فظائع وأخطاء عنوان مقال كتبه فرانسوا بروسو في صحيفة لودوفوار يتناول فيه الأزمة السوريّة التي دخلت عامها الخامس.
وتتحدث الصحيفة عن أربع سنوات من الفظائع والأخطاء في أسوأ صراع يشهده العالم منذ نحو ربع قرن ، وعن بلد تفجّر وتجزّأ ووصل إلى نقطة اللاعودة.
ومع دخول الأزمة عامها الخامس، فإن نصف السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة غادروا منازلهم، من بينهم 4 ملايين لاجئ خارج البلاد وسبعة ملايين نازح في الداخل وسبحة الأرقام المأساويّة طويلة.
وترى الصحيفة أن سوريّا كانت من بين الدول الأفضل للبدء بعمليّة تحوّل ديمقراطي مع انطلاق الربيع العربي.
والديمقراطيّة كانت مطلب الشعوب في تونس والقاهرة وصنعاء وبنغازي والبحرين وأيضا مطلب السكّان في درعا ودمشق، حيث راحت الجماهير المنتفضة ضدّ الأنظمة الاستبداديّة تنادي بالحريّة والانتخابات التعدّديّة وكان سلاحها الوحيد اللافتات.
وتردّ لودوفوار أسباب هذه الثورة إلى المعطى الداخلي الاجتماعي والوطني والعربي ، المرتبط ارتباطا وثيقا بأنظمة هذه الدول ومجتمعاتها.
وتضيف مشيرة إلى المدوّنين المصريّين الذين حلّلوا ببراعة الجمود السائد في مجتمعاتهم، والطبقة الوسطى في تونس التي سئمت الشرطة السريّة.
وتتابع فتتحدّث عن المثقّفين في درعا ودمشق الذين اقتبسوا الأفكار والشعارات إيّاها وكانت لديهم التطلّعات نفسها بعيدا عن الانقسامات المجتمعيّة والطائفيّة رغم أنّها موجودة.
والمجتمع السوري منوّر ومنفتح وراق وعلماني ، ويضمّ معارضين من أمثال جورج صبرا وميشال كيلو وهيثم المنّاع والكاتبة الرائعة والمعارضة العلويّة سمر يزبك.
وقد دعوا كلُّهم النظام بشرطته السريّة ومخابراته، النظام الدكتاتوري الوراثي حسب قول الصحيفة إلى الانفتاح لأنّ وقت التغيير قد حان.
والمجتمع المدني أصبح جاهزا لحريّة التعبير والانتخابات التعدّديّة وتبادل السلطة.
وتشير لودوفوار إلى أن النظام الذي ارتكب المجازر في حماة عام 1982 ما زال مستعدّا للجوء إلى العنف للحفاظ على استمراريّته.
وفي العام 2011 أطلق النار على الحشود العزّل في درعا ودمشق.
وتدخّلت المخابرات لتفريق 20 ألف شخص تجمّعوا قرب المسجد الأموي في العاصمة السوريّة.
وتتحدّث الصحيفة عن تسلسل أحداث مرتبط بطبيعة النظام السوري والعلاقة التي يقيمها مع مجتمع يسيطر عليه بقبضة من حديد وفق تقليد الدكتاتوريّات العربيّة التي قامت على الجيش والمخابرات.
وما من حاجة وفق الصحيفة للبحث عن خيوط صهيونيّة وامبرياليّة وسعوديّة وإسلاميّة لفهم ما جرى خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2011 في سوريا.

والعوامل الخارجيّة لم تتدخّل إلاّ في وقت لاحق، والربيع العربي سيجهض لاحقا.
والإسلاميّون سيظهرون لاحقا بعد أن كانوا مجرّد لاعبين غير مهمّين في هذه الأزمة، بمساعدة دول الخليج وبرضا نظام الرئيس الأسد الذي رأى فيهم فرصة لإعادة تلميع صورته.
والدول الغربيّة تدخّلت لاحقةاهي الأخرى في غياب أي رؤية لها، ودخلت ليبيا لتقرّر بعد ذلك عدم التدخّل في سوريا رغم كلّ التهديدات الفارغة التي أطلقتها. وتدخّلت بعدها تركيا وتواصلت الأحداث كما تقول الصحيفة.
وترى أنّهم لا يمكن تصديق دعاية النظام الذي يؤكّد من دون إعطاء أدلّة أن "الإرهابيين" كما يسمّيهم كانوا يمسكون بخيوط المظاهرات منذ البداية في درعا ودمشق.
وتصديقهم يشكّل إهانة للمتظاهرين الديمقراطيين الذين استلهموا من الربيع العربي، وإهانة لذاكرتهم لأنّه يحوّلهم إلى مجرّد دمى يجري تحريكها.
وهذه قراءة للتاريخ أشبه بالبارانويا الهذاء ومضادّة للمجتمع تقول لودوفوار.
وتختم بالقول : بين فظائع الجهاديّين التي تتناقلها وسائل الاعلام وتجاوزات الحرب غير المسبوقة، خرج وحش من رحم اربع سنوات من العنف في سوريا.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.