المحامية في مقاطعة أونتاريو نفيسه شوودوري  ترتدي الحجاب في المحاكم

المحامية في مقاطعة أونتاريو نفيسه شوودوري ترتدي الحجاب في المحاكم
Photo Credit: موقع راديو كندا / Christian Noël

الحجاب مسموح به في محاكم أونتاريو: تساؤلات حوله في مقاطعة كيبك؟

في الوقت الذي يحتل فيه ارتداء الحجاب في المحاكم في مقاطعة كيبك مكانا بارزا أمام الرأي العام في المقاطعة وفي الدوائر القضائية والحكومية في أعقاب رفض القاضية إليانا مارنغو من محكمة كيبك الاستماع إلى رانيا العلول التي كانت ترتدي حجابا حين طلب النظر في قضيتها المتعلقة بحجز سيارة فإن ارتداء الحجاب أمام محاكم أونتاريو يبدو وكأنه قطع شوطا بارزا مقارنة بالوضع في كيبك.

فليس الحجاب مسموحا به في قاعات المحاكم فحسب بل إن إرشادات محددة اعتمدتها المحكمة العليا في أونتاريو لتأطير هذه التسوية.

فأونتاريو حلت هذه المشكلة منذ عدة سنوات وأصبح ارتداء الحجاب والرموز الدينية الأخرى مسموحا به أمام المحاكم

وتتحدث المحامية نفيسة شوودوري التي مثلت للمرافعة أمام محكمة في أونتاريو وهي ترتدي الحجاب عن تجربتها فقد فاجأها القاضي عندما سألها هل يمثلها محام فأجابت بأنها المحامية ففوجئ هو أيضا.

وخلال سبع سنوات من ممارسة المحاماة كانت هذه القضية المشكلة الوحيدة التي واجهتها بسبب كونها مسلمة إذ تمكنت من المرافعة وهي ترتدي الحجاب أمام المحاكم العليا والاستئناف والفدرالية .

ولم يخطر ببالها مطلقا أن الحجاب قد يمنعنها من ممارسة المحاماة.

رانيا العلول التي رفضت قاضية في محكمة كيبك الاستماع لدعواها لارتدائها الحجاب
رانيا العلول التي رفضت قاضية في محكمة كيبك الاستماع لدعواها لارتدائها الحجاب © موقع راديو كندا

لذا فهي شعرت بالحزن والغضب والإحباط عندما علمت أن القاضية إليانا مارنغو من مونتريال رفضت الاستماع إلى قضية المسلمة رانيا العلول لأنها كانت ترتدي الحجاب.

وتقول المحامية نفيسة شوودوري في حال لم يكن لهذه المرأة الحق في التوجه للمحكمة للمطالبة بحقوقها فما هي الطرق الأخرى المتوفرة لها؟ إذ لا يمكنني أن أصدق كيف أن قاضية اتخذت قرارا يتعارض مع شرعة الحقوق التي كان من واجبها أن تحميها.

أما بالنسبة للنائب في مقاطعة أونتاريو جاجميت سينغ وهو محام جنائي في الوقت نفسه فإنه يتذكر بأن الوضع في أونتاريو كان مختلفا منذ عشرين عاما وهو يقول بهذا الخصوص:

كطالب في القانون يرتدي العمامة والكربان (الخنجر) وهما رمزان دينيان لطائفة السيخ لم يكن يحق لي دخول قاعات المحاكم.

لذا تحدثت إلى مسؤول الأمن وتم الاتفاق بيننا. الجميع علموا أنني أرتدي رموزا دينية وبالتالي هي لا تشكل أي خطر.

ويؤكد: إذا كان الوصول إلى القضاء مرفوض لأسباب دينية فهذا هجوم على أسس الديمقراطية ذاتها.

ويصعب على جاجميت سينغ تفسير الدوافع التي حدت بالقاضية المونتريالية لرفض النظر في القضية فيقول: في بعض الثقافات من باب الاحترام رفع القبعة غير أنه في بعض الثقافات الأخرى فإن الإبقاء على غطاء الرأس دليل على الاحترام.

وكانت أحزاب المعارضة في مجلس العموم الكندي بالإضافة لحزب المحافظين الحاكم قد انتقدت موقف القاضية إليانا مارنغو باعتبار أنها أخطأت برفضها النظر في قضية امرأة مسلمة بحجة ارتدائها الحجاب في المحكمة.

فاعتبر توماس مولكير زعيم الحزب الديمقراطي الجديد بأنه قرار سيء بينما اعتبر زعيم الحزب الليبرالي المعارض جوستان ترودو بأنه وضع غير مقبول في وقت اعتبر فيه رئيس الوزراء الكندي زعيم حزب المحافظين ستيفن هاربر عبر مدير الاتصالات بأنه طالما لم يكن وجهها مغطى فإنه يحق لها أن تمثل للشهادة أمام المحكمة.

يشار إلى أن مهنة المحاماة في أونتاريو قد طرأت عليها تغييرات هامة على مستوى التعددية فبعد أن كان تواجد الأقليات المنظورة في مكاتب المحامين لا تتعدى نسبته 10% في عام 2001 فإنه اليوم في ارتفاع مستمر في مكاتب المحامين وأيضا بالنسبة للعاملين في قطاع القضاء.

وكان حكم صادر عن محكمة استئناف أونتاريو في عام 1998 قد أصبح بمثابة اجتهاد وهو ينص على أن ارتداء غطاء الرأس في المحاكم مسموح به طالما أنه لا يعيق النظام ونزاهة الحكم وهي قاعدة تطبق على المحامين والمتهمين والمدافعين والحضور على السواء.

أما في كيبك فإن قضية القاضية التي رفضت النظر في دعوى امرأة لأنها كانت ترتدي الحجاب ستتم مناقشتها في مجلس القضاء في المقاطعة أواخر الشهر الحالي.

استمعوا
فئة:سياسة، مجتمع، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.