في سياق المناقشات التي بدأت اليوم أمام لجنة الأمن العام التابعة لمجلس العموم الكندي حول مشروع القانون C-51 ضد الإرهاب الذي قدمته حكومة حزب المحافظين وتوقع تأييد الحزب الليبرالي بزعامة جوستان ترودو لمشروع القانون مع التحفظ حول بعض النصوص المتعلقة بالرقابة، أوضح ترودو نظرته للحرية مستعينا ببعض الأحداث الأخيرة ليعبر عما يراه من "جمرات يؤججها" رئيس الوزراء زعيم حزب المحافظين ستيفن هاربر لغايات انتخابية حسب تعبيره.

يشار إلى أن مشروع القانون الجديد يمنح مزيدا من الصلاحيات للشرطة وجهاز الاستخبارات الكندي ما دفع بأحزاب المعارضة والمفوض الفدرالي لحماية الحياة الخاصة لانتقاده بشدة معتبرين أنه يضاعف سلطات القمع لكن دون توفير الرقابة المناسبة.
وردا على ستيفن هاربر أوضح جوستان ترودو أمام جامعيين حضروا للاستماع إليه كيف يرى رهانات التعددية والحرية والاندماج والتعددية الثقافية.
وأوضح ترودو أن المقاربة السياسية لحزب المحافظين يمكن أن تنجح على المدى القريب غير أنها لن تلبث أن تتآكل مع الوقت وخاصة في بلد متعدد الثقافات مثل كندا. إن هذه السياسة تعمل على تأجيج القلق وإثارة المخاوف. فبدل أن تشجع الكنديين على الصراع دفاعا عن حرية الجميع تعلمنا أن نحترس من خيارات الآخرين.
إن الخوف شيء خطر وفي حال تم تطبيقه من قبل الدولة لا يمكننا أن نعرف إلى أين يمكن أن يقودنا.
هيئة الإذاعة الكندية في التقرير التالي:
إن الرسالة التي يرغب ترودو توجيهها واضحة وصريحة كما يشير عنوان الخطاب الذي وجهه ترودو بمناسبة الذكرى العشرين لمؤسسة الدراسات الكندية التابعة لجامعة مك غيل: الحرية في كندا وسياسة الخوف.
ويعترف ترودو أنه في خضم سنة انتخابية ليس من المربح على المدى القريب أن نتحدث عن مثل هذه المعاني بدل أن نغدق الوعود الانتخابية وتقديم التزامات واضحة وجدية كالتي يعطيها منافسوه السياسيون أي الحزب الديمقراطي الجديد بزعامة توماس مولكير وحزب المحافظين الحاكم بزعامة ستيفن هاربر فهو يعتقد أن توماس مولكير يتعهد كثيرا وستيفن هاربر يقرر كثيرا.
ويعترف ترودو أن شرعة حقوق الإنسان الكندية التي يحسدها عليها عدد كبير من الدول والتي كانت ملهمة للكثير منها في صياغة تشريعاتها لم تكن طريقها دائما مزروعة بالورود بل اعترضتها مجموعة من الصعوبات.
ويدعو جوستان ترودو لاعتماد سياسة التسامح التي تفخر بها كندا فيقول:
إن بلدنا كان منذ نشـأته مبنيا على التعددية والاندماج
وهو يتهم في الوقت نفسه ستيفن هاربر بتنمية مشاعر الخوف والانقسام فيقول:
إن حزب المحافظين يستفيد من النقاش الحالي حول الأمن الوطني لتنمية شعور الخوف والانقسام وجعل الناس يفقدون الثقة وخاصة تجاه ما يقرب من مليون كندي مسلم.

ويعطي مثلا على ذلك موقف المحافظين في أعقاب رفض قاضية من مونتريال الاستماع إلى شكوى امرأة ترتدي الحجاب.
ويؤكد أن الحكومة ترغب في تأجيج الخوف ضد قسم من المواطنين الكنديين أي المسلمين على غرار ما جرى مع كنديين من أصل إيطالي وياباني في الحرب العالمية الثانية وفرض قيود على الهجرة اليهودية في الثلاثينات والأربعينات وهو خوف يدعو ترودو كافة الكنديين لرفضه.
يشار إلى أن مكتب رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر ردّ بسرعة على خطاب زعيم الحزب الليبرالي المعارض جوستان ترودو مذكرا بإنجازات الحكومة وأكّد على رغبة الحكومة في حماية الحريات الكندية والحؤول دون تحرك الجهاديين لزرع الخوف بين الكنديين.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.