تناولت صحيفة لودوفوار في تعليق بقلم فرنسوا بروسو مسألة القوارب التي تقلّ مهاجرين في البحر المتوسّط وأشارت إلى أن نحو ألف شخص لقوا حتفهم في ثلاث حوادث وقعت خلال أسبوع.
ومنذ مطلع العام 2015 لقي نحو 2000 مهاجر حتفهم ، ووصل العدد إلى نحو 20 ألف قتيل منذ العام 2000 حتى اليوم.
وتتحدّث الصحيفة عن مهاجرين غير شرعيين ومهرّبين مجرمين يمارسون عبوديّة عصرنا الراهن ويتعاملون مع المهاجرين كالماشية ويوهمونهم بالحلم الاوروبي لابتزاز جني عمرهم قبل أن يتركوهم تائهين في عرض البحر في مراكب تتحوّل إلى قبور.
وتشير لودوفوار إلى أن العديد من المهاجرين يستميتون للهجرة رغم معرفتهم بمخاطر المغامرة ويفضّلونها على العودة من حيث أتوا.
والظاهرة تلك ليست جديدة حسب الصحيفة وهي تترافق مع الحروب والأزمات الانسانيّة.
و يسعى الكثيرون بشتى الطرق الملتوية للهجرة من دول آسيا وافريقيا واميركا الوسطى والهروب نحو دول تغيب عنها الحروب وأعمال القمع.
وتتفاوت الردود على هذه الهجرة غير الشرعيّة بين استقبال سخي في بعض الحالات كما كانت الحال بالنسبة للمهاجرين من كمبوديا وفيتنام الذين وصلوا إلى كيبيك في سبعينات القرن الماضي، إلى بناء جدران عازلة وحواجز كما فعلت الولايات المتحدة على حدودها مع المكسيك اعتبارا من العام 2002.
وتضيف لودوفوار أن الأمر مختلف في البحر المتوسّط حيث ترتفع وتيرة الهجرة غير الشرعيّة بشكل دراماتيكي منذ سنتين.
وثمّة هجرة غير شرعيّة من افريقيا نحو اوروبا ساهم في تعزيزها بروز الحركات الجهاديّة التي قضت على آمال الربيع العربي ، فضلا عن الفوضى السياسيّة والحرب والبؤس المستشري في افريقيا والشرق الأوسط.
وتشير الصحيفة إلى أسباب اجتماعيّة واقتصاديّة وجيوسياسيّة وراء المأساة التي تتسبّب بها الهجرة غير الشرعيّة.
وتتساءل إن كان من الأفضل ام لا التدخّل في العراق وليبيا وعدم التدخّل في سوريا ضدّ نظام الرئيس الأسد.
وتضيف أن الأزمة تفاقمت نتيجة تنامي شبكات الجريمة على مقربة من سواحل ليبيا منذ العام 2013 بين مدينتي طرابلس ومصراتة.
ويستفيد المجرمون من غياب الدولة والجيش والجمارك والشرطة لممارسة التهريب دون التعرّض للعقاب.
والحرب في سوريّا التي أدّت إلى أسوأ ازمة إنسانيّة منذ الحرب العالميّة الثانية ساهمت هي الأخرى في زيادة حركة الهجرة التي يمرّ قسم صغير منها عبر البحر المتوسّط نحو اوروبا.
ولكنّ المأساة التي وقعت مؤخّرا أسفرت عن مصرع مهاجرين اتوا بمعظمهم من افريقيا جنوب الصحراء واريتريا وليس من شمال افريقيا والشرق الأوسط.
وتتساءل لودوفوار عمّا يمكن القيام به إزاء هذا الوضع ، وتتحدّث عن فوضى وعجز أمام هذه الموجة العارمة من المهاجرين التي يبدو أنّها بدون حلّ.
وتشير إلى السخاء الايطالي المثير وتضامن أبناء جنوب ايطاليا الذين هبّوا للمساعدة وتتحدّث بالمقابل عن موجة كراهية للأجانب لدى رابطة الشمال الايطاليّة التي تدعو لفرض حصار بحري على غرار دعوى مماثلة صدرت في بريطانيا.
وتشير إلى ما كتبته الصحافيّة البريطانيّة كاتي هوبكينز من صحيفة ذي صن التي تحدّثت عن "غزو من الصراصير" و"طاعون من البشر البرّي".
وتخلص لودوفوار في تعليقها إلى القول إن مسألة الهجرة ، شرعيّة كانت ام لا، إنسانيّة كانت ام اقتصاديّة ، تحتلّ الأولويّة في جدول الأعمال الاوروبيّ في قارّة تعيش أزمة هويّة وتعاني بصورة مأساويّة ولا تتحدّث بصوت واحد.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.