تناولت الصحف الكنديّة في تعليقاتها الانتخابات الاسرائيليّة التي أسفرت عن فوز رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلافا لما ورد في استطلاعات الرأي.
لابريس: انتصار شخصي
في صحيفة لابريس مقال بقلم جوسلان كولون مدير شبكة الأبحاث حول عمليّات السلام في جامعة مونتريال يرى أن نتنياهو ربح الرهان لأن حزب الليكود حلّ أولاّ في الانتخابات وارتفعت نسبة التأييد له عن الانتخابات السابقة. وهذا انتصار شخصي لنتنياهو
واستطلاعات الرأي كانت تشير إلى تراجعه وكانت الصحافة والزعامات في دول الغرب تتمنّى هزيمته.
وقد صمد في وجه الفضائح واستنزاف السلطة والاستقالات .
ولكنّ الفوز لا يكفي وينبغي على نتنياهو أن يحسن التصرّف به في الداخل والخارج.
على الصعيد الداخلي ، هنالك تحديات الفقر والغلاء والفساد والنقص في المساكن التي كانت كلّها مطروحة في صلب الحملة الانتخابيّة ، ولكن ما من رؤية واضحة بشأن معالجتها.
على صعيد السياسة الخارجيّة ، كان أمن اسرائيل محور حملة نتنياهو وقد صوّر إيران على أنّها العدو رقم واحد لبلاده بسبب برنامجها النووي.
وأدّى به ذلك إلى مواجهة الرئيس اوباما من داخل الكونغرس الأميركي.
ورفض من جهة أخرى حلّ الدولتين ليتراجع عن موقف مؤيّد للحلّ اتّخذه عام 2009.
وجاءت مواقفه في وقت يسعى المجتمع الدولي لنزع فتيل الأزمتين والتركيز على مواجهة الإرهاب والأزمة في سوريّا والعراق.
ولا تستبعد لابريس أن يكون انتصار نتنياهو قصير الأمد لأن النظام السياسي الاسرائيلي يخبّئ المفاجآت حتى لمن يحلّ في المرتبة الاولى في الانتخابات.
وتخلص إلى القول إن المرحلة المقبلة ستكون الأصعب بالنسبة لنتانياهو الذي سيتعيّن عليه مواجهة المشاكل الاقتصاديّة والاجتماعيّة وإعادة العلاقات مع الفلسطينيين والولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
لودوفوار: تقهقر سياسي
صحيفة لودوفوار كتبت تعليقا بقلم غي تايفير يشير فيه إلى أن النتائج المفاجئة للانتخابات تعني أن الحكومة الائتلافيّة المقبلة التي سيتمّ تشكيلها ستميل أكثر من سابقتها نحو اليمين المتطرّف.
ومن بين السيناريوهات الأكثر تشاؤما، تشكيل حكومة وحدة وطنيّة تضمّ الليكود وحزب الاتحاد الصهيونيّ.
والايجابيّة فيها أنّها تقصي اليمين المتطرّف عن السلطة.
لكنّ بنيامين نتنياهو يرفض هذه الفكرة منذ العام 2009.
وبإمكانه أن يجمع حول ديماغوجيّته الحربيّة المثيرة للمخاوف حسب قول الصحيفة أغلبيّة الستين مقعدا الضروريّة لتشكيل الحكومة من خلال التحالف مع حزب كولانو الجديد وحزب شاس واسرائيل بيتنا.
وقد اخطأ العديد من المحللين وأخطأت استطلاعات الرأي حسب الصحيفة عندما توقّعت فوز اليسار مدفوعا بحزب اللاتحاد الصهيونيّ في الانتخابات.
ولو سلّمنا جدلا أن الاسرائيليين يعيشون في محيط جيوسياسي معاد، إلاّ أن القضايا الأمنيّة لم تهيمن على الحملة الانتخابيّة بل قضايا العدالة الاجتماعيّة وغلاء المعيشة، وغابت عنها تماما القضيّة الفلسطينيّة.

وسارع نتنياهو للتوجّه إلى الكونغرس الأميركي حيث تحدّى الرئيس اوباما وتوقّع الويلات في حال التوصل إلى اتفاق دولي بشأن ملف إيران النووي.
و أمكنه بفضل حملة التخويف ومشاعر العداء للعرب تجنّب الهزيمة تقول لودوفوار.
وتعتبر أنّ نتنياهو يجسّد على أفضل وجه عصرنا الراهن في محيط إقليمي ودولي لوّثته الايديولوجيّة العسكريّة.
وهو تعبير مزعج عن تراجع واسع للديمقراطيّات التي تتعرّض للهجوم من قبل سياسات التقشّف والتحوّل الشامل نحو اليمين حتّى بين مفكّري اليسار.
الأمن مقابل الرهانات الاجتماعيّة؟ تتساءل لودوفوار وتنقل عن رئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر قوله في تغريدة: "ما من صديق لإسرائيل أفضل من كندا".
وتختم لودوفوار مؤكّدة أن للرجلين طرق العمل نفسها التي تثير القلق الشديد.
الغلوب اند ميل: جولة أخرى لنتنياهو واسرائيل والعالم
كتب السفير الكندي السابق مايكل بيل تعليقا في الغلوب اند ميل يقول فيه إن نتنياهو لن يجد صعوبة في تشكيل حكومة من اليمين الوسط .
وقد نجح بفضل ما أثاره من مخاوف في حشد أعلى نسبة تصويت وصلت إلى 72 بالمئة.
وثمّة تحدّيات كثيرة تواجهه داخليّا ودوليّا وعليه أن يتحمّل نتائج حملة التخويف التي أثارها خلال الحملة الانتخابيّة.
وقد استغلّ نتنياهو ما كان من المتوقّع أن يشكّل اختراقا للفلسطينيين العرب داخل اسرائيل لحثّ مؤيّدي الليكود على التصويت بكثافة لمواجهة هذا الاختراق.
والصحافيّون الاسرائيليّون اليساريّون يتّهمونه بأنّه من المؤيّدين بدون حرج لدولة الفصل العنصري .
ورفضه لحلّ الدولتين لم يكن مفاجئا نظرا لسياسة الاستيطان التي تواصلها اسرائيل في الضفّة الغربيّة.
وتتحدّث الغلوب اند ميل عن خيبة أمل فلسطينيّة كبيرة وعن إحباط وغضب وقنوط لدى السلطة الفلسطينيّة.
وتنقل عن الرئيس محمود عبّاس قوله: "من حقّنا أن نتوجّه إلى كلّ مكان في العالم من أجل تحقيق الشرعيّة الدوليّة".
و لا تستبعد الغلوب اند ميل حصول تردّ في العلاقات الاسرائيليّة الدوليّة.
وترى أن رئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر قد يكون متفائلا حيال نتائج الانتخابات الاسرائيليّة لكنّ ذلك لن يعزّي واشنطن، والرئيس اوباما رأى في خطاب نتنياهو في الكونغرس إهانة له.
وتختم الصحيفة فتشير إلى أن نتنياهو أثبت أنّه كان سيّد المعضلات الاستراتيجيّة في الماضي وربّما قد يثبت ذلك من جديد.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.