مناصرون للرئيس المنتخب في نيجيريا، محمد بخاري، يعبرون عن فرحهم بفوزه، يوم أمس في كانو، كبرى مدن شمال نيجيريا

مناصرون للرئيس المنتخب في نيجيريا، محمد بخاري، يعبرون عن فرحهم بفوزه، يوم أمس في كانو، كبرى مدن شمال نيجيريا
Photo Credit: Goran Tomasevic / Reuters

من الصحافة الكندية: الانتخابات في نيجيريا، نقطة تحوّل؟

تناول كاتب العمود في صحيفة "لو دوفوار" غي تايفير الانتخابات الرئاسية في نيجيريا حيث أُعلن رسمياً اليوم أن مرشح المعارضة محمد بخاري فاز فيها على الرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان.

يذكّر تايفير بأن نيجيريا هي أكبر اقتصاد في إفريقيا بفضل ثروتها النفطية، لكنه يشير إلى أن ثلثيْ سكانها البالغ عددهم نحواً من 170 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر وأن مناطقها الشمالية مسرح لهجمات جماعة "بوكو حرام" الإسلاموية السلفية ولأعمال العنف التي تقوم بها والتي سقط فيها منذ سنة ما لا يقلّ عن 7500 قتيل. ويتساءل تايفير ما إذا كان بخاري، المسلم وابن الشمال، الذي أوصلته أصوات الناخبين إلى موقع الرئاسة سيتمكن من تحسين مصير مواطنيه والقضاء على تمرد "بوكو حرام".

ويرى تايفير أن هناك ما يدعو للارتياح في هذه الانتخابات كما أن فيها ما يدعو للحذر. ويشير الكاتب إلى أن نيجيريا التي أخذت استقلالها عن بريطانيا عام 1960 هي ثمرة زواج بالإكراه بين شمال ذي غالبية مسلمة وجنوب ذي غالبية مسيحية، وأن تاريخها ما بعد الاستقلال تميز بسلسلة طويلة من الانقلابات العسكرية وضع حداً لها في عام 1999 مجيءُ "حزب الشعب الديمقراطي" (People's Democratic Party) إلى السلطة، وهي سلطة سيحتفظ بها إلى هذه الانتخابات الأخيرة الحزب المذكور ممدداً بذلك شكلاً من الديكتاتورية يستمد شرعيته من صناديق الاقتراع.

ويتابع تايفير في "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال بأن انتخاب بخاري، الجنرال السابق في الجيش النيجيري، جاء يكسر هيمنة "حزب الشعب الديمقراطي" الذي يُعتقد على نطاق واسع بأنه تمكن من البقاء في السلطة منذ نحو من 16 عاماً بواسطة تزوير الانتخابات، ويفتح باباً أمام تداول السلطة.

ولأول مرة في نيجيريا يجري اعتماد نظام اقتراع إلكتروني بهدف قطع الطريق أمام التلاعب بالانتخابات. ويبدو أن هذا الإجراء أفاد بخاري في هذه الانتخابات الرئاسية، وهي الرابعة التي يخوضها. والأهم من ذلك أنه فاز بها، وإن رأى البعض أن فوزه عائد بصورة رئيسية إلى تدهور شعبية جوناثان، الرئيس المنتهية ولايته والمثقلة حكومته بفضائح الفساد، يقول تايفير.

ويمضي كاتب العمود في "لو دوفوار" قائلاً إن جوناثان، المسيحي القادم من جنوب البلاد، لم يظهر لا الإرادة ولا الكفاءة في الصراع ضد "بوكو حرام". فهو سارع إلى تقديم التعازي بضحايا الهجوم على مكاتب جريدة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة لكنه انتظر أسابيع قبل التنديد بهجوم لـ"بوكو حرام" أوقع مئات القتلى في بلاده.

لكن يبقى أن بخاري، البالغ من العمر 72 عاماً، كان ضالعاً في معظم الانقلابات العسكرية التي وقعت في نيجيريا منذ نيلها الاستقلال، وهو أحد قادة انقلاب نهاية عام 1983 الذي أطاح رئيساً منتخباً ديمقراطياً وجاء به رئيساً على البلاد، وتميزت فترة حكمه القصيرة زمنياً، مدتها سنتان وثمانية أشهر، بالقمع والوحشية الشديديْن، يقول تايفير قبل أن يتساءل في الختام ما إذا كان بخاري، المتحول إلى الديمقراطية، سيثبت قدرة على المزيد من البصيرة والروية. ويضع الكاتب ما يعتبره تحدياً فورياً أمام الرئيس النيجيري الجديد، وهو تأمين انتقال هادئ للسلطة خلافاً لما حصل من أعمال عنف عقب الانتخابات السابقة أودت بحياة أكثر من 800 شخص.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.