كتب جيفري سيمبسون تعليقا في صحيفة الغلوب اند ميل تحت عنوان: هل نقصف صديقا أم عدوّا في سوريا".
تقول الصحيفة إن دول الغرب ظلّت على الحياد بعد انطلاق الثورة في سوريا عام 2011 التي تحوّلت ثورة طائفيّة.
وعندما اصبحت الثورة فيما بعد أكثر دمويّة ودينيّة وجذبت الأموال والمقاتلين انطلقت دعوات في بعض الدوائر الغربيّة لإرسال الأسلحة إلى جماعات معيّنة.
ونقلت الصحيفة عن رسميين مقرّبين من رئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر أنه كان متردّدا خلال اللقاءات الدوليّة وكان يتساءل كيف يمكن تمييز الصديق من العدو في هذه الفوضى وكيف يمكن أن نتأكّد أن الأسلحة التي نرسلها لفريق ما لن تقع بين أيدي فريق آخر.
وتحوّلت شكوك هاربر إلى رغبة في أن تكون كندا دولة مقاتلة في سوريا كما هي حالها في العراق.
وصوّت مجلس العموم على مذكّرة لتوسيع المهمّة الكنديّة لتشمل سوريا، والسبب وراء هذا التحوّل هو سيطرة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلاميّة" على مساحات من الأراضي في كل من سوريّا والعراق.
وتراجع هاربر عن إصراره على حصر المهمّة الكنديّة بالعراق على اعتبار أن تدمير التنظيم لا يمكن أن يتمّ في العراق لوحده.
وتتساءل الغلوب أند ميل عمّا يحصل لو افترضنا أن هدف القضاء على التنظيم في سوريا والعراق تحقّق وعمّن يستفيد من الفراغ الذي ينجم عن ذلك.
وثمّة مجموعات لا تحصى تقاتل في سوريا و الرئيس الأسد هو الذي يسيّر الحكومة، ولكنّه رئيس صوري أكثر منه فعلي حسب الغلوب اند ميل.
والتقارير الاستخباراتيّة تفيد أن نظامه أفقي أكثر منه عامودي وأن مجموعات من داخل النظام أنشأت قوّات وتسيطر على أجزاء من الأرض وعلى أموال، وتتّخذ القرارات الخاصّة بها ويتصرّف أفرادها كأمراء حرب.
وفي حال تمّت إزاحة الرئيس الأسد لا بدّ من التساؤل مَن مِن أمراء الحرب سيكون حجر الزاوية في سوريا.
والمعركة داخل النظام وهو نظام أقليّة علويّة على السلطة والمال والأراضي ، ، يترتّب عنها قتال للدفاع عن النفس وإحكام القبضة وتجنّب الذبح على يد السنّة.
وتشير الصحيفة إلى وجود حكومة لامركزيّة سيّئة فضلا عن مجموعات تستوحي الدين في عملها كجبهة النصرة المرتبطة بالجبهة الإسلاميّة التي لها علاقات بتنظيم القاعدة.
وهذه المجموعات بدورها إمّا أنّها تقاتل إلى جانب مجموعات سلفيّة وإمّا ضدّها.
ويحصل البعض منها على التمويل من السعوديّة وقطر ودول خليجيّة أخرى والبعض الآخر على تمويل من ايران التي تدعم الرئيس الأسد.
وتنظيم "الدولة الإسلاميّة" المستهدف من كندا والولايات المتحدة مستهدف أيضا من بعض هذه المجموعات المستاءة من وجوده والتي تعارض نظريّاته الدينيّة ومساعيه لإنشاء دولة الخلافة.
وهو مستهدف من النظام السوري لأن انتصاره يعني بالتأكيد زوال هذا النظام.
واي عمل لإضعاف التنظيم بما في ذلك الضربات الكنديّة والأميركيّة يساعد بشكل مباشر او غير مباشر نظام الرئيس الأسد الذي تريد واشنطن واوتاوا سقوطه.
وأي هزيمة للتنظيم في سوريّا ستؤدّي إلى فراغ تتسابق المجموعات الأخرى لملئه.
وهنالك بالطبع خيار الجيش السوري الحرّ المنقسم والضعيف عسكريّا، الذي من الممكن إعادة تجهيزه وتنشيطه ليصبح قوّة عسكريّة فعّالة قادرة على مواجهة نظام الأسد والفصائل الاسلاميّة الكثيرة بما فيها تنظيم "الدولة الإسلاميّة".
هذا الخيار يتأرجح بين الأمل والخيال في بلد ممزّق شديد الفقر يستشري فيه الفساد في العمق وتعصف به فصائل دينيّة وعرقيّة تتحدّى إعادة اللحمة فيه حتى ولو أمكن إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلاميّة تقول الغلوب اند ميل في ختام تعليقها.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.