القرأن الكريم

القرأن الكريم
Photo Credit: حبيب مهني - ويكيميديا

هل العنف مبدأ ملازم للإسلام؟

 

 

الحديث عن الأصولية ليس حديث العهد في التاريخ المعاصر لكنه اليوم ، وبعد تنامي قوة المتطرفين وانتشارها منذ إعلان "الدولة الإسلامية" التي، كما سائر المنظمات المتطرفة تتوسل الدين

الإسلامي لتبرير الفظائع التي ترتكبها بات حديث الساعة الذي يقض مضاجع العالم بمن فيهم ، وربما خاصة، سائر المسلمين الذين لا يسلكون سبل التطرف والإرهاب وهم أكثرية بدون شك.

من هنا التساؤل الذي يزداد يوما عن يوم في أوساط المفكرين عن العلاقة بيت الإسلام والتطرف وهل الإسلام دين سلام أم حرب وهل العنف مبدأ ملازم للإسلام.

يقول الصحافي الكندي محمد كواوو:

"فلنبدأ بالوقائع فما من شك بأن القرآن يحتوي على آيات تدعو إلى القتال ووعدا بحياة أبدية لمن يجاهد في سبيل الله . بالمقابل نجد آيات تندد بشدة بقتل الأبرياء وتقدس الحياة الإنسانية. ويذكر كواوو بعض تلك الآيات المتناقضة: }وقاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق { (سورة التوبة) وكذلك الآية الداعية إلى التسامح :} مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى ٱلأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَـٰهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً {(سورة المائدة)

من هنا، يتابع محمد كواوو فثمة تناقض في القرآن الذي يدعو تارة إلى القتال وطورا إلى العنف ويستشهد كواوو بالآية التي ذكرها زعيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي الذي نصب نفسه خليفة على المسلمين في أول خطاب له :

}  كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون { (سورة البقرة) .

ماذا يقول الإمام حسن غييه في تفسير هذه الآية؟

"لقد قضى النبي ثلاث عشرة سنة في مكة حيث تعرض للاضطهاد واضطر إلى اللجوء إلى المدينة وبعد مكوثه حوالي سنة ونصف في المدينة سمح له بالدفاع عن نفسه . إذا فالجهاد كان في البداية للدفاع عن النفس ويجب ثانيا أن يتم تحت سلطة شرعية وما نراه الآن أنه لا توجد سلطة شرعية يمكنها أمر كافة المسلمين باعتماد الجهاد إذا الأمر لا يمكن تطبيقه اليوم كما يسعى هؤلاء".

ويتابع الصحافي محمد كواوو: إن علماء الفقه الإسلامي يعتبرون أنه يجب وضع هذا الخطاب المتطرف في إطاره التاريخي أي في القرن السابع وتحديدا في زمن وجود النبي في المدينة وتعرضه لهجمات أعدائه المكيين ويضيف:

"بالنسبة لهؤلاء الفقهاء تلك الفترة بعيدة جدا وعفا عليها الزمان وبالتالي من غير المناسب اليوم اعتماد قراءة حرفية لتلك الآيات".

من جهته يدعو المفكر والكاتب حسان جمالي إلى تطوير الإسلام : إذ كيف كان يجوز للصحابة أن تلغي بعض الآيات ولا يجوز الأمر بعد أربعة عشر قرنا؟ ويضيف:

"يجب أن يفرض على رجال الدين والدول الإسلامية أن يعلنوا بصورة واضحة جدا أن في القرآن آيات لا سيما تلك التي تدعو للعنف يجب اعتبارها لاغية . يجب تحديث الإسلام وهو لن يتم ما لم تقطع العلاقة بين الدين والدولة وأن تلغى قدسية النص القرآني وأن الشريعة باتت لا تتماشى مع الحياة العصرية".

يبقى أن القرآن حمال أوجه وذو قراءات متعددة وهو بالنسبة لكافة المسلمين المؤمنين كلام الله المنزل لكل زمان ومكان وبالتالي من المستحيل المساس بقدسيته أو حتى بحرف من حروفه.استمعوا

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.