هل من المحتمل أن يتشكل ائتلاف يضم الحزب الليبرالي الكندي المعارض في مجلس العموم والحزب الديمقراطي الجديد اليساري التوجه الذي يشكل المعارضة الرسمية من أجل مواجهة حزب المحافظين الحاكم في الانتخابات الفدرالية العامة المقبلة المتوقع إجراؤها في الخريف المقبل؟ ميلاني ماركي من وكالة الصحافة الكندية تناولت هذه المسألة.
قد يكون زعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو أكثر انفتاحاً على فكرة تشكيل ائتلاف مع الحزب الديمقراطي الجديد لو لم يكن توماس مولكير زعيم هذا الحزب، تقول ماركي.
يقول ترودو إن أسلوب مولكير "الراسخ في طريقة قديمة للعمل السياسي" لا يتطابق مع أسلوبه، ولو كانت دفة قيادة الحزب الديمقراطي الجديد بيد شخص آخر "لربما" كان يغير موقفه من تشكيل ائتلاف أكيد مع الديمقراطيين الجدد.
"المشاكل ليست على مستوى الشخصية، فالسيد مولكير سياسي ذو خبرة أثبت نفسه"، يؤكد ترودو في مقابلة هاتفية اليوم مع وكالة الصحافة الكندية. "لكن يجب القيام بالعمل السياسي بطريقة تجمع، ولدينا آفاق متباينة جداً حول كيفية العمل السياسي"، يضيف ترودو.
وتقول ماركي في مقالها إن موقف الزعيم الليبرالي من موضوع تشكيل الائتلافات ليس جديداً، فهو حتى قبل أن يترشح لزعامة حزبه أعلن معارضته القاطعة للدخول في أي ائتلاف، إن مع الحزب الديمقراطي الجديد أو مع حزب فدرالي آخر.

من جهته ذكّر مولكير خلال الأسابيع الماضية بأن أبواب الحزب الديمقراطي الجديد هي دوماً مفتوحة أمام تحالف محتمل مع الليبراليين. لكن الفكرة لم تزل غير مغرية لترودو. "لا يهمني مطلقاً التوصل لتنسيق أكيد (مع الحزب الديمقراطي الجديد)"، يؤكد ترودو في حديثه اليوم مع وكالة الصحافة الكندية.
وموقف الزعيم الليبرالي قاطع بالرغم من أن استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر احتمال انتخاب حكومة أقلية في أوتاوا في 19 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وإذا ما انتخب الكنديون حكومة أقلية، يؤكد ترودو أنه على استعداد للتعاون مع سائر الأحزاب من أجل إقرار قوانين "على أساس كل حالة على حدة". فحتى وإن كان الهدف المعلن لحزبه وللحزب الديمقراطي الجديد طردَ المحافظين بقيادة ستيفن هاربر من السلطة، لا شيء يبرر إقامة تحالفات انتخابية برأيه.
ويقول ترودو "أفهم جميع أولئك الناس الذين ما عادوا يتقبلون السيد هاربر، والذين يريدون بأي ثمن شخصاً آخر رئيساً للحكومة"، قبل أن يضيف "لكني أعرف أيضاً أنه بعد عشر سنوات على وصول السيد هاربر إلى السلطة، ما تحتاج إليه كندا هو حكومة متناسقة تمتلك رؤية لتقودنا على الطريق الصحيح".
نشير أخيراً إلى أن الانتخابات العامة المقبلة ستكون الأولى التي يخوضها كل من ترودو ومولكير كزعيم لحزبه.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.