جولة في تعليقات الصحف الكنديّة مع مي أبو صعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.
صحيفة لابريس: الملف النووي الايراني
طالعتنا صحيفة لابريس بتعليق يتناول فيه جوسلان كولون مدير شبكة الأبحاث حول عمليّات السلام التابعة لجامعة مونتريال المفاوضات بشأن النووي الإيراني.
وترى الصحيفة أن هذه المفاوضات مؤشّر على التغييرات الاستراتيجيّة في المنطقة وعلى دور إيران كلاعب رئيسي في استقرارها.
وتذكّر بأن إيران كانت قبل سقوط نظام الشاه عام 1979 قوّة إقليميّة مهمّة تموّلها الولايات المتحدة.
وبعد خمس وثلاثين سنة من العزلة الدوليّة ما زالت تسعى لاستعادة مكانتها.
وفي سياق تدهور العمليّة السلميّة بين الاسرائيليين والفلسطينيين والصراعات على السلطة في لبنان وكارثة التدخل الأميركي الانكليزي في العراق وممارسات المجموعات الإرهابيّة التابعة لتنظيم "الدولة الاسلاميّة"، كانت إيران تعمل بصبر من خلال دعمها لحركة حماس وحزب الله اللبناني وسيطرتها على السلطة في العراق ومواجهتها للطموحات الدينيّة والاقليميّة لتنظيم "الدولة الإسلاميّة".
وشكّلت إيران منطقة نفوذ ذات غالبيّة شيعيّة وسقطت قطعة الدومينو الأخيرة تحت نفوذها في اليمن.
ووجدت ايران موقعها وهي تفاوض بشأنه في ظلّ عالم عربي سنّي قلق ومنقسم حيال طهران وحيال القضايا الاقليميّة، وفي ظلّ انشغال الغرب بمشاكله الداخليّة وقضايا التبادل التجاري مع آسيا.
والمفاوضات بشأن الملف النووي والاتفاق الوشيك قد يترك أمام إيران القدرة على تطوير القنبلة النوويّة، وهو أمر يقلق اسرائيل ودفع برئيس حكومتها بنيامين نتنياهو إلى القول إن إيران أخطر من تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
والدول الست المفاوضة تدرك واقع البرنامج النووي وتهدف من خلال التوقيع على الاتفاق للحصول على تعهّد من طهران بأن تتصرّف بإيجابيّة وبمسؤوليّة في قضايا الشرق الأوسط وهي قادرة على ذلك.
وإيران تعاني أوضاعا سيّئة نتيجة ثلاثة عقود من العزلة الدوليّة وحكم الملالي الذي لجم النموّ الاقتصادي.
وهي بحاجة للاستثمار في الرأسمال البشري وفي قدراتها الاقتصاديّة لتتمكّن من لعب دورها كقوّة إقليميّة.
وتنامي الدور الايراني يدفع الأنظمة السنيّة في المنطقة المتمحورة حول السعوديّة ومصر إلى اتخاذ موقف مواجهة في المرحلة الراهنة.
و سيكون أمامها خياران: إما التعاون وإمّا الحرب مع إيران.

وبإمكان الغرب والصين وروسيا العمل على تعزيز خيار التعاون . والرئيس اوباما كان في طليعة الذين أدركوا تعاظم القوّة الايرانيّة وأهميّة الدعوة إلى حوار بين دول المنطقة.
ويبقى أن نعرف إن كانت جميع هذه الدول ستتعاون فيما بينها.
وأبعد من الطموحات الجيوسياسيّة والمنافسات الاقتصاديّة فالخلافات الدينيّة السنيّة الشيعيّة أمر حقيقي وإسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي في حال كان أمنها مهدّدا.
وتخلص لابريس في تعليقها إلى القول إن الشرق الأوسط حقل ألغام وسيكون من الممكن تفكيك اللغم الإيراني ، ما يشكّل نقطة البداية.
صحيفة لودوفوار: الملف النووي الايراني
تحت عنوان: "تاريخي" ، علق المحرر في صحيفة لو دوفوار فرانسوا بروسو على الاتفاق الإيراني الدولي بشأن الملف النووي فاعتبر أن النص الذي وقعت عليه إيران والقوى الدولية بالأحرف الأولى تاريخي وغير مسبوق ويحمل آمالا للمستقبل ومن شأنه، في حال التوصل إلى اتفاق نهائي في الثلاثين من حزيران – يونيو المقبل، أن يؤدي إلى انقلاب جيوسياسي على الصعيد العالمي.
ورأى بروسو أن الملف النووي مهم بحد ذاته فالسرية التي أحاط بها الإيرانيون ملفهم النووي ( مدني أو عسكري؟ هل هم يسعون إلى امتلاك القنبلة النووية؟ هل هم قادرون على صنعها؟) غذوا بدون شك عدم ثقة العالم بهم وهيستيريا إسرائيل ( التي تمتلك السلاح النووي خارج إطار التوافق الدولي ) وبقدراتهم وأهدافهم الحقيقية.
من هنا كانت إجراءات المراقبة الصارمة في "الإعلان المشترك". بالمقابل، حصل الإيرانيون على تعهد برفع العقوبات التي أنهكت نظام آيات الله ، والشعب الإيراني، منذ عشر سنوات.
ويتابع فرانسوا بروسو: الطريق ما زالت طويلة ومحفوفة بالعقبات إذا ما تابعنا التفسيرات المتناقضة لمسألة رفع العقوبات لكن الزخم متوفر وقوي ومن الممكن توقع التوصل إلى اتفاق نهائي في حزيران – يونيو المقبل.
ويورد بروسو رد الرئيس حسن روحاني على المتشددين الإيرانيين الرافضين لأي اتفاق مع "الشيطان الأميركي" : " هناك من يعتقد أنه يجب محاربة العالم ، وثمة من يعتبر أنه يجب الاستسلام، لكن هناك حلا ثالثا وهو التعاون مع العالم".
طبعا هؤلاء المتشددون ذوو تأثير في الحكومة الإيرانية وهم بدون شك يعدون لعملية انتقامية. لكن الرأي العام الإيراني مؤيد بشدة للاتفاق والانفتاح على العالم ما يعزز الآمال.
وهنا تكمن أهمية اتفاق لوزان وتوسيع النظرة إليه، إذ هو أكثر من مجرد اتفاق حول انتشار السلاح النووي، إنما إعادة دولة كبيرة وحضارة عريقة، الأكثر تقدما في العالم الإسلامي، إلى كنف المجتمع الدولي. هو تطور الاستبداد التيوقراطي ( الذي سحق الطلاب عام 2009) إلى نصف ديموقراطية في مرحلة أولى، وذلك دون اللجوء إلى قصف "العدو" وإذلاله.
ويرى بروسو أن إيران تثبت مواقعها من لبنان إلى العراق مرورا بسوريا وحاليا في اليمن، بصرف النظر أكان ذلك جيدا أو سيئا، ما يجعلها قوة إقليمية لا يمكن تجاهلها.
إن حلفاء إيران الإقليميين ليسوا قديسين طبعا بدءا ببشار الأسد في سوريا، والحرب السنية الشيعية بشعة، لكن رهان حسن روحاني ، الذي هو أيضا رهان باراك أوباما ، هو إخراج إيران من دوامة عدم الثقة والكراهية وتحويلها إلى وسيط وعامل سلام لا عامل حرب متمادية.
وهذا رهان يثير الحماس وقابل للتحقيق. وفي أمطار الأخبار السيئة على الصعيد الدولي، بدأت تلوح ملامح قوس قزح، يختم فرانسوا بروسو تحليله في صحيفة لو دوفوار.

وإلى صحيفة "ذي ديلي كوريير" (The Daily Courier) الصادرة في مدينة كيلونا في غرب كندا التي تناولت قدوم أول عائلة سورية إلى محيط المدينة والاستعدادات لقدوم عائلة ثانية في مقال بعنوان " أهلاً بكم في كندا، وأخيراً".
وكيلونا هي كبرى المدن الداخلية في مقاطعة بريتيش كولومبيا المطلة على المحيط الهادي، تقع في وادي أوكاناغان على الضفة الشرقية للبحيرة التي تحمل الاسم نفسه ويبلغ عدد سكانها نحواً من 120 ألف نسمة.
ويندرج قدوم العائلتين السوريتيْن إلى كيلونا في إطار تعهد كندا أوائل العام الحالي باستقبال 10 آلاف لاجئ من الحرب الدامية في سوريا خلال ثلاث سنوات تلبية لنداء من وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى دول العالم باستقبال 100 ألف لاجئ سوري.
وكانت حكومة المحافظين في أوتاوا قد تعرضت لانتقادات شديدة، من أحزاب وجمعيات إنسانية كندية ومن منظمات إنسانية دولية، لعدم استقبالها سوى نحو من ألف لاجئ من الحرب السورية، 1063 لاجئاً تحديداً، حتى نهاية العام الماضي.
"صورة الكنديين والسوريين المبتسمين – اجتمعنا مسلمين ومسيحيين – في مطار كيلونا التي ظهرت في صحيفتنا يوم الجمعة الفائت هي الصورة التي نأمل أن تكون لدى كل إنسان في العالم عن هذه الأرض العظيمة"، قالت "ذي ديلي كوريير" في إشارة إلى صورة ضمت أفراد أسرة البيطار السورية ومستقبليهم من الكنديين في مطار كيلونا الدولي قبل نحو أسبوعيْن.
وأسرة البيطار من مدينة حمص في وسط غرب سوريا وثالثة كبريات المدن السورية قبل اندلاع النزاع المسلح في عام 2011، وهي مدينة دمرتها الحرب وشردت الغالبية الساحقة من سكانها.
وتتكون أسرة البيطار من الوالديْن وأولادهما الثلاثة، وتمكنت لجنة تمثل كنيسة كندا المتحدة في سامرلاند من إيجاد منزل صغير لهم في هذه المدينة الواقعة على الضفة الغربية لبحيرة أوكاناغان على مسافة نحو من 50 كيلومتراً جنوب كيلونا. والكنيسة المتحدة هي كبرى الكنائس البروتستانتية في كندا.
وتستعد لجنة اللاجئين في منطقة أوكاناغان الوسطى (Central Okanagan Refugee Committee) لقدوم عائلة سورية ثانية قريباً. وهذه العائلة هي أيضاً من مدينة حمص، وتتكون من الوالديْن وأولادهما الخمسة، غادرت سوريا إلى الأردن في عام 2011 وظلت تنتظر هناك إلى أن حصلت مؤخراً على الضوء الأخضر للقدوم إلى كيلونا.
وتمثل لجنة اللاجئين المذكورة أعضاء في الكنيسة المتحدة من كيلونا وضاحيتيْ روتلاند ووينفيلد، وقامت خلال حرب كوسوفو في أواخر تسعينيات القرن الفائت برعاية أسر مسلمة لجأت إلى كندا، وتوثقت علاقاتها أكثر بالجالية المسلمة المحلية في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على الولايات المتحدة.
ووافق المركز الإسلامي في كيلونا على تقديم خدمات الترجمة للعائلتيْن السوريتيْن. وينسق المركز مع لجنة اللاجئين المذكورة.
لقد آن الأوان، تقول "ذي ديلي كوريير" في إشارة إلى وجوب استقبال كندا المزيد من اللاجئين السوريين، مضيفة أن "سجل كندا في موضوع الأزمة السورية يتسم بالمنهجية في أفضل الأحوال وباللامبالاة في أسوأها"، ومذكرة بأن السوريين يشكلون اليوم أكبر مجموعة من اللاجئين حول العالم.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.