اهتمّت الصحف الكنديّة بالعديد من الشؤون المحليّة والدوليّة ولم تغب عنها أحوال الشرق الأوسط. وفي جولتنا اليوم، نتناول الصراعات في المنطقة مع صحيفة لابريس، واليوم العالمي لحريّة الصحافة مع صحيفة الغلوب اند ميل.
"دومينو الحقد" عنوان مقال كتبه بول جورنيه في صحيفة لابريس تناول فيه الأوضاع في الشرق الأوسط على ضوء الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر إلى العراق نهاية الأسبوع الفائت.
تشير الصحيفة إلى أن الحرب ضدّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة" مرتبكة وكندا مدّدت مشاركتها فيها لسنة، بهدف إضعاف التنظيم، وهو هدف غامض كما تقول لابريس.
وتنقل عن صحيفة نيويورك تايمز قولها إن توسيع مهمّة التحالف لتشمل العراق وسوريا دونه مخاطر.
وتتحدّث لابريس عن مشكلتين أساسيّتين: الأولى تكمن في صعوبة تحديد الذين سيتمّ التدخّل ضدّهم ،والمشكلة الثانية تكمن في صعوبة ضبط مسار حركة الدومينو و ايقاعها.
وتشبّه الصحيفة منطقة الشرق الأوسط بالدمية الروسيّة المسمّاة "ماتريوشكا" والتي تتضمّن بداخلها دمى أخرى أصغر حجما بحيث أن الأكبر تحوي الأصغر.
وتشير الصحيفة إلى تداخل في الصراعات الدينيّة والقبليّة والجيوسياسيّة البالغة التعقيد.
وتضيف بأن الحلّ بسيط ويمرّ بعمليّة حسابيّة تقوم على عدم تجنيد عدد من الارهابيين يفوق عدد الذين يُقتلون منهم.
وتعطي مثال اليمن الذي كان خاليا من عناصر تنتمي إلى تنظيم "الدولة الاسلاميّة" العام الماضي، والتي بدأت بالظهور فيه نهاية فصل الشتاء.
و أطاحت ميليشيات شيعيّة مدعومة من إيران بالرئيس عبد ربّه منصور هادي ، ما دفع بالسعوديّة إلى تشكيل تحالف بمساعدة الولايات المتّحدة لمحاربة هذه الميليشيات.
وقد صبّ الوضع الهشّ في صالح مجموعة مقرّبة من تنظيم القاعدة راحت تقاتل إلى جانب الميليشيات الشيعيّة، وانتهز بعض الارهابيين التابعين لها الفرصة لاستهداف مساجد تابعة للشيعة، وهو أمر يرفضه تنظيم القاعدة ويشجّعه تنظيم "الدولة الإسلاميّة.
وترى لابريس أنّه سيكون من الصعب طرد التنظيم من اليمن بعد عاصفة الحزم التي استهدفت البلاد.
وترى أنّه كلّما وسّعت كندا دائرة مهمّتها ، ازدادت الصعوبات والتعقيدات التي لا ندري إلى أين تقود.
والتنظيم بغيض ومثير للاشمئزاز بدون شكّ تقول لابريس ، والخيار بالنسبة لكندا ليس بين المساعدة الانسانيّة والقصف المدفعي كما يقول الحزب الديمقراطي الجديد المعارض.
ومن الضروري التوصّل إلى تدخّل واضح الأهداف لاحتواء التهديد الذي يمثّله هذا التنظيم.
فالقنابل العنقوديّة تولّد المزيد من الفوضى واليأس ، والطائرات الأميركيّة بدون طيّار تقتل المدنيين الشيعة والسنّة على حدّ سواء.
والحلّ لن يكون من خلال غض الطرف عن المملكة السعوديّة التي تشكّل مدارسها القرآنيّة وقودا لهذه الصراعات كما تقول لابريس في ختام تعليقها.

الغلوب اند ميل: لماذا اليوم العالمي لحريّة الصحافة بالغ الأهميّة
صحيفة الغلوب اند ميل نشرت تعليقا بقلم ايما ديلي مديرة الاتصالات في منظّمة هيومن رايتس واتش بمناسبة اليوم العالمي لحريّة الصحافة الذي يصادف في الثالث من شهر أيّار مايو.
وتتحدّث عن عام مروّع بالنسبة للصحافيين وهجمات بشعة استهدفت العديد منهم، وقطع رؤوس كلّ من جيمس فولي وستيفن سوتلوف وكنجي غوتو ، فضلا عن الاعتداء الذي استهدف مجلّة شارلي ابدو الفرنسيّة.
ومصرع الصحافيين الثلاثة على يد تنظيم "الدولة الاسلاميّة" دفع الصحافيين إلى وضع مبادئ توجيهيّة طوعيّة لضمان سلامة المراسلين العاملين في مناطق الصراع.
ووافقت مجموعات عريضة من الاعلاميين على المبادئ ، وعلى توفير السلامة والتأمين الجيّد والتدريب على الاسعافات الأوليّة والعمل في بيئة معادية، وكلّها أمور إيجابيّة حسب الغلوب اند ميل.
وترى الصحيفة أن ثمّة حاجة إلى صحافيين يعملون في مناطق الصراع الخطيرة وينقلون الأخبار بموضوعيّة،.
ونظرا للاقتطاعات في الموازنات، فالعديد من الصحافيين العاملين في سوريا والعراق يعملون كصحافيين مستقلّين ويفتقرون إلى الموارد التي تتوفّر عادة للمراسلين الصحافيّين العاملين لدى وسائل الاعلام المختلفة.
ومعظم الذين ينقلون الأخبار من مناطق الصراع هم مراسلون محليّون ومواطنون صحافيّون ينقلون مشاهداتهم من خلال وسائط التواصل الاجتماعي.
و تعرّض العشرات منهم للسجن او القتل في سوريا حيث هم مستهدفون من النظام ومن تنظيم "الدولة الاسلاميّة" والمجموعات المسلّحة.
وتعطي الغلوب اند ميل مثال الصحافي البريطاني جون كانتلي الذي يحتجزه تنظيم "الدولة الإسلاميّة" والصحافي السوري مازن درويش رئيس المركز السوري للإعلام وحريّة الصحافة المعتقل من قبل النظام منذ العام 2012 بتهمة نشر أعمال إرهابيّة .
وتستخدم العديد من الحكومات اتهامات وهميّة لمضايقة الصحافيين وترهيبهم ومعاقبتهم كما هي الحال في اذربيجان والصين واثيوبيا وإيران وفيتنام.
وقدّمت منظّمة هيومن رايتس واتش منذ خمسة وعشرين عاما حتى اليوم مِنحا لنحو 800 صحافي يواجهون الخطر، نصفهم كان في السجون في حينه.
و يتعذّر في غياب تقارير دقيقة ومستقلّة أن نعرف كيف تقوم الحكومات باستغلال السلطة .
وفي غياب التدقيق، بمقدور الطغاة أن يعملوا بحريّة وهذا الأمر يضرّ بنا جميعا تقول الغلوب اند ميل في ختام تعليقها.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.