جهاديّون تابعون لتنظيم "الدولة الاسلاميّة" في صورة بثّها التنظيم

جهاديّون تابعون لتنظيم "الدولة الاسلاميّة" في صورة بثّها التنظيم
Photo Credit: Raqqa Media Center

تنظيم “الدولة الاسلاميّة”: الدعاية المروّعة والفخ الاعلامي

بثّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة" يوم الثلاثاء الفائت شريط فيديو يصوّر فيه إعدام شاب عربي إسرائيلي متّهم بالتجسّس لصالح الاستخبارات الاسرائيليّة.

ويظهر في الشريط ومدّته عشر دقائق فتى صغير السن يرتدي زيّا عسكريّا وهو يطلق الرصاص على رأس الشاب محمّد سعيد اسماعيل الذي ظهر باللباس البرتقالي اللون كما درج التنظيم عليه لدى إعدام المعتقلين لديه.

ويبثّ التنظيم منذ نحو سنة أشرطة فيديو مروّعة  تصوّر عمليّات إعدام الرهائن أحدثت صدمة حول العالم.

يتحدّث  الدكتورعبد الصائم الدفراوي من معهد سيانس بو للعلوم السياسيّة في باريس ومؤلّف كتاب القاعدة بالصور إلى راديو كندا.

ويقول إن تنظيم "الدولة الاسلاميّة" أوقع الجميع في الفخّ الاعلامي عندما نشر شريط الفيديو الأخير ويتابع موضحا:

لقد نصب لنا  داعش فخّا إعلاميّا من خلال الشريط الأخير الذي جرى الحديث بكثرة عنه.

والشريط خليط متفجّر والتنظيم يدرك أن الجميع سيتحدّث عنه لأنه يمزج اليهود والعرب والفلسطينيين والفتى الصغير ويتضمّن تهديدا لفرنسا.

والتنظيم حصل بهذه الطريقة على دعاية مجانيّة والكلّ يعرف كم تكلّف الدعاية  لمن يريد القيام بها يقول الدكتور عبد الصائم الدفراوي.

ويتابع فيشير إلى أن تنظيم "الدولة الاسلاميّة" هو نسخة عن تنظيم القاعدة .

والقاعدة اعتمدت على الصورة منذ صعود الحركة الجهاديّة في تسعينات القرن الماضي في أفغانستان.

وفي حين كانت شرائط فيديو القاعدة كلاسيكيّة وتركّز على الصوت والرسالة التي تريد توجيهها، فتنظيم "الدولة الاسلاميّة" يستخدم التقنيّات الحديثة ولديه اختصاصيّون في شبكة الانترنت من دول الغرب يتقنون استخدام وسائط التواصل الاجتماعي ومعتادون على ألعاب الفيديو العنيفة يقول الدكتور الدفراوي ويضيف:

ما من عجب إن نشر التنظيم صور الفظائع وعنف ألعاب الفيديو التي اعتاد عليها معدّو هذه الشرائط في شبابهم.

ولا أقصد الشباب الغربيين فحسب وإنّما أيضا الشباب العرب الذين يشاهدون الفضائيّات والأفلام العنيفة التي تنتجها هوليود.

وما يحدث غالبا أن هؤلاء الشباب يمزجون بين العنف الافتراضي على الشاشات والعنف على أرض الواقع ما يؤدّي إلى النتائج الفظيعة التي نراها والتي هم مسؤولون عنها.

ويتابع الدفراوي فيقول إن الرهان على هذه الدعاية بالغ الأهميّة بالنسبة للتنظيم .

وسبق أن أكّدت القاعدة من قبله أنها تخوض نصف حربها في وسائل الإعلام يقول عبد الصائم الدفراوي ويضيف:

الحرب الاعلاميّة هي على الأهميّة نفسها من الحرب على الأرض وهي غير متساوية حيث يضخّم الاعلام من قوّة هذه الحركة الطائفيّة الارهابيّة لدرجة خياليّة.

ويرى أن للدعاية التي يقوم بها تنظيم "الدولة الاسلاميّة" اهدافا عديدة من بينها إحداث التجاذب داخل المجتمع وترهيب الناس وحشد المؤيّدين .

مجموعة من 38 إماما كنديّا اصدرت فتوى بحقّ تنظيم
مجموعة من 38 إماما كنديّا اصدرت فتوى بحقّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة" © Geneviève Normand / Radio Canada

ولكنّ الدعاية تخفي وراءها رسالة أساسيّة يدعو التنظيم من خلالها الشباب المسلم حول العالم للانضمام إلى صفوفه، ويدعوهم للهجرة تيمّنا بهجرة النبي محمّد والانضمام إلى قافلة المؤمنين الحقيقيين ونيل الثواب.

ويتابع الدكتور في العلوم السياسيّة عبد الصائم الدفراوي بالقول:

هذه هي الكذبة الأولى. والكذبة الثانية هي ما يقولونه للشباب من أنه في حال فجّروا أنفسهم في الهجمات الانتحاريّة سيصبحون شهداء ويدخلون الجنّة قبل باقي المسلمين .

من هنا أهمّية فضح الأكاذيب التي تخفيها هذه الدعاية بدل الحديث عنها والتمادي في وصفها يقول الدكتور الدفراوي.

ويتابع فيقول إنّ تنظيم القاعدة استخدم الفضائيّات ومن بينها قنوات معروفة كالجزيرة وسي أن أن التي كانت تنشر مقاطع من رسائل أسامة بن لادن.

وخلال الغزو الأميركي للعراق احتلت شبكة الانترنت مكانة مهمّة للترويج للتنظيم الذي أمكنه الاستغناء عن الفضائيّات.

واليوم أصبحت وسائط التواصل الاجتماعي الوسيلة الأفضل التي يمكن من خلالها تمرير الدعاية وإبراز صورة الجهاديين على أنّهم لا يختلفون عن الشباب الباقين.

والأهمّ من ذلك أن لدى التنظيم جهاديين يتحدّثون بلغات عديدة وبإمكانهم التوجّه إلى شرائح واسعة من المواطنين في دولهم عبر هذه الوسائط.

ويتابع الدكتور عبد الصائم الدفراوي فيقول إنه من المهمّ فكّ رموز هذه الدعاية وما من حلّ سحري لمواجهتها.

و المواجهة لا تكون من خلال الدعاية المضادّة بل من خلال الاعتماد على نصوص تقوم على إبراز الحقائق.

وينبغي القول إن التنظيم لم يجلب إلاّ الرعب والمآسي لسوريا والعراق وليس لديه برنامج اجتماعي قائم على العدالة، وكلّ ما يدعو إليه قائم على الأوهام والمغالطات يقول استاذ العلوم السياسيّة في معهد سيانس بو في باريس عبد الصائم الدفراوي في ختام حديثه لراديو كندا.

 

استمعوا

 

 

 

 

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.