تحت عنوان : "بعد المجزرة"، علق المحرر في لو دوفوار غي تايفير على المجزرة التي نفذتها جماعة الشباب الصومالية في جامعة غاريسا الكينية وسقط ضحيتها مئة وثمانية وأربعون طالبا، غالبيتهم من المسيحيين ورد الحكومة الكينية بغارات جوية على مواقع الجماعة داخل الأراضي الصومالية. قال:
إن المجزرة التي وقعت في جامعة غاريسا الأسبوع الفائت هي أكثر الاعتداءات دموية منذ مهاجمة القاعدة السفارة الأميريكية في نيروبي عام 1998 وثمة رابط بين العمليتين. فجماعة الشباب التي ظهرت عام 1996 شكلت أكثر الجماعات تطرفا داخل اتحاد المحاكم الإسلامية التي حكمت الصومال خلال سنتين وفرضت الشريعة الإسلامية في معظم أرجاء البلاد الغارقة في حرب أهلية منذ ربع قرن. وقد أحسنت كينيا بالنأي بنفسها عن الحرب الأهلية في الصومال كي لا تتحول إلى حرب إقليمية. لكنها قررت التدخل عام 2011 في إطار مهمة الاتحاد الإفريقي على أمل القضاء على التنظيم لكنها طبعا أخطأت الحسابات بتقليلها من قدرته على الأذى.
واعتداء الأسبوع الماضي هو ثاني اعتداء تقوم به الجماعة في كينيا فقد هاجمت مركز ويستغيت التجاري في نيروبي عام 2013 ما أسفر عن سقوط سبعة وستين قتيلا.
وهذان الاعتداءان أوقعا كينيا في الفخ في مواجهة تنظيم متطرف يعتبر نفسه صاحب رسالة ومسؤولا عن الصمود في وجه "الاحتلال الغريب" ويعتبر أن من حقه الرد عبر نشر الرعب المخيف والانتقائي.
ويرى تايفير أن نعت الكينيين بالغرباء ليس دقيقا نظرا للتاريخ المشترك الذي يجمع بين المناطق الحدودية . وإذا كانت نسبة المسيحيين في كينيا وغالبيتهم من البروتستانت، تبلغ ثمانين بالمئة من مجموع السكان فالمسيحيون أقلية في غاريسا، عاصمة إقليم الشمال الشرقي، حيث غالبية السكان من الصوماليين.
وتؤكد الحكومة الكينية أنها تعتزم بناء جدار فاصل بطول سبعمئة كلم لضمان أمنها ولكن ما أهميته في منطقة تغرق بالسلاح ؟ إضافة إلى أن مخطط الهجوم على الجامعة يشتبه بكونه مواطنا كينيا من غاريسا إضافة إلى أن عشرات آلاف الشباب الكينيين المسلمين قد انضموا إلى جماعة الشباب الصومالية.
ويتابع غي تايفير: بالواقع إن القضية والأسئلة التي يطرحها الاعتداء على الجامعة لا يمكن اختصارها بمجرد مواجهة بين الشباب والقوات النظامية في كينيا فثمة تاريخ طويل من التعايش النسبي في كينيا بين الأكثرية المسيحية والأقلية المسلمة لكن ذلك لم يمنع تعرض المسلمين إلى التمييز والتفرقة. تعايش غير متساو يتسبب بتوتر متزايد وتعصب دفع بالأكثرية مثلا إلى منع ارتداء الحجاب في المدارس الخاضعة معظمها للكنيسة البروتستانتية. بالمقابل تسعى الأقلية منذ حوالي عشرين عاما إلى تثبيت وجودها والمطالبة أكثر فأكثر بحقوقها.
وفي أجواء هذا التعصب من الطرفين وإزاء هذا الانجراف الداخلي، تبدو كينيا عاجزة تماما يخلص غي تايفير تحليله في لو دوفوار.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.