سجل الدولار الكندي ارتفاعاً إزاء الدولار الأميركي تجاوز الـ5% خلال نيسان (ابريل) الفائت. وترافق هذا الارتفاع مع ارتفاع سعر النفط الخام، ففي الشهر الماضي ارتفع سعر نفط غرب تكساس الوسيط (West Texas Intermediate) المرجعي الأميركي بـ19%.
وعندما كان سعر برميل النفط الخام المذكور يفوق الـ100 دولار أميركي، وصولاً إلى 108 دولارات تقريباً، في الصيف الفائت، كان الدولار الكندي يساوي أكثر من 90 سنتاً أميركياً، متجاوزاً لفترة قصيرة الـ94 سنتاً. فهل الدولار الكندي عملة نفطية؟
هذا ما أجاب عليه البروفسور فرنر أنتفايلر (Werner Antweiler) من كلية إدارة الأعمال (Sauder School of Business) في جامعة بريتيش كولومبيا (UBC) في فانكوفر على صفحة "يو بي سي نيوز" (UBC News)، أي "أخبار يو بي سي"، على موقع الجامعة.
بداية ما هي العملة النفطية؟ بعبارات بسيطة إنها عملة دولة منتجة للنفط، مثل كندا، تشكل صادراتها النفطية من أصل إجمالي صادراتها قسماً وافياً بحيث ترتفع قيمة عملتها وتهبط بالترافق مع ارتفاع سعر النفط وهبوطه، يجيب البروفسور أنتفايلر.
وسعر صرف الدولار الكندي إزاء العملات الرئيسية الأخرى تحدده سوق العرض والطلب. ولعوامل الاقتصاد الكلي دور في ذلك أيضاً، يقول البروفسور أنتفايلر. وإذا ما حاد الدولار الكندي كثيراً عن تعادل القدرة الشرائية (purchasing power parity) تساعد فرصُ المراجحة (arbitrage opportunities) في تصحيح مغالاة في قيمة العملة (overvaluation) أو بخس في قيمة العملة (undervaluation). واجتياز الحدود الكندية الأميركية بهدف التسوق هو مثال صارخ عن هذه المراجحة.
ولغاية وقت قريب نسبياً لم يسد الاعتقاد بأن أسعار السلع الأساسية هي من المحددات الرئيسية لسعر صرف الدولار الكندي. وفي تسعينيات القرن الفائت كانت أسعار النفط مستقرة نسبياً وكان تأثيرها على سعر صرف الدولار الكندي محدوداً جداً.

لكن الوضع مختلف حالياً، فالتبدل في سعر صرف الدولار الكندي أضحى عائداً بنسبة نحو من 90% إلى التغيرات في سعر النفط، يقول البروفسور أنتفايلر مستعيناً برسم بياني يظهر الارتباط الوثيق لقيمة العملة الكندية بأسعار الخام.
ويضيف أنتفايلر أن تحليلاً أكثر تفصيلاً للأسعار يظهر أن ارتفاع سعر البرميل من نفط غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 10% يُترجم بارتفاع سعر صرف الدولار الكندي بنسبة 3%، وأنه عند بلوغ سعر برميل النفط المذكور 100 دولار أميركي تتعادل قيمة الدولار الكندي مع الدولار الأميركي أو تكاد، وعند هبوط سعر البرميل إلى 60 دولاراً يهبط سعر الدولار الكندي إلى 83,12 سنتاً أميركياً.
لماذا أصبح الدولار الكندي عملة نفطية؟ يجيب البروفسور أنتفايلر بأنه في ثمانينيات وتسعينيات القرن الفائت كانت حصة الطاقة من إجمالي المبادلات التجارية الكندية بحدود الـ5%. لكن الأمر تغير مع بدء القرن الحادي والعشرين إلى أن بلغت العامَ الماضي حصةُ الطاقة من إجمالي المبادلات ثلاثة أضعاف النسبة المذكورة، أي نحواً من 15%. وإذا ما نظرنا فقط إلى الصادرات الكندية لوجدنا أن الطاقة شكلت العام الماضي 25% من قيمتها الإجمالية. وهذا ما يفسر تضاعف وقع تقلبات أسعار النفط الخام على سعر صرف الدولار الكندي.
وهل سيبقى الدولار الكندي عملة نفطية؟ طالما بقيت صادرات النفط مكوناً قوياً في الصادرات الكندية ستظل أسعار الخام تؤثر على قيمة الدولار الكندي. وإذا ما ارتفعت حصة النفط والغاز من إجمالي الصادرات الكندية أكثر مما بلغته لغاية الآن قد يصبح ارتباط سعر صرف الدولار الكندي بأسعار النفط الخام أقوى مما هو عليه، يقول البروفسور فرنر أنتفايلر من كلية إدارة الأعمال في جامعة بريتيش كولومبيا.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.