يوم دخل الكندي عمر خضر السجن عام 2002 كان طفلا في الخامسة عشرة من العمر.
ويوم خرج منه أمس الخميس كان قد أصبح شابّا في الثامنة والعشرين من العمر.
وبدا مبتسما ومرتاحا مع نفسه عندما تحدّث للمرّة الأولى إلى الصحافيين من أمام منزل محاميه دنيس ادني الذي توجّه في البداية إلى عشرات الصحافيين الذين احتشدوا في أعقاب صدور نبأ خروج عمر خضر من السجن.
وعمر خضر كندي المولد من أصول مصريّة وفلسطينيّة. وقد اعتقلته السلطات الأميركيّة في افغانستان عندما كان يشارك إلى جانب تنظيم القاعدة في هجمات ضدّ القوّات الأميركيّة.
وقد أدانته بتهمة قتل جندي أميركي وزرع عبوات ناسفة لاستهداف قوافل عسكريّة أميركيّة.
وأمضى 10 سنوات في معتقل غوانتنامو ونُقل إلى سجن كندي عام 2012 لإكمال فترة عقوبته التي تنتهي عام 2018.
و أصدرت مايرا بيلبي القاضية في محكمة الاستئناف في البرتا حكما بإخلاء سبيل مشروط بحقّ عمر خضر.
ومن بين الشروط التي عليه مراعاتها، الإقامة في منزل محاميه دنيس ادني إلى أن تنظر لجنة عسكريّة أميركيّة في إدانته بتهمة قتل جندي أميركي.
ومن بين الشروط أيضا عدم التجوّل بين العاشرة مساء والسابعة صباحا واستشارة طبيب نفسي والتواصل مع أفراد عائلته بواسطة الهاتف او الفيديو كونفرانس والتحدّث إليهم باللغة الانكليزيّة وأن يكون الحديث مراقبا.
وتحدّث عمر خضر مساء أمس أمام الصحافيين وافتتح اللقاء محاميه دنيس ادني الذي قال:
عمر سيقول بضع كلمات ويمكن أن تطرحوا عليه بعض الأسئلة. وفي حال كانت أسئلتكم تطفّليّة، فسنتوقّف ونعود إلى المنزل. وهذه هي المرّة الأولى لعمر في الخارج، وفي المجتمع منذ أن كان في الخامسة عشرة من العمر.
وتناول عمر خضر الكلام بعد ذلك وتوجّه للصحافيين بالقول:
أودّ أن أشكر المحكمة التي وثقت بي وأخلت سبيلي. كما أودّ أن أشكر دنيس محاميّ وأسرته على كل الجهد الذي بذلوه منذ زمن طويل.
كما أودّ أن أشكر الكنديين لأنّهم وثقوا بي وأعطوني فرصة قال عمر خضر.
وأكّد أن الأمر سيتطلّب بعض الوقت قبل أن يثبت لهم أنّه أفضل ممّا يعتقدون.
وتابع ردّا على سؤال حول ما يريد أن يعرف الكنديّون عنه قائلا:
أودّ أن يعطوني الفرصة وأن يروا من أنا كإنسان وليس كمجرّد اسم ليحكموا عليّ بأنفسهم بعد ذلك.
وأضاف بأنّه ما زال يطوّر شخصيّته وأنّه يؤمن بالعلم والتعلّم. ويتطلّع لاكتساب الخبرة التي تنقصه لأنّه ما زال في طور البداية في حياته.
وعن الرسالة التي يودّ توجيهها للأميركيين يقول عمر خضر:
أودّ أن اعبّر عن اعتذاري للآلام التي تسبّبت بها لأسر الضحايا وليس باستطاعتي أن أغيّر الماضي ولكن بإمكاني أن أقوم بشيء في المستقبل.
وتابع عمر خضر يقول إنه سعيد جدّا باستعادة الحريّة وأنّ الحريّة أفضل بكثير ممّا كان يتصوّر وردّة فعل الكنديين أفضل بكثير ممّا كان يتوقّع.
وتابع شارحا كيف أمضى يومه الأوّل من الحريّة قائلا:
ذهبنا لتناول الغذاء وكان علينا بعدها أن نعود إلى المحكمة للتوقيع على بعض المستندات. وتفاجأت بموقف عناصر الشرطة الذين تعاملوا معي بلطف وقدّموا لي بعض المشروبات لأنني انتظرت طويلا في المحكمة وكان الجميع لطفاء.
و حول مشاريعه المستقبليّة قال إنّه يرغب في متابعة دراسته وأمامه الكثير ليتعلّمه بما في ذلك المهارات البسيطة الأساسيّة وأنّه يودّ العمل في المجال الصحّي لأنّه يرغب في التخفيف من آلام كلّ من يتعذّب.
وتابع قائلا إن لديه العديد من الأسئلة التي كان بودّه أن يطرحها على والده الذي لقي مصرعه في أفغانستان مضيفا بأنه غير قادر على تغيير الماضي ولكنّه يتطلّع إلى الحاضر والمستقبل.
وقال ردّا على سؤال بأنّه يدعو كلّ من يفكّر في الإرهاب إلى أن يتثقّف ويتعلّم وألاّ يستسلم للمشاعر والأهواء.
وما الرسالة التي يوجّهها لرئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر؟
اعتقد أنّي سأخيّب آماله لانني إنسان أفضل ممّا يعتقد هاربر قال عمر خضر في حديثه للصحافيين في أوّل يوم له خارج السجن الذي أمضى فيه نصف حياته تقريبا.
استمعوا
نستمع إلى ما قاله المحامي دنيس ادني:
وكانت المحكمة قد أصدرت بحقّه حكما بإخلاء سبيل مشروط رغم معارضة قويّة من حكومة المحافظين في اوتاوا.
وعمر خضر في الثامنة والعشرين من العمر وقد اعتقلته السلطات الأميركيّة في أفغانستان وأدانته في قتل جندي اميركي وزرع ألغام لاستهداف قوافل عسكريّة أميركيّة.
وأمضى 10 سنوات في معتقل غوانتنامو ونُقل إلى سجن كندي عام 2012 لإكمال فترة عقوبته التي تنتهي عام 2018.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.