رئيس الحكومة الاسرائيليّة بنيامين نتنياهو يتحدّث أمام الكونغرس الأميركي في 3 آذار مارس 2015

رئيس الحكومة الاسرائيليّة بنيامين نتنياهو يتحدّث أمام الكونغرس الأميركي في 3 آذار مارس 2015
Photo Credit: GI / Alex Wong

من الصحافة الكنديّة: نتنياهو والشيطان

كتبت انييس غرودا تعليقا في صحيفة لابريس تحت عنوان: نتنياهو والشيطان تناولت فيه الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة الاسرائيليّة أمام الكونغرس الأميركي.

تقول غرودا إن الخطاب الذي استمرّ إحدى وأربعين دقيقة كان دون المستوى من حيث الطريقة والمضمون في آن.

وبالنسبة للطريقة، نتنياهو أول زعيم أجنبي كانت له فرصة التحدّث ثلاث مرّات من على هذا المنبر العريق.

وقد انتهز نتنياهو الفرصة لإهانة الرئيس الأميركي وسعى لتخريب عقد من الجهود الدوليّة للتوصّل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الايراني.

وهذا أبعد من الجرأة والوقاحة والفظاظة تقول الصحيفة.

وأما من حيث المضمون، فإسرائيل على موعد مع الانتخابات بعد اسبوعين.

والنتائج لم تعد أكيدة كما كانت الحال في بداية الحملة الانتخابيّة.

وقد رفع الزعيم الاسرائيلي الفزّاعة الايرانيّة وصوّر ايران على أنها مصدر كلّ مآسي إسرائيل والسبب وراء زوالها القريب.

وليست هذه المرّة الاولى التي يستخدم فيها الزعيم اليميني الاسرائيلي التهديد الايراني لغايات انتخابيّة تقول لابريس.

و قبيل انتخابات العام 2009 ألقى نتنياهو خطابا حماسيّا خلال اجتماع لحزب الليكود في القدس اشار فيه إلى طهران واقتراب امتلاكها القنبلة النوويّة.

و توقّع منذ نحو 20 عاما أن تمتلك ايران السلاح النووي. و قال عام  2012 إنّها وصلت إلى 70 بالمئة في طور إنشائها.

كلّ ذلك لا يعني حسب الصحيفة أن فكرة امتلاك السلاح النووي لا تراود إيران. ولكنّه يفيد أن نتنياهو يبالغ في هذا التهديد ويستخدمه لأغراض سياسيّة ولا يتردّد في خدش الحقيقة في بعض الأحيان.

ونتنياهو قال أمام الكونغرس إن النظام الايراني راديكالي أكثر من أي وقت مضى.

وهذا غير صحيح في نظر لابريس بدليل انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني عام 2013.

وروحاني معروف بانفتاحه على الحوار والتفاوض وحريص على إنعاش اقتصاد بلاده الذي انهكته العقوبات لقاء تسوية الملفّ النووي.

ورغم ضغوط المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي ، فإن موافقة روحاني على التفاوض بشأن الملف النووي يشكّل موقفا معتدلا حسب اختصاصيين في الشأن الايراني.

وتشير لابريس إلى  وجود تيّارين داخل ايران: احدهما يرغب في وضع حدّ للعقوبات وفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبيّة، وآخر محافظ له موقف حذر إزاء الغرب.

ويمكن لهذا الأخير أن يستغلّ خطاب نتنياهو للنيل من المفاوضات وتقويض جهود التفاوض.

والمفاوضات دخلت مرحلتها النهائيّة وقد اختار نتنياهو هذا التوقيت بالتحديد لمحاولة نسفها والتشكيك في نوايا رئيس، ليس الأمثل ولكنّه يمثّل صوت الاعتدال كما تقول لابريس.

واستراتيجيّة نتنياهو تذكّر بتلك التي  ينتهجها اليمين الاسرائيلي مع الفلسطينيين.

وتشير لابريس إلى مشروع اتفاق غير مثالي وغير مكتمل وغير معروف التفاصيل ولكنّه ممكن.

وما رشح منه يفيد أن ايران توافق مقابل رفع العقوبات على تقليص قدراتها في تخصيب اليورانيوم بشكل كبير على مدى العقد المقبل.

وربّما أن الايرانيين ليسوا حسني النيّة تقول لابريس. ولكنّ لديهم أسبابا عديدة، خصوصا اقتصاديّة، لتسوية العلاقات مع الغرب.

والزعماء الايرانيون سياسيّون أصحاب اهداف عقلانيّة يسعون لتحقيقها.

وبينيامين نتنياهو يشيطن إيران عندما يصوّرها على أنها تجسيد للشرّ ويضعها في مصاف  برابرة تنظيم "الدولة الاسلاميّة" الدمويّين دون أن يقدّم الحلّ البديل.

و هذا يشكّل نقطة الضعف في خطابه. وبين حلّ غير مثالي وغياب الحلّ لم يطرح نتنياهو بديلا ثالثا تقول لابريس في ختام تعليقها.

 

 

استمعوا

 

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.