مأساة السوريين الساعين للهرب من جحيم الحرب إلى أوروبا روت بعض تفاصيلها المأساوية مراسلة تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية في الشرق الأوسط ماري إيف بيدار كما عاينتها في مارسين، جنوبي تركيا، حيث توجد على الأقل ثلاثة مكاتب لتهريب البشر يديرها سوريون، وسمعت تفاصيلها ممن عانوا الأمرين ، المعاناة الانسانية، والمصاعب المادية بحيث يدفع الساعي إلى الهرب ما يقارب السبعة آلاف دولار، وأحيانا كثيرة، تتم سرقة المال ويبقى الساعي إلى اللجوء في مكانه. وتروي بيدار بعض ما شاهدته وسمعته:
محمود دفع مبلغ ستة آلاف دولار منذ حوالي الشهر لكنه ما زال ينتظر موعد السفر. وبالرغم من كونه لا يتقن السباحة وعلى علم بغرق بعض السفن وعمليات الاحتيال، فلا شيء يثنيه عن قراره . يقول:
"أريد إنقاذ مستقبلي، فلا مستقبل هنا في تركيا، وسوريا دمرت وهي بين نارين : النظام القائم وتنظيم "الدولة الإسلامية" أما أوروبا فهي الحضارة ولا مشاكل هناك ولا شيء يحد من طموحك والمال ليس مشكلة هناك. أوروبا هي الحضارة والإنسانية والحرية وهي حلم كل العرب".
شهادة أخرى أشد مأساوية هي ما روته زينة التي تؤكد أن بقاءها على قيد الحياة مع أولادها الثلاثة معجزة بعد أن تحول الحلم الأوروبي إلى كابوس مأساوي . فهي حاولت الهروب إلى أوروبا مع ست وثمانين عائلة انطلاقا من مصر على متن أربعة مراكب لكن هدف المهربين لم يكن إيصالهم إلى أوروبا كما تقول وتضيف:
"هددونا بالسكاكين حول رقابنا وسرقوا أموالنا ومن ثم جرونا كما الحيوانات ورمونا في البحر وقد غرق مركبان من المراكب الأربعة وقليلون منا بقوا على قيد الحياة . هم بلا رحمة ، تتابع زينة، وعديمو الشعور الإنساني ولم يحرك مشاعرهم بكاء الأطفال وصراخهم". وتعرض ماري إيف بيدار شهادة ثالثة لمؤيد المبتور اليد جراء انفجار صاروخ بالقرب منه في سوريا بينما كان ابنه محمد في حضنه وهو يقول إنه غادر سوريا بعد قضائه ستة أشهر في أحد السجون التابعة للمخابرات الجوية حيث تعرض للتعذيب والضرب طيلة الأشهر الستة. ويضيف:
"عندما غادرت سوريا بعت منزلي وجئت إلى هنا حاملا المال للجوء إلى أوروبا والتقينا هنا بأحد المهربين وطلب منا مبلغ ستة آلاف دولار للراشد وألف وخمسمئة دولار لكل طفل فدفعت المال واختفى المهرب من يومها عن الأنظار".
وتستمر المأساة باستمرار الحرب وانسداد أفق السلام ومعاناة الأبرياء من واقع موجع ومصير مجهول .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.