تطرقت صحيفة ذي غلوب أند ميل إلى مسألة السجن الانفرادي فرأت أنه في حين تعمد الدول المتقدمة على تقليص اللجوء إلى السجن الانفرادي ، تواصل كندا سيرها في الاتجاه المعاكس. فالأرقام التي حصل عليها مجلس العموم الكندي هذا الشهر أشارت إلى أن عدد المساجين الذين قضوا يوما واحدا على الأقل في السجن الانفرادي ارتفع من ستة آلاف ومئة وخمسة وستين سجينا عام 2009 إلى ستة آلاف وسبعمئة وثمانية وخمسين سجينا خلال السنة الفائتة. وإذا ما أضفنا إلى هذه الأرقام رفض حكومة المحافظين وضع حدود للجوء إلى السجن الانفرادي أو ما يسمى بـ "التفرقة الإدارية"، فإن هذه الأرقام تثير القلق.
لا أحد طبعا يتوقع أن تلغي السجون الفيديرالية اللجوء إلى السجن الانفرادي كليا لكنه من المفترض أن يكون اللجوء إليه كملاذ أخير. فحتى الإنسان السويّ والمتمتع بصحة جيدة يصاب بالكآبة في حال ابتعاده الطويل عن التواصل مع الآخرين. وعندما يطبق هذا الأمر على سجناء مصابين بخلل نفسي أو عقلي، فقد يؤدي بهم إلى الانتحار كما حصل لسجينين فيديراليين قضيا أشهرا طويلة في الانفراد. وهذا النوع من المآسي دفع ببريطانيا والولايات المتحدة إلى الإسراع في التراجع عن مبدأ اللجوء إلى السجن الانفرادي.
وتتابع الغلوب أند ميل: على كندا أن تحذو حذوهما ، ففي تقريره السنوي قال مسؤول تلقي مظالم السجناء الفيديراليين إن عدد المصابين بخلل نفسي وعقلي في السجون الفيديرالية يبلغ ضعفي وحتى ثلاثة أضعاف عددهم في أوساط المواطنين الكنديين. وهذا الوضع مؤات لوقوع المزيد من المآسي ويخالف تماما تفكير الدول التي تعلمت من أخطائها والسؤال: لماذا تتفرد كندا عن سواها في هذا الاستحقاق ؟ تخلص الغلوب أند ميل تعليقها.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.