مظاهرة مناوئة لحركة بيغيدا في  مدينة فرانكفورت

مظاهرة مناوئة لحركة بيغيدا في مدينة فرانكفورت
Photo Credit: Kai Pfaffenbach / Reuters

من الصحافة الكنديّة: أهميّة مواجهة الخطاب الحاقد

كتبت ريما الخوري تعليقا في صحيفة لابريس تناولت فيه حركة بيغيدا في كيبيك التي دعت إلى مظاهرة في مونتريال يوم السبت.

وبيغيدا كيبيك فرع من الحركة الألمانيّة "وطنيّون اوروبيّون ضدّ أسلمة اوروبا"، وهي حركة متطرّفة ضدّ المسلمين ظهرت الخريف الماضي وتضمّ ناشطين معادين للهجرة ونازيين جددا وتعمل كما تقول على الدفاع عن الديمقراطيّة التي تهدّدها الأسلمة المزعومة للمجتمعات.

وتذكّر الصحيفة بالمظاهرة الأولى التي جرت في مدينة درسدن الألمانيّة حيث نشأت حركة بيغيدا ، واقتصرت المشاركة على بضع مئات من الأشخاص.

لكنّ الحركة نجحت بعد الاعتداءات الارهابيّة في باريس في حشد 25 ألف شخص تجمّعوا تحت شعار "نحن الشعب" وهو شعار رفعه الألمان لدى سقوط جدار برلين عام 1989.

لكنّ الأمر لا يتعلّق في حالة بيغيدا بإسقاط جدار بل ببناء جدار حقد لمنع الأجانب من "تمييع" الثقافة المسيحيّة الألمانيّة.

وتضيف لابريس أن المستشارة الالمانيّة ندّدت في أعقاب المظاهرة الحاشدة بحركة بيغيدا.

وشهدت الحركة انقساما في صفوفها واستقال زعيمها بعد نشر صورة ظهر فيها متنكّرا بزيّ هتلر وبعد نشره تصريحات معادية للمهاجرين.

وتضيف لابريس بأن أصواتا ارتفعت في كيبيك للتعبير عن القلق والتنديد بخطاب بيغيدا كيبيك الحاقد.

وأقرّت الجمعيّة الوطنيّة بالإجماع مذكّرة أعرب فيها النواب عن قلقهم حيال الحركة في كيبيك.

وترى الصحيفة أن النواب محقّون. وتضيف أن الحركة اختارت الحيّ المغربي في مونتريال لتسيير مظاهرة معادية للإسلام  يوم السبت وأنّها تسعى بوضوح للاستفزاز.

مظاهرة لحركة بيغيدا في مدينة درسدن الألمانيّة في 12 كانون الثاني يناير 2015
مظاهرة لحركة بيغيدا في مدينة درسدن الألمانيّة في 12 كانون الثاني يناير 2015 © GI/Sean Gallup/Getty Images

وخطاب بيغيدا حاقد  وهو الدليل على أن التطرّف يجذب التطرّف حتى ولو كانت الحركة  تدّعي أنّها تترفّع عن ذلك.

وتتساءل لابريس إن كان ينبغي حظر الخطاب الحاقد. وتنقل عن فرانسواز دافيد زعيمة حزب التضامن الكيبيكي قولها في حديث لصحيفة لودوفوار بوجود سياسة الكيل بمكيالين.

ففي حين رفضت بلديّة مونتريال السماح للإمام الشاوي بفتح مركز بسبب خطابه المعادي للمرأة، لماذا تسمح لحركة بيغيدا بالتظاهر في الحي المغربي.

وترى الصحيفة أنّه ينبغي عدم الاستهتار بالخطابات الحاقدة وينبغي على السياسيين التنديد بها بشدّة.

وأفضل طريقة لمواجهة الخطاب الحاقد لا تكون من خلال الرقابة بل من خلال المزيد من الديمقراطيّة كما تدعو إليه فرانسواز دافيد.

واللقاءات بدورها تشكّل طريقة مثلى لمواجهة الخطاب الحاقد حسب الصحيفة. ومظاهرة بيغيدا كيبيك تتزامن مع مبادرة أطلقها مركز العدالة والايمان في مونتريال الذي ينظّم مكتبة بشريّة تتيح للقرّاء "استئجار" مواطن مسلم كما نستأجر كتابا.

والمكتبة البشريّة مفهوم نشأ في الدانمارك قبل خمس عشرة سنة لتعزيز الحوار مع الغرباء وكسر الحواجز والأحكام المسبقة بحقّ الآخر.

وسوف توفّر المكتبة خمسة "كتب بشريّة" على الأقلّ في إطار معرض بعنوان: كيبيكيون ومسلمون وماذا بعد؟.

وتهدف من خلال مبادرتها إلى كسر الصور النمطيّة في هذا المجال.

وتشارك في المبادرة  مجموعة من النشطاء من بينهم  الناشطة من أصل جزائري نجاة بودا التي تتحدّث عن نضالها للدفاع عن حقوق المرأة والحفاظ في الوقت عينه على هويّتها المسلمة.

وكذلك الناشطة من أصل فرنسي أيف توريس التي اعتنقت الإسلام ووضعت الحجاب والتي تعمل على مساعدة النساء من الجاليات المسلمة على الانخراط في المجتمع الكيبيكي.

والطبيبة الجزائريّة يمينة تهمي التي ستتحدّث عن تحدّيات الهجرة، والصحافي الكندي من جزر موريشيوس جونيد خان الذي سيروي تجربته الصحافيّة في كيبيك في ستينات وسبعينات القرن الماضي يوم كانت أغلبيّة من الكيبيكيين لا تعرف أيّ شيء عن الإسلام.

اربعة "كتب" مختلفة عن بعضها البعض في مكتبة بشريّة تقدّم ثقلا موازيا في وجه كلّ من ينفث سموم الحقد في خطاباته تقول لابريس في ختام تعليقها.

 

استمعوا
فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.