مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي ابوصعب وفادي الهاروني وبيار احمراني
الغلوب اند ميل: المهمّة الكنديّة ضدّ تنظيم "الدولة الإسلاميّة"
تحت عنوان: "سياسة كندا الخارجية تشجع على الانتقام" كتب المحرر في ذي غلوب أند ميل لورانس مارتن يقول:
حذر الفيلسوف الكندي شارلز تيلور الحكومة الكندية من أن الجدل الذي أثارته حول ارتداء النقاب يخدم الإسلاميين ويساعدهم على تجنيد المزيد من الجهاديين بصورة أسهل.
ورأى مارتن أن تايلور، الذي كان ترأس اللجنة الكيبيكية حول التسويات المعقولة ، ليس مخطئا إذا ما وضعنا الأمر في سياق أوسع ذلك أن الجدل المعادي للإسلام ليس وحده ما يتسبب بوضع كندا على رأس قائمة الأعداء بنظر الإرهابيين وكذلك تمديد المهمة العسكرية لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" وتوسيعها لتطال سوريا إنما أيضا الطريقة التي انتهجتها الحكومة الفيديرالية باعتماد لغة استفزازية وتحريضية في مناطق أخرى من العالم: مع روسيا عبر توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة ، مع إيران عبر إقفال سفارتها في طهران، ومع العالم العربي عبر تأييدها غير المشروط لإسرائيل. ذلك أن التسبب بالخصومات، خاصة عندما لا تشكل الدولة قوة عسكرية كبيرة، هو بمثابة دعوة للانتقام.
ويؤكد لورانس مارتن أن هذا لا يعني ألا تشارك كندا في مكافحة "الدولة الإسلامية" فذلك واجب وعلى أحزاب المعارضة أن تعي أن الالتزام الكندي ليس ذا أهمية كبيرة كون مشاركة الطيران الكندي في الحرب لا تتعدى الثلاثة بالمئة من مجموع غارات دول التحالف. لكن الحكومة، بدل أن تضع تدخلها في هذا الإطار، تبالغ في تصعيدها لجني مكاسب سياسية لاحقا. وفن الدبلوماسية لا يقاس بالقدرة على رفع الصوت والصراخ عاليا.
ويرى لورانس مارتن في الغلوب أند ميل أن رئيس الحكومة ستيفن هاربر ليس وحده من يساوي بين السياسة المحافظة والمواجهة . فوزير الدفاع الجديد جيسن كيني، الذي طالما امتدحه أكثر من ناقد واعتبر أنه ذكي ونشيط لا يهدأ ويغلب السياسة الواقعية على الخيال، ارتكب حماقات كبيرة مؤخرا فوجه مكتبه اتهامات لا صحة لها ضد روسيا ومواجهاتها مع الأسطول الكندي في البحر الأسود، ونشر على التويتر صورة لامرأة مستعبدة تبين أن لا أساس لها من الصحة واتهم الحزب الديموقراطي الجديد بمعارضته أي تدخل عسكري كندي عبر التاريخ .
وفي ختام تحليله في الغلوب أند ميل، يؤكد لورانس مارتن: المحافظون على حق في المشاركة في الحملة العسكرية ضد الأعداء البرابرة إنما طريقتهم المتهورة في التعامل هي المشكلة واستبدال حسن إدارة الدولة بالجدل العقيم لا يجعل من كندا أكثر أمانا إنما يؤدي إلى العكس.

الغلوب اند ميل: هل نقاتل صديقا او عدوّا في سوريّا
كتب جيفري سيمبسون تعليقا في صحيفة الغلوب اند ميل تحت عنوان: هل نقصف صديقا أم عدوّا في سوريا".
تقول الصحيفة إن دول الغرب ظلّت على الحياد بعد انطلاق الثورة في سوريا عام 2011 التي تحوّلت ثورة طائفيّة.
وعندما اصبحت الثورة فيما بعد أكثر دمويّة ودينيّة وجذبت الأموال والمقاتلين انطلقت دعوات في بعض الدوائر الغربيّة لإرسال الأسلحة إلى جماعات معيّنة.
ونقلت الصحيفة عن رسميين مقرّبين من رئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر أنه كان متردّدا خلال اللقاءات الدوليّة وكان يتساءل كيف يمكن تمييز الصديق من العدو في هذه الفوضى وكيف يمكن أن نتأكّد أن الأسلحة التي نرسلها لفريق ما لن تقع بين أيدي فريق آخر.
وتحوّلت شكوك هاربر إلى رغبة في أن تكون كندا دولة مقاتلة في سوريا كما هي حالها في العراق.
وصوّت مجلس العموم على مذكّرة لتوسيع المهمّة الكنديّة لتشمل سوريا، والسبب وراء هذا التحوّل هو سيطرة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلاميّة" على مساحات من الأراضي في كل من سوريّا والعراق.
وتراجع هاربر عن إصراره على حصر المهمّة الكنديّة بالعراق على اعتبار أن تدمير التنظيم لا يمكن أن يتمّ في العراق لوحده.
وتتساءل الغلوب أند ميل عمّا يحصل لو افترضنا أن هدف القضاء على التنظيم في سوريا والعراق تحقّق وعمّن يستفيد من الفراغ الذي ينجم عن ذلك.
وثمّة مجموعات لا تحصى تقاتل في سوريا و الرئيس الأسد هو الذي يسيّر الحكومة، ولكنّه رئيس صوري أكثر منه فعلي حسب الغلوب اند ميل.
والتقارير الاستخباراتيّة تفيد أن نظامه أفقي أكثر منه عامودي وأن مجموعات من داخل النظام أنشأت قوّات وتسيطر على أجزاء من الأرض وعلى أموال، وتتّخذ القرارات الخاصّة بها ويتصرّف أفرادها كأمراء حرب.
وفي حال تمّت إزاحة الرئيس الأسد لا بدّ من التساؤل مَن مِن أمراء الحرب سيكون حجر الزاوية في سوريا.
والمعركة داخل النظام وهو نظام أقليّة علويّة على السلطة والمال والأراضي ، ، يترتّب عنها قتال للدفاع عن النفس وإحكام القبضة وتجنّب الذبح على يد السنّة.
وتشير الصحيفة إلى وجود حكومة لامركزيّة سيّئة فضلا عن مجموعات تستوحي الدين في عملها كجبهة النصرة المرتبطة بالجبهة الإسلاميّة التي لها علاقات بتنظيم القاعدة.
وهذه المجموعات بدورها إمّا أنّها تقاتل إلى جانب مجموعات سلفيّة وإمّا ضدّها.
ويحصل البعض منها على التمويل من السعوديّة وقطر ودول خليجيّة أخرى والبعض الآخر على تمويل من ايران التي تدعم الرئيس الأسد.
وتنظيم "الدولة الإسلاميّة" المستهدف من كندا والولايات المتحدة مستهدف أيضا من بعض هذه المجموعات المستاءة من وجوده والتي تعارض نظريّاته الدينيّة ومساعيه لإنشاء دولة الخلافة.
وهو مستهدف من النظام السوري لأن انتصاره يعني بالتأكيد زوال هذا النظام.
واي عمل لإضعاف التنظيم بما في ذلك الضربات الكنديّة والأميركيّة يساعد بشكل مباشر او غير مباشر نظام الرئيس الأسد الذي تريد واشنطن واوتاوا سقوطه.
وأي هزيمة للتنظيم في سوريّا ستؤدّي إلى فراغ تتسابق المجموعات الأخرى لملئه.
وهنالك بالطبع خيار الجيش السوري الحرّ المنقسم والضعيف عسكريّا، الذي من الممكن إعادة تجهيزه وتنشيطه ليصبح قوّة عسكريّة فعّالة قادرة على مواجهة نظام الأسد والفصائل الاسلاميّة الكثيرة بما فيها تنظيم "الدولة الإسلاميّة".
هذا الخيار يتأرجح بين الأمل والخيال في بلد ممزّق شديد الفقر يستشري فيه الفساد في العمق وتعصف به فصائل دينيّة وعرقيّة تتحدّى إعادة اللحمة فيه حتى ولو أمكن إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلاميّة تقول الغلوب اند ميل في ختام تعليقها.

وإلى صحيفة "لو دوفوار" حيث تناول كاتب العمود غي تايفير الانتخابات الرئاسية في نيجيريا حيث أُعلن رسمياً يوم الأربعاء أن مرشح المعارضة محمد بخاري فاز فيها على الرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان.
يذكّر تايفير بأن نيجيريا هي أكبر اقتصاد في إفريقيا بفضل ثروتها النفطية، لكنه يشير إلى أن ثلثيْ سكانها البالغ عددهم نحواً من 170 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر وأن مناطقها الشمالية مسرح لهجمات جماعة "بوكو حرام" الإسلاموية السلفية ولأعمال العنف التي تقوم بها والتي سقط فيها منذ سنة ما لا يقلّ عن 7500 قتيل. ويتساءل تايفير ما إذا كان بخاري، المسلم وابن الشمال، الذي أوصلته أصوات الناخبين إلى موقع الرئاسة سيتمكن من تحسين مصير مواطنيه والقضاء على تمرد "بوكو حرام".
ويرى تايفير أن هناك ما يدعو للارتياح في هذه الانتخابات كما أن فيها ما يدعو للحذر. ويشير الكاتب إلى أن نيجيريا التي أخذت استقلالها عن بريطانيا عام 1960 هي ثمرة زواج بالإكراه بين شمال ذي غالبية مسلمة وجنوب ذي غالبية مسيحية، وأن تاريخها ما بعد الاستقلال تميز بسلسلة طويلة من الانقلابات العسكرية وضع حداً لها في عام 1999 مجيءُ "حزب الشعب الديمقراطي" (People's Democratic Party) إلى السلطة، وهي سلطة سيحتفظ بها إلى هذه الانتخابات الأخيرة الحزب المذكور ممدداً بذلك شكلاً من الديكتاتورية يستمد شرعيته من صناديق الاقتراع.
ويتابع تايفير في "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال بأن انتخاب بخاري، الجنرال السابق في الجيش النيجيري، جاء يكسر هيمنة "حزب الشعب الديمقراطي" الذي يُعتقد على نطاق واسع بأنه تمكن من البقاء في السلطة منذ نحو من 16 عاماً بواسطة تزوير الانتخابات، ويفتح باباً أمام تداول السلطة.
ولأول مرة في نيجيريا يجري اعتماد نظام اقتراع إلكتروني بهدف قطع الطريق أمام التلاعب بالانتخابات. ويبدو أن هذا الإجراء أفاد بخاري في هذه الانتخابات الرئاسية، وهي الرابعة التي يخوضها. والأهم من ذلك أنه فاز بها، وإن رأى البعض أن فوزه عائد بصورة رئيسية إلى تدهور شعبية جوناثان، الرئيس المنتهية ولايته والمثقلة حكومته بفضائح الفساد، يقول تايفير.
ويمضي كاتب العمود في "لو دوفوار" قائلاً إن جوناثان، المسيحي القادم من جنوب البلاد، لم يظهر لا الإرادة ولا الكفاءة في الصراع ضد "بوكو حرام". فهو سارع إلى تقديم التعازي بضحايا الهجوم على مكاتب جريدة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة لكنه انتظر أسابيع قبل التنديد بهجوم لـ"بوكو حرام" أوقع مئات القتلى في بلاده.
لكن يبقى أن بخاري، البالغ من العمر 72 عاماً، كان ضالعاً في معظم الانقلابات العسكرية التي وقعت في نيجيريا منذ نيلها الاستقلال، وهو أحد قادة انقلاب نهاية عام 1983 الذي أطاح رئيساً منتخباً ديمقراطياً وجاء به رئيساً على البلاد، وتميزت فترة حكمه القصيرة زمنياً، مدتها سنتان وثمانية أشهر، بالقمع والوحشية الشديديْن، يقول تايفير قبل أن يتساءل في الختام ما إذا كان بخاري، المتحول إلى الديمقراطية، سيثبت قدرة على المزيد من البصيرة والروية. ويضع الكاتب ما يعتبره تحدياً فورياً أمام الرئيس النيجيري الجديد، وهو تأمين انتقال هادئ للسلطة خلافاً لما حصل من أعمال عنف عقب الانتخابات السابقة أودت بحياة أكثر من 800 شخص.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.