اهتمّت الصحف الكنديّة بأخبار الزلزال الذي ضرب نيبال نهاية الأسبوع وأوقع ما يزيد على 3600 قتيل.
ونقرأ في صحيفة الغلوب اند ميل تعليقا بقلم سارا شنايدرمان عالمة الانثروبولوجيا في معهد الأبحاث الآسيويّة في جامعة بريتيش كولومبيا تدعو فيه إلى إيصال المساعدات إلى المناطق الريفيّة الفقيرة.
وتشير إلى المساعدة الكنديّة بقيمة 5 ملايين دولار وترى فيها بداية مشجّعة.
وينبغي حسب قولها أن تذهب المساعدة إلى أبعد من العاصمة كاتماندو، إلى الأرياف حيث الدمار أكثر انتشارا .
ويعاني القرويّون من أعداد مرتفعة من القتلى والمصابين ومستويات الدمار التي قضت على سبل عيشهم الهشّة أصلا.
فالزلزال ضرب البلاد خلال فترة من عدم الاستقرار السياسي أعقبت 10 سنوات من حرب أهليّة أدّت إلى تغيير في المجتمع وفي الاقتصاد في نيبال.
واعتاد النيباليّون أن يعوّلوا على أنفسهم في ظلّ غياب سلطة مسؤولة ومرافق طبيّة على حافة الانهيار.
وغادر الكثير منهم نحو الهند والشرق الأوسط بحثا عن حياة وظروف عمل أفضل.
وثمّة عدد من المهنيين النيباليين من غير المقيمين في كل من كندا والولايات المتحدة واوروبا واستراليا.
وبين إبداع النيباليين في الداخل والموارد والشبكات التي لمواطنيهم في الخارج، هنالك فرصة لبناء جهد نموذجي للإغاثة تقول الغلوب اند ميل.
ومع ذلك، يتعيّن أن تعمل الجهات المانحة بعناية ليتمّ توزيع المساعدات بصورة عادلة عن طريق النيباليين الذين يدركون جيّدا حاجات مواطنيهم من كافّة الخلفيّات.
وتثني الغلوب اند ميل على أداء وسائل التواصل الاجتماعي والبنى التحتيّة الرقميّة الناشئة في نيبال، التي عملت بنجاح منذ أن ضرب الزلزال البلاد،وعلى وقدرتها على تنسيق الردود وتبادل المعلومات في هذه المرحلة العصيبة التي تجتازها البلاد.
وترى الصحيفة في إعادة الاعمار فرصة للتحديث وتؤكّد على الحاجة إلى تخطيط مدني أفضل لمليونين ونصف مليون نسمة يقيمون في العاصمة كاتماندو .
وترى أن استخدام الغاز الحيوي ومواقد الطبخ التي تعمل بدون دخان سوف تحسّن بصورة مهمّة مؤشّرات الصحّة.
والزلزال يمثّل تحدّيا كبيرا لنيبال التي تسير على طريق إعادة الهيكلة السياسيّة ويفتح كوّة من الأمل أمام النيباليين لتأكيد التزامهم ببناء بلادهم تقول الغلوب اند ميل في ختام تعليقها.
لودوفوار: الصدمة وبعدها المحنة
صحيفة لودوفوار استعرضت تطوّرات الأحداث منذ وقوع الزلزال وأشارت إلى التدمير الذي أصاب المناطق الجبليّة البعيدة ووصل إلى منطقة هملايا الجبليّة وإلى قمّة ايفرست وتسبّب بحدوث انهيار ثلجي وصل إلى مخيّمات المتسلّقين الذين كانوا يستعدّون لتسلّق أعلى قمّة في العالم.
وتحدّثت الصحيفة عن الهزّات الارتداديّة التي دفعت بعشرات الآلاف من النيباليين للهروب من منازلهم وأمضى الكثيرون ليلتهم في العراء ، في الحدائق العامّة وفي مخيّمات أقيمت في الأماكن العامّة.
ونقلت لودوفوار عن وكالة الصحافة الفرنسيّة أن التراث الثقافي في نيبال تعرّض لأضرار جسيمة بما في ذلك آثار مدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظّمة اليونيسكو.
ومن بين تلك الآثار برج دارهارا في العاصمة كاتماندو وهو مقصد السيّاح. وتسعى اليونيسكو للحصول على معلومات لتقدير حجم الدمار الذي أصاب هذا المعلم الأثري.
وتقول المنظّمة إن المعالم الأثريّة التي هي قلب كاتماندو الاجتماعي والديني والمدني ألهمت العديد من الكتّاب والفنّانين والشعراء من الأجانب والنيباليين على حدّ سواء.
وتشير إلى أنه امكن إعادة بناء بعض المعالم الأثريّة في وادي كاتماندو دمّرها زلزالان ضربا نيبال عامي 1833 و1934.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.