تناولت صحيفة الغلوب اند ميل قضيّة اغتيال المعارض الروسي بوريس نمتسوف في مقال وقّعه الناشط السياسي ومخرج الأفلام الوثائقيّة ماركوس كولغا.
تستهلّ الصحيفة بما قاله نمتسوف قبل نحو ثلاث سنوات من أن عشرات آلاف الروس تظاهروا للتعبير عن معارضتهم لحكم الفرد المطلق والفساد.
ومسؤوليّة التغيير الديمقراطي في رأيه هي مسؤوليّة الروس وحدهم .
وإن كانت كندا تريد إبداء تضامنها مع الشعب الروسي فأهمّ مساعدة يمكن أن تقدّمها هي أن تقول لمحتالي الكرملين حسب قول نمتسوف بأن التعاطي معهم لم يعد موضع ترحيب.
كان ذلك عام 2012 تقول الغلوب اند ميل عندما جاء نمتسوف إلى اوتاوا وتورونتو لإطلاع الكنديين على حقيقة ما يجري في روسيا في ظلّ حكم فلاديمير بوتين .
وقال نمتسوف للنواب الكنديين إن نظام بوتين يسرق روسيا من خلال الفساد المستشري في البلاد.
و الكرملين أغلق الباب في وجه العمليّة الديمقراطيّة بشكل منهجي و حريّة التعبير تتعرّض للهجوم.
وحذّر نمتسوف من تنامي النظام التوتاليتاري في ظلّ حكم بوتين ومن احتمال أن يمتدّ إلى دول الجوار.
وتضيف الغلوب اند ميل بأن نمتسوف تحدّث دون خوف عن الفساد المستشري على أعلى المستويات الحكوميّة وعن الثروة التي جمعها بوتين وعن القصور الرئاسيّة وعن الفساد والرشاوى خلال دورة سوتشي الأولمبيّة .
ومؤخّرا تحدّث نمتسوف عن الحرب في اوكرانيا وكان سيترأس المظاهرة التي سارت أمس الأحد في موسكو على أثر اغتياله.
وترى الصحيفة أن اغتياله يؤشّر على مرحلة جديدة مظلمة من القمع السياسي في روسيا بوتين.
وبوتين يسيطر على كلّ شيء وكلّ شخص في روسيا. وقد ظهرت سيناريوهات عديدة من قبل المحقّقين ووسائل الاعلام حول اغتيال نمتسوف تتراوح بين المعقول واللامعقول.
وتستبعد الصحيفة أن يتمّ تحديد قتلة المعارض بوريس نمتسوف و التحقيقات في اغتيالات سابقة قلّما أدّت إلى نتيجة.
وتعود الصحيفة إلى زيارة نمتسوف لكندا عام 2012 وتشير إلى أن الاستخبارات الروسيّة كانت تراقب مكالماته الهاتفيّة وتسجّلها.
وأعرب نمتسوف في حينه عن انزعاجه من الأمر وعن قلقه على سلامته.
وقال إنه في حال أراد المحتالون النيل منه فلن يوقفهم شيء بما في ذلك الحرّاس الشخصيّون.
وفي مجلس العموم الكندي، دعا نمتسوف كندا لاعتماد تشريعات ماغنيتسكي المسمّاة على اسم الحقوقي الروسي الذي عُذّب وقُتل على يد المسؤولين الحكوميين الذين اكتشف ماغنيتسكي أنّهم سرقوا 250 مليون دولار من الحكومة الروسيّة.
وكان نمتسوف يرى كما العديد من ناشطي حقوق الانسان بأن تبنّي عقوبات صارمة بحقّ الفاسدين في نظام بوتين من شأنه أن يساعد على حماية قادة المعارضة والنشطاء.
وتضيف الصحيفة بأن الدعوة لاعتماد تشريع ماغنيتسكي لم تؤد إلى نتيجة وقد نسيها النواب الكنديون فور مغادرة نمتسوف لكندا.
وترى أن اغتياله سيعطي قوّة الدفع اللازمة للمضيّ قدما. ورغم أن مقتله سيحشد المعارضة على المدى البعيد، فثمّة أعمال قمع أعمق تلوح في الأفق.
وثمّة قياديّون معارضون يجري تعقّبهم ورصدهم عن كثب تقول الغلوب اند ميل.
وتتوقّع أن يواصل هؤلاء عمل نمتسوف لفضح تورّط الحكومة الروسيّة في الأزمة الاوكرانيّة وأن يواجهوا التهديدات إياها.
وترى الغلوب اند ميل أنّ بإمكان كندا المساعدة عن طريق الاستجابة لنداء نمتسوف الداعي لاستهداف دائرة المقرّبين من بوتين وتجميد أصولهم وتجميد منحهم التأشيرات.
والتغيير في روسيا لن يأتي إلا عن طريق حركة الناشطين المؤيّدين للديمقراطيّة، وينبغي مساعدتهم بعد الفشل في مساعدة بوريس نمتسوف تختم الغلوب اند ميل.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.