مئات المهاجرين لقوا حتفهم في غرق سفينة كانت تقلّهم من ليبيا نحو ايطاليا

مئات المهاجرين لقوا حتفهم في غرق سفينة كانت تقلّهم من ليبيا نحو ايطاليا
Photo Credit: Argiris Mantikos/AFP/Getty Images

البحر المتوسّط: مأساة الهجرة غير الشرعيّة

لماذا يختار المزيد من الأشخاص الهجرة غير الشرعيّة ويستميتون لبلوغ السواحل الاوروبيّة؟

ما هي الأسباب التي أدّت إلى ارتفاع أعدادهم ؟

وأهمّ من ذلك، ما الأسباب التي ساهمت في ارتفاع عدد الضحايا على متن القوارب التي تقلّ هؤلاء المهاجرين؟

كيف يعمل مهرّبو البشر وأين يتواجدون؟ ما هي الدول التي تأتي منها أعداد المهاجرين؟

هذه الأسئلة وسواها مطروحة بحدّة منذ فترة وازدادت حدّتها في الايّام القليلة الماضية مع ورود أخبار تفيد أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين لقوا حتفهم منذ العام 2000 حتى اليوم تجاوز 20 ألف قتيل.

والوضع تفاقم منذ مطلع العام 2015، حيث لقي  ما يزيد على 1600 مهاجر حتفهم خلال اربعة أشهر في البحر المتوسّط.

وتتخوّف المفوضيّة العليا للاجئين من تفاقم الأزمة لا سيّما وأن الأرقام تشير إلى ارتفاع عدد الضحايا سنة بعد سنة منذ انطلاق الربيع العربي عام 2001 .

وكان مئات الأشخاص قد ماتوا عندما غرقت سفينة كانوا على متنها في رحلة من ليبيا نحو إيطاليا.

واليوم أيضا، قام خفر السواحل الايطالي بإنقاذ قارب على وشك الغرق وعلى متنه نحو 400 مهاجر غير شرعي على بعد نحو 150 كيلومترا من سواحل  كالابريا ( قلورية).

ويعقد الاتحاد الاوروبي مؤتمر قمّة يوم الخميس المقبل للبحث في الأزمة وفي السبل الكفيلة باحتوائها.

يتحدّث وليام سبيندلر الناطق باسم المفوّضيّة العليا للاجئين  من جنيف إلى تلفزيون راديو كندا هيئة الاذاعة الكنديّة فيشير إلى أن الأنظار تتّجه نحو المؤتمر الاوروبي ويضيف:

نتوقّع أن يبذل الاتحاد الاوروبي جهودا أكبر لإنقاذ الأرواح في البحر المتوسّط.

وكما هو معروف فإن حادثة تقع كلّ يوم او يومين تقريبا في المتوسّط ، وتنتهي أحيانا بإنقاذ ركّاب السفن و بوفاتهم أحيانا أخرى.

ويتابع سبيندلر فيتحدّث عن أبعاد مأساويّة للهجرة غير الشرعيّة في البحر المتوسّط ويضيف:

هذه السنة، لقي نحو من 1800 شخص حتفهم في المتوسّط. وهذا أمر غير مقبول وينبغي أن يتّخذ الاتحاد الاوروبي قرارات ملموسة لوضع حدّ لهذه المأساة.

ولكن ماذا عن إمكانيّة العودة إلى عمليّة "ماري نوستروم"  العسكريّة والانسانيّة لمساعدة المهاجرين غير الشرعيين التي تمّ إنشاؤها عام 2013 وعدم الاكتفاء بمراقبة حركة المراكب غير الشرعيّة بوجب عمليّة تريتون التي خلفتها عام 2014؟

يجيب الناطق باسم المفوّضيّة العليا للاجئين وليام سبيندلر بأنه من المهمّ تعزيز القدرة على إنقاذ المراكب والسفن في عرض البحر والعودة إلى البرنامج الأساسي ويضيف:

لا بدّ من اتخاذ إجراءات أخرى بالتأكيد لأنّ المشكلة معقّدة ولا يمكن إيجاد حلّ منفرد لها.

وينبغي إيجاد السبل الشرعيّة الكفيلة بوصول المهاجرين إلى اوروبا بطريقة شرعيّة منظّمة.

ولا بدّ من ايجاد برامج لتثبيت المهاجرين على غرار البرامج الموجودة حاليّا في المانيا والسويد، وتوسيعها إلى دول اوروبيّة أخرى كما يقول سبيندلر  ويضيف:

ثمّة أمر آخر مهمّ يقضي بمساعدة المهاجرين حيث يتواجدون حاليّا أي في الدول القريبة من أوطانهم الأم  كلبنان وتركيّا والأردن وكينيا واثيوبيا وهي الدول التي تستقبل أكبر عدد من اللاجئين.

وينبغي مساعدة هذه الدول لتتمكّن من تأمين العيش الكريم للاجئين لديها.

وفي حال لم يتأمّن ذلك، فسوف يستمر المهاجرون في التدفّق نحو اوروبا بحثا عن حياة أفضل.

ويشير الناطق باسم المفوّضيّة العليا للاجئين وليام سبيندلر إلى أن الأزمات والصراعات هي السبب وراء موجة الهجرة الحاليّة ، فضلا عن انتهاكات حقوق الانسان وغياب البرامج التنمويّة وانتشار الفقر.

ويختم مؤكّدا أنّ على المجتمع الدولي ألاّ يبقى مكتوف الأيدي أمام الأزمات التي تعصف بأكثر من دولة، من سوريّا واليمن مرورا بليبيا وصولا إلى اوكرانيا واللائحة تطول.

 

استمعوا

 

 

 

 

 

فئة:دولي، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.