شموع مضاءة أمام صورة للمصورة الصحافية زهرة كاظمي بعد مقتلها

شموع مضاءة أمام صورة للمصورة الصحافية زهرة كاظمي بعد مقتلها
Photo Credit: AFP / بهروز مهري / أ ف ب

توقيف طهران مصطفى عزيزي يعيد إلى الذاكرة قضية زهرة كاظمي

قال اليوم أراش عزيزي، نجل المخرج والمنتج الإيراني مصطفى عزيزي الحاصل على الإقامة الدائمة في كندا، إن والده معتقل في إيران منذ نحو من شهريْن.

ويبلغ مصطفى عزيزي الثالثة والخمسين من عمره، وكان يقيم في تورونتو، كبرى المدن الكندية، بعد حصوله على الإقامة الدائمة في كندا في عام 2010. وهو يحمل شهادة في الاقتصاد من جامعة طهران وأخرج عدة مسلسلات تلفزيونية لاقت رواجاً في إيران.

ويقول أراش عزيزي في حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية إن والده عاد إلى إيران أواخر كانون الثاني (يناير) الفائت وأوقفته السلطات الإيرانية في 1 شباط (فبراير).

ويوضح عزيزي الابن أن والده عاد إلى وطنه الأم من أجل الاهتمام بوالده المريض، وبهدف العمل أيضاً، وأنه اتخذ هذا القرار بعد أن وجهت السلطات الإيرانية دعوة للمواطنين المهاجرين كي يعودوا إلى وطنهم.

ويضيف أراش عزيزي أن والده ملاحق من قبل السلطات الإيرانية "لتوجيهه شتائم مفترضة إلى المرشد الأعلى ومؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران" وأنه معتقل في سجن إيوين ومن المقرر أن يمثل للمحاكمة في 1 حزيران (يونيو) المقبل.

سجن إيوين في إيران (أرشيف)
سجن إيوين في إيران (أرشيف) © Ehsan Iran / Wikipedia

يقع سجن إيوين في شمال غرب العاصمة طهران في ضاحية يحمل اسمها عند أحد سفوح جبال ألبرز. والسجن مشهور بجناح المعتقلين السياسيين فيه الذين ذاقوا مر التعذيب خلف قضبانه ولفظ الكثيرون منهم أرواحهم بين جدرانه، قبل الثورة الإسلامية عام 1979 وبعدها. فالسجن شُيد في عهد الشاه محمد رضا بهلوي عام 1972. ولكثرة ما استقبل من المثقفين وأهل الفكر والقلم سماه الكثيرون تهكماً بـ"جامعة إيوين".

وإحدى نزيلات هذا السجن كانت الكندية الإيرانية زهرة كاظمي. وكاظمي مصورة صحافية قصدت إيران عام 2003 بجواز سفر إيراني وحصلت من السلطات الرسمية هناك على إذن بمزاولة المهنة. وفي 23 حزيران (يونيو) من العام المذكور قصدت كاظمي سجن إيوين لتصوير أهالي طلاب كانوا معتصمين أمامه. كان الطلاب في عداد المفقودين بعد أن تعرضوا للقمع من السلطات بسبب مشاركتهم في تظاهرات في طهران، وساد اعتقاد أنهم اقتيدوا إلى السجن المذكور، ومن هنا جاء قرار الأهالي بالاعتصام أمامه.

أوقفت كاظمي في ذاك اليوم بعد أخذها صوراً للأهالي المعتصمين، وأودعت في السجن نفسه، وفارقت الحياة في مستشفى عسكري في طهران بعد أقل من ثلاثة أسابيع على توقيفها، جراء نزيف في رأسها ناجم عن ضربة تلقتها خلال فترة اعتقالها. وأفاد تقرير طبي في إيران أن الوفاة الدماغية حصلت بعد أربعة أيام على توقيفها جراء نزيف ناجم عن كسر في جمجمتها وأنها أبقيت اصطناعياً على قيد الحياة طوال أسبوعين.

لكن لم يجر تحقيق شفاف ولا محاكمة شفافة ونزيهة في قضية وفاة كاظمي، ورفضت السلطات الإيرانية طلب كندا تسليمها رفات المصورة الصحافية. وتبدلت الرواية الرسمية الإيرانية بشأن أسباب الوفاة. فالسلطات القضائية التي يسيطر عليها تيار المحافظين قالت في البدء إن كاظمي توفيت جراء سكتة دماغية، ثم قالت استناداً إلى تحقيق أجرته بأنها توفيت بنزيف دماغي ناجم عن ضربة على الرأس دون أن توضح ما إذا كانت الضربة متعمدة أم لا. لكن محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني الإصلاحي محمد خاتمي، قال إن وفاة المصورة الصحافية ناجمة عن "تعرضها للضرب" ووصفها بأنها "جريمة قتل". وتسببت قضية كاظمي بتدهور كبير في العلاقات بين أوتاوا وطهران.

المخرج والمنتج الإيراني مصطفى عزيزي
المخرج والمنتج الإيراني مصطفى عزيزي © راديو كندا نقلاً عن يوتيوب

وتعليقاً على توقيف مصطفى عزيزي ذكّرت وزارة الخارجية الكندية بأنه سبق لها أن حذّرت الكنديين والمقيمين في كندا من حملة الجنسية الإيرانية من التوجه إلى إيران، خصوصاً منذ إغلاق السفارة الكندية في طهران في عام 2012.

وقال ناطق باسم الوزارة إنه "في ظل التوتر السائد في المنطقة، يمكن لحملة الجنسيتيْن الكندية والايرانية معاً وللإيرانيين الحائزين على الإقامة الدائمة (في كندا) أن يتعرضوا بشكل خاص للتحقيقات أو لما يقلقهم من جانب السلطات الإيرانية".

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.