"جهاد أكادمي، أخطاؤنا في مواجهة "الدولة الإسلامية" هو عنوان كتاب للصحافي الفرنسي المستقل نيقولا هينين الذي اختطف في سوريا على يد تنظيم "الدولة الإسلامية طيلة عشرة أشهر ، يستعرض فيه الأوضاع في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية ويحلل الصراع الدائر وجذوره التاريخية مع إشارة عابرة لمعاناته خلال الاعتقال والتركيز على انتقاد شديد للنظام السوري القائم ومسؤوليته في التسبب بالمآسي وتدهور الأوضاع السياسية والعسكرية والاجتماعية والإنسانية.
يقول في حديث مع هيئة الإذاعة الكندية:
"الرسالة التي أود توجيهها عبر الكتاب هي القول إن تنظيم "الدولة الإسلامية شرير لكنهم في النهاية ليسوا التنظيم الأكثر شرا في المنطقة فأنا شديد الانتقاد للنظام السوري وكذلك وبصورة أقل للنظام العراقي، والإرهاب الذي نشهده ونعيشه اليوم أقل وطأة مما تعانيه شعوب المنطقة" ويضيف:
"ما عشته أنا كرهينة كان كابوسا، كان نفقا طويلا من المعاناة لكنه تافه إذا ما قارناه بالمأساة التي يعانيها الشعبان السوري والعراقي حاليا".
ويشرح نيقولا هينان موقفه المندد بالنظام السوري واعتباره أكثر شراسة من "الدولة الإسلامية":
"منذ أربع سنوات لا يطالب السوريون بسوى حقوقهم السياسية الأساسية، بحقوقهم بالعيش والكرامة ما عرضهم للمجازر التي يرتكبها النظام السوري ولم يتحرك الرأي العام الدولي لإنقاذهم وتركنا "الدولة الإسلامية" تزدهر وتنتشر في سوريا والرئيس السوري يبرئ نفسه ويلقي التهمة عليهم".
ويعتبر هينان أن المهمة الأساسية للمجتمع الدولي يجب أن تتمحور حول حماية المدنيين، وانطلاقا من ذلك رؤية الحقيقة على الأرض. ويضيف:
"من يقتل المدنيين حاليا؟ من يرتكب الجرائم؟ لنكتشف أننا أمام مسؤول واحد هو النظام السوري الذي ارتكب منذ بدء الأزمة عشرة أضعاف عمليات القتل مما ارتكبته التنظيمات الجهادية. أنا لست ساذجا نعم يجب طبعا محاربة الجماعات المتطرفة بقوة ولكن بصورة أولوية المسؤول الأول عن تغذية هذا التطرف وسقوط العدد الأكبر من الضحايا، أي النظام السوري".
ويندد نيقولا هينين بالموقف الأميركي والدولي والكندي الذي قرر ضرب التنظيم على الأراضي السورية دون المساس بالنظام السوري ويضيف:
" من المعيب أن نتصور أنه تلتقي في السماء السورية هذه الأيام طائرتان إحداهما مقاتلة كندية والثانية طوافة تابعة للجيش السوري تلقي البراميل المتفجرة على المدن السورية فتقتل المدنيين السوريين . من المعيب أن نتصور طيارا كنديا يغض الطرف ويقول مهمتي محاربة "الدولة الإسلامية" ولن أمس بهذه الطوافة، وهذا أمر لا أخلاقي يولد في النهاية شعورا لدى الشعب السوري أن ثمة مؤامرة بين الغرب واتفاقا ضمنيا مع النظام الذي يعتبرونه القاتل والمجرم الأساسي ".
ويخلص الصحافي المستقل نيقولا هينين حديثه إلى القول: لو خيرنا الشعب السوري بين النظام والإسلاميين لاختار الإسلاميين.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.