كتب البروفسور آلان مانسن من معهد القانون في جامعة كوينز في اونتاريو تعليقا في صحيفة الغلوب أند ميل يقول فيه إن الحكومة الكنديّة طرحت خلال 6 اسابيع اربعة مقترحات لتشديد الأحكام على جرائم القتل من الدرجة الأولى.
وهي تعود الآن لتطرح اقتراحا حول الحكم المؤبّد دون إخلاء سبيل مشروط لبعض الفئات.
ويمكن اعتبار ذلك من أبشع انواع الانتهازيّة خصوصا أن الانتخابات تلوح في الأفق.
وكندا كانت تحظى على مدى عقود بالاحترام بفضل سياستها التشاوريّة والمدروسة في ما يتعلّق بالعدالة الجنائيّة.
واليوم ثمّة تسرّع في هذه السياسة التي تترافق مع تأكيدات فارغة بأن الكنديين هم الذين يريدونها.
ورئيس الحكومة يقول إن الكنديين يتساءلون لماذا ينبغي إخلاء سبيل أشخاص ارتكبوا جرائم فظيعة.
وكان من المفترض أن يجيب السياسيون عن هذه التساؤلات بشكل جوهري بدل استغلالها لوضع استراتيجيّة ذات دوافع سياسيّة.
والإجابات توازي ثلاثة أضعاف التساؤلات تقول الغلوب اند ميل. وكلّ ما يتعلّق بهذا الخصوص يصدر عن لجنة إخلاء السبيل المشروط.
ولدى كندا قيم أساسيّة صلبة بما فيها احترام كرامة الانسان وإمكانيّة التوبة وإعادة التأهيل.
وأكثر من ذلك، فإن 25 عاما في السجن فترة طويلة تعجيزيّة. وليس من دليل على أنها مناسبة لكلّ الأحكام ولحماية الجمهور على وجه الخصوص.
وقد أقرّ البرلمان هذا القانون عام 1976 كجزء من إلغاء عقوبة الاعدام. وتراجعت معدّلات الجريمة منذ ذاك الوقت.
وقد رفضت حكومة المحافظين عام 2011اقتراحا لخفض المدّة إلى 15 عاما قبل إمكانيّة الحصول على إخلاء سبيل مشروط.
ومشروع القانون الجديد يربط إمكانيّة الحصول على إخلاء سبيل مشروط بعد 35 عاما بالتوجّه إلى وزير الأمن العام للحصول عليه في ظروف استثنائيّة.
والحكومة محقّة عندما تقول إن لدى دول أخرى أحكاما بالسجن المؤبّد دون إخلاء سبيل مشروط.
لكنّها تتجاهل القول إن هذه الممارسة هي رديف للتعذيب. وقد وجدت المحكمة الأوروبيّة لحقوق الانسان أنّه ينتهك الضمانات ضد التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانيّة والمهينة.
والمحكمة الجنائيّة الدوليّة تصدر أحكاما بالسجن المؤبّد ولكنّها ملزمة بإعادة النظر فيها بعد 25 عاما.

ومحكمة كندا العليا ستنظر إلى هذه الأمثلة لترى ما إذا كانت الحكومة تسيء إلى شرعة الحقوق بالنسبة لما يتعلّق بالعقوبة القاسية وغير العاديّة.
ولديها مجموعة من المؤلّفات التي تتحدّث عن المضاعفات الضارّة للسجن الطويل الأمد على الصحة الجسديّة والعقليّة للسجناء.
كما أنّها ستسأل عن الهدف وراء دفع الناس نحو اليأس من خلال السجن دون إخلاء سبيل مشروط.
وتخلص الغلوب اند ميل إلى أنّه من المحزن تحديد عنصر رئيسي من العدالة الجنائيّة من خلال استراتيجيّة سياسيّة خسيسة واستخدام انتقائي وعاطفي لكلمة ضحيّة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.