قالت الممثلة انجيلينا جولي في رسالة نشرتها في صحيفة نيويورك تايمز إنها خضعت لعمليّة استئصال المبيضين وقناتي فالوب في إجراء وقائي.
وكانت جولي قد كشفت قبل عامين عن إجراء عمليّة استئصال الثديين لأنّها تحمل جينة تزيد من خطر تعرّضها للإصابة بسرطان الثدي بنسبة مرتفعة تصل إلى 87 بالمئة.
واوضحت أنّها تحمل جينة BRCA1 وقد فقدت والدتها وخالتها وجدّتها بسبب السرطان.
واوضحت الممثّلة أن عمليّة استئصال المبيضين وقناتي فالوب أقلّ تعقيدا من العمليّة السابقة ولكنّ مضاعفاتها أكثر حدّة.
وأشارت إلى رغبتها في إطلاع النساء المعرّضات لخطر الاصابة بالسرطان على كلّ الخيارات.
ومجرّد حمل الجينة المذكورة لا يعني أنّ على المرأة أن تلجأ مباشرة إلى العمليّة الجراحيّة كما أوضحت جولي التي أشارت إلى وجود طرق عديدة لمعالجة المشاكل الصحيّة.
تقول الدكتورة ماري بلانت الاختصاصيّة في الطبّ النسائي وعلم الأورام في حديث لتلفزيون راديو كندا هيئة الاذاعة الكنديّة إن القرار قد لا يحظى بالإجماع لا سيّما وأننا لسنا بصدد حالة إصابة بالمرض ولا وجود لأوجاع او أورام وتضيف:
نحن نعالج إحصاءات ونسبة مئويّة لتقليص الخطر والأمر لا يستهان به وينبغي تقييم المضاعفات.
والمؤكّد أن استئصال المبيضين وقناتي فالوب جراحة غير معقّدة تجري بواسطة التنظير.
ولكنّ مضاعفاتها مهمّة بالنسبة للمريضة خصوصا إذا ما أُجريت الجراحة قبل بلوغ مرحلة انقطاع الطمث.
الدكتور جاك سيمار رئيس كرسيّ الأبحاث الكنديّة حول علم الأورام والجينات التابع لجامعة لافال يتحدّث بدوره إلى تلفزيون راديو كندا فيشير إلى أن لدى الممثّلة انجلينا جولي طفرة جينيّة في إحدى جيناتها BRCA1 ويتابع:
تمّ اكتشاف جينتين في عامي 1994 و1996 تزيدان من خطر الاصابة بنوعين من السرطان هما سرطان الثدي وسرطان المبيض.
وهذه الطفرة الجينيّة والخلل في الجينة تلك يزيد من خطر حدوث سرطان المبيض بالنسبة لها.
ويقول البروفسور سيمار بأنّه شارك في تحديد خصائص الجينات لدى الكنديّات وجرت التحاليل بالنسبة للأسر الكنديّة لأوّل مرّة في مختبره.
ويتابع جاك سيمار فيقول إنه من المهمّ للغاية توعية المرأة حول سرطاني الثدي والمبيض خصوصا عند وجود حالات إصابة في أسرتها ولا سيّما إصابات مبكّرة قبل الخمسين من العمر.
ويشير إلى وجود طفرة في الجينة BRCA1 في 15 بالمئة من حالات الاصابة بسرطان المبيض.
ولكن هل حالة الممثّلة انجلينا جولي تشكّل مثالا يّحتذى لا سيّما وأنها خضعت قبل سنتين لجراحة استئصال الثديين وهي خضعت الآن لجراحة استئصال المبيضين وقناتي فالوب؟
يجيب البروفسور جاك سيماربالقول:
يجري الحديث في الواقع عن نسبة معيّنة من المخاطر. ونعرف أن واحدا بالمئة من النساء يصبن بسرطان المبيض في حين أن خطر الاصابة لدى المرأة التي تحمل الجينة BRCA1 كما هي الحال بالنسبة لانجلينا جولي، يصل إلى 65 بالمئة وهي نسبة أكثر ارتفاعا كما نلاحظ.
وغالبا ما تحدث الاصابة بسرطان الثدي في بداية الأربعينات من العمر في حين يتأخّر سرطان المبيض بعض الشيء ما يفسح أمام المرأة إمكانيّة الانجاب.
ويشير الروفسور جاك سيمار إلى أن حالات التقصي الجيني ترتفع وتتمّ استشارة الطبيب بهذا الشأن أكثر من السابق ويضيف:
غالبا ما تتمّ إحالة النساء إلى عيادات متخصّصة في علم جينات السرطان في مركز مونتريال الاستشفائي الجامعي وجامعة ماكغيل ومركز كيبيك الاستشفائي الجامعي وأيضا في جامعة شربروك وتقدّم كلّها فحوصات للتقصّي الجيني.
ويوضح أن هذا التقصي لا يجري إلاّ في حال وجود إصابات عديدة بالسرطان في العائلة وحالات إصابة في سنّ مبكّرة ، والطبيب يحدّد الحاجة إلى إجراء التقصي او عدمه.
ويشير البروفسور جاك سيمار رئيس كرسي الدراسات الكنديّة حول علم الأورام والجينات التابع لجامعة لافال إلى أنه يتم التعاطي باهتمام مع هذه الحالات بالنسبة للمرأة الكنديّة والكيبيكيّة.
ويضيف أن الكشف المبكّر عن سرطان المبيض أصعب من الكشف عن سرطان الثدي ، ما يدفع بالعديد من النساء للجوء إلى جراحة الاستئصال.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.