اهتمّت الصحف الكنديّة بأخبار الهجمات التي استهدفت متحف باردو في تونس ورصدت مساحات من صفحاتها لعرض التفاصيل كما نشرت تعليقات بشأنها.
من تونس إلى صنعاء عنوان تعليق في صحيفة لودوفوار موقّع بقلم الصحافي والمحلّل السياسي فرانسوا بروسو.
تقول الصحيفة إن الاسلاميين خطوا خطوة أخرى نحو العنف ونحو توسيع الدائرة الجغرافيّة لأهدافهم من خلال الهجوم الذي ضرب قلب العاصمة التونسيّة واستهدف السيّاح في متحف باردو الوطني.
والعنف يستهدف للمرّة الأولى تونس بعد 4 سنوات على انطلاق الربيع العربي الذي سلمت منه.
وتنظيم "الدولة الاسلاميّة" تبنّى الهجوم والمجزرة أعادت طرح السؤال حول قدرة الدولة التونسيّة على مواجهة التهديد المتعاظم الآتي من الجوار.
وتتحدّث الصحيفة عن المعجزة التونسيّة في بلد صغير يضمّ 11 مليون نسمة يقع في محيط غير مستقرّ ويواجه تحدّيات قوى الظلام من تنظيم "الدولة الاسلاميّة" والقاعدة إلى أنصار الشريعة وسواها.
وتونس هي الوحيدة التي نجحت قبل 4 سنوات في انتخاب إسلاميّين معتدلين وفي طردهم من السلطة بصورة ديمقراطيّة.
ونجحت في تشكيل نخب سياسيّة قادرة على مواجهة التهديد الجهادي داخل البلاد والحفاظ في الوقت عينه على التعدّديّة دون الوقوع في الدكتاتوريّة العسكريّة على الطريقة المصريّة.
وهجوم متحف باردو واحد من الأحداث التي يمكن لها أن تضعف التناغم الاجتماعي او على العكس من ذلك أن تعزّز مناخ الوحدة في وجه الوحشيّة.
ولو وقع الهجوم قبل سنتين في ظلّ حكم حزب النهضة كان ربّما سيؤدي إلى زيادة الانقسامات والجنوح نحو الحرب الأهليّة والمزيد من الهجمات.
وخلافا لدول أخرى، فلدى تونس مجتمع مدني ورأي عام مستقلّ مجنّد في وجه التهديد ولكنّه من غير المعروف إن كان الرهان التونسي سيصمد في وجه التهديد بفضل ذلك.
وتشير صحيفة لودوفوار إلى الهجمات التي وقعت في صنعاء والتي تبنّاها تنظيم "الدولة الإسلاميّة".
وتذكّر بالأوضاع في اليمن وبالهجمات التي يشنّها الحوثيّون وبالأوضاع الأمنيّة والاقتصاديّة الصعبة التي تعيشها البلاد.
وترى أن العنف، وفي حال تأكّد أن تنظيم "الدولة الاسلاميّة" كان وراء هجمات صنعاء، يكرّس ظهور وحش عصرنا الراهن في منطقة كانت حتى الآن بين أيدي تنظيم القاعدة والقاعدة في شبه الجزيرة العربيّة.
وتتحدّث لودوفوار عن تنامي رقعة المعارك عام 2015 بالنسبة لمن تسمّيهم "مجانين الله" في العالمين العربي والاسلامي ، ليطاول العنف في الصميم دولا كانت في منأى عنه حتى اليوم، بينما يعلن الأميركيّون سحب جنودهم من اليمن تقول الصحيفة خاتمة تعليقها.

ونقرأ في صحيفة لابريس تعليقا كتبته الصحافيّة انييس غرودا تقول فيه إن الربيع التونسي لم يمت وتونس هي الدولة الوحيدة التي نجحت في مسيرة التحوّل نحو الديمقراطيّة.
والهجوم الذي استهدف متحف باردو الأسبوع الفائت يضعف هذه المسيرة ولكنّه لا يضع حدّا لها.
وبإمكان التونسيين أن يتكاتفوا لإفشال اهداف الجهاديين وتجنّب الوقوع في فخّ الانقسامات.
وعلى غرار الدول الأخرى التي اجتاحها الربيع العربي، فإن سقوط الديكتاتوريّة في تونس فتح الباب أمام المجموعات الدينيّة المتشدّدة التي كانت تتعرّض للقمع.
وخرج أئمّة سلفيّون من السجون ليدخلوا إلى المساجد داعين للعودة إلى تطبيق حرفي للإسلام.
وتتحدّث الصحيفة عن متشدّدين أوقعوا ليبيا في الحرب الأهليّة وزرعوا الرعب في العراق وسوريا.
وتشير إلى صعود إسلام أكثر اعتدالا في مصر مع الاخوان المسلمين ما فتح الباب أمام انقلاب عسكري قضى على الحريّات التي خرجت من أجلها مظاهرات ميدان التحرير.
وسعت الحركات السلفيّة إلى زعزعة الاستقرار في تونس الواقفة على رمال متحرّكة.
ونجح التونسيون في وضع دستور يوفّق بين الاسلام وحقوق المرأة ونجحوا في إجراء انتخابات ديمقراطيّة وفي تشكيل حكومة وحدة وطنيّة تضمّ مختلف الأطياف السياسيّة بمن فيها إسلاميّو النهضة.
وتونس ليست محصّنة في وجه التشدّد ولكنّها نجحت في حماية مسيرة الديمقراطيّة وفي تحقيق التقدّم ممّا جعلها ربّما هدفا للجهاديين.
وتونس معرّضة للخضّات بسبب حدودها السهلة الاختراق مع ليبيا والجزائر.
ناهيك عن الفقر الصارخ وارتفاع معدّل البطالة في صفوف الشباب، ما يدفعهم للبحث عن "عمل" مع الجهاديين.
والهجوم على متحف باردو قد يخيف السيّاح ويحرم التونسيين من مصدر عائدات بالغ الأهميّة.
وأفضل ردّ يكون من خلال عدم الرضوخ للخوف تقول لابريس في ختام تعليقها مشيرة إلى الشعارات المشجّعة التي تتناقلها وسائط التواصل الاجتماعي والتي تدعو لزيارة تونس كأفضل ردّ على محاولات زعزعة استقرار البلاد.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.