الجيل الجديد من سيارة "فورد إدج" (Ford Edge) الذي أعلن  عملاق صناعة السيارات الأميركي في الخريف الفائت أنه سيقوم بتجميعه في مصنع أوكفيل في أونتاريو لإجمالي الطلب العالمي

الجيل الجديد من سيارة "فورد إدج" (Ford Edge) الذي أعلن عملاق صناعة السيارات الأميركي في الخريف الفائت أنه سيقوم بتجميعه في مصنع أوكفيل في أونتاريو لإجمالي الطلب العالمي
Photo Credit: راديو كندا نقلاً عن الفرع الكندي لشركة "فورد"

كندا: فقدان الـ”كورولا” لا يشكل ضربة قاضية لقطاع إنتاج السيارات

إعلان شركة "تويوتا" يوم الأربعاء الفائت نقل إنتاج سيارتها الواسعة الشعبية من موديل "كورولا" من كامبريدج في مقاطعة أونتاريو إلى المكسيك ليس سوى تأكيد إضافي بأن كندا تراجعت إلى المرتبة الثالثة والأخيرة في قطاع صناعة السيارات في أميركا الشمالية. لكن هذا لا يعني أن نسارع إلى نعي هذا القطاع في كندا، يقول موقع سي بي سي (هيئة الإذاعة الكندية) في مقال بقلم كازي ستاستنا، فكندا لا تزال تصنع نحواً من 2,4 مليون سيارة سنوياً، تصدر 80% منها، بصورة رئيسية إلى السوق الأميركية.

وهذا الإنتاج يؤمن لكندا المرتبة العاشرة عالمياً، ومع أنه أدنى من سقف الثلاثة ملايين سيارة الذي بلغه قطاع صناعة السيارات في كندا عام 1999، فهذا القطاع لا يزال يساهم بنحو من 16 مليار دولار سنوياً في إجمالي الناتج الداخلي ويؤمن وظائف مباشرة لـ120 ألف شخص ويستفيد منه 280 ألفاً آخرون يعملون في قطاعات متصلة به. وبالمقارنة كانت مساهمته تفوق 21 مليار دولار في إجمالي الناتج الداخلي عام 1991 وكان يؤمن آنذاك وظائف مباشرة لـ175 ألف شخص.

مبيعات السيارات الكندية حققت أرقاماً قياسية في السنتيْن الماضيتيْن وهي على طريق تحقيق رقم قياسي آخر هذه السنة، مدفوعة في ذلك بالنهوض الاقتصادي في الولايات المتحدة، الشريك التجاري الأول لكندا. لكن كان لقطاع السيارات نصيبه من الأخبار السيئة أيضاً، على غرار خبر نقل إنتاج الـ"كورولا" إلى المكسيك. ففي أواخر عام 2012 أعلنت شركة "جنرال موتورز" نقل إنتاج سيارتها الرياضية من موديل "كامارو" من مصنع أوشاوا في أونتاريو إلى ولاية ميشيغان الأميركية.

اتفاق التجارة الحرة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك (North American Free Trade Agreement) الذي بدأ العمل به عام 1994 أبطل الاتفاق بشأن قطاع السيارات بين كندا والولايات المتحدة (Auto Pact) الذي ضمن لكندا منذ بدء العمل به عام 1965 أن تكون 50% من مكونات كل سيارة تُجمع في كندا مصنوعة في كندا وأن تُصنع سيارة في كندا مقابل كل واحدة تباع في السوق الكندية.

رئيسة حكومة أونتاريو كاثلين وين (إلى اليسار) في إحدى منشآت
رئيسة حكومة أونتاريو كاثلين وين (إلى اليسار) في إحدى منشآت "هوندا" في أليستون في أونتاريو في تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت، وهي أعلنت آنذاك عن استثمار بقيمة 857 مليون دولار في المنشآت الثلاث التابعة لعملاق صناعة السيارات الياباني في تلك المدينة © راديو كندا/Stéphane Blais

وجاءت فيما بعد الأزمة الاقتصادية في عام 2008 لتوجه ضربة قوية لقطاع صناعة السيارات في كندا، فأدت إلى إقفال عدة مصانع في أونتاريو، حيث يتركز قطاع صناعة السيارات الكندي. كما أن زيادة التشدد في معايير استهلاك الوقود دفعت بقطاع السيارات لإنتاج سيارات أصغر حجماً وأقل استهلاكاً للمحروقات.

باستطاعة المكسيك إنتاج سيارات من الحجم الصغير بكلفة أدنى بكثير من الكلفة في كندا، يقول الخبير الكندي في قطاع صناعة السيارات دنيس ديروزييه. وقد نجح هذا البلد بجذب استثمارات بقيمة سبعة مليارات دولار أميركي إلى قطاع صناعة السيارات لديه العام الماضي، مقارنة بـ750 مليون دولار فقط تمكن قطاع صناعة السيارات الكندي بجذبها، كما يقول "مركز الأبحاث حول السيارات" (Center for Automotive Research).

وفيما تقوم "تويوتا" و"هوندا" وسواهما من عمالقة صناعة السيارات بنقل إنتاج الموديلات الصغيرة نسبياً، كالـ"كورولا" على سبيل المثال، إلى المكسيك، تضطر هذه الشركات لتخصيص مصانعها في كندا لإنتاج سياراتها الأعلى ثمناً التي تدر عليها أرباحاً تفوق ما تكسبه من إنتاج السيارات الأصغر حجماً والأقل ثمناً، يشير ديروزييه. "لكن إذا لم يقبل المستهلكون على هذه السيارات ذات القيمة العالية المضافة، سيتراجع الإنتاج في كندا، وهذه نقطة ضعفنا"، يرى الخبير الكندي.

من جهته يرى رئيس "جمعية صانعي السيارات الكنديين" (Canadian Vehicle Manufacturers' Association) مارك نانتيه أن على قطاع صناعة السيارات الكندي أن يحافظ على القدرة التنافسية مع مراكز إنتاج السيارات في الولايات المتحدة وليس في المكسيك التي تتوفر فيها أجور متدنية لا يمكن التفوق عليها. ويشير نانتيه إلى أن كندا تتمتع بمزايا عديدة تناسب قطاع إنتاج السيارات، مثل القوة العاملة الماهرة والمنشآت العالية الجودة والشركات المحلية المتخصصة في إنتاج قطع السيارات والضرائب المنخفضة على الشركات.

استمعوا
فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.