 1950 احترق عام 1980 وإعيد بناؤه بعدد أكبر من الغرف وأداره أصغر أبناء العائلة ، يوان، ونجله سام. توفيت ماريا عام 1987 ودفنت مع زوجها الكابتن فون تراب الذي كان توفي عام 1947 في مدافن العائلة المحاذية للفندق.

"لحن السعادة" أدخل السعادة إلى قلوب الملايين بأبعاده الإنسانية والجمالية والفنية والغنائية... والوطنية.استمعوا

فئة:ثقافة وفنون
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.