الرئيس الفرنسي في كوبا

الرئيس الفرنسي في كوبا
Photo Credit: سترينغر / رويترز

“التجارة قبل أي شيء”

 

تحت عنوان: "التجارة قبل أي شيء" استهل المحرر في صحيفة لودوفوار غي تايفير مقالته متسائلا:

هل حماية حقوق الإنسان هي التي توجه العلاقات الدولية؟ في الماضي كان العمل الدبلوماسي يسعى إلى إيجاد انطباع على الأقل بأنه يأخذ احترام حقوق الإنسان بعين الاعتبار، ولكن مع صعود الصين بصورة خاصة، بات واضحا أن الترويج لتلك الحقوق بات يخضع للمصالح التجارية. وأفضل مثال على ذلك زيارة الرئيس الفرنسي "الاشتراكي" فرانسوا هولاند إلى كوبا.

إن هدف زيارة أول رئيس فرنسي إلى كوبا ، كما أعلن، هو "مرافقة التطور والتحول الكوبي" وهذا يعني أن الهدف الأساسي هو سعي فرنسا إلى احتلال موقع متقدم في الاسواق الكوبية إزاء تحسن العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة ورفع العقوبات الأميركية المتوقع .

ويتابع تايفير: إن سعي هولاند إلى الحصول على عقود تجارية لم يكن ليسمح له بانتقاد النظام الكوبي في ملف حقوق الإنسان إلا تلميحا، علما أنه تم اعتقال تسعة آلاف معارض كوبي السنة الماضية . وإذا كانت هافانا مستعدة حاليا لإعادة مد الجسور مع الولايات المتحدة لأسباب لها علاقة كبيرة بالوضع الاقتصادي المتردي في كوبا، فإن تحولها لا يترافق مع توسيع الحريات السياسية في البلاد.

وخلافا للعداء الأميركيي الشديد لنظام كاسترو، كانت دائما العلاقات الفرنسية الكوبية مضطربة: ففي البداية اعتبرت فرنسا النظام الكوبي مثالا يحتذى وشيئا فشيئا ترسخت خيبة الأمل منذ مطلع الثمانينيات وتأخرت فرنسا بالاعتراف بأن النظام الكوبي لا يجسد مثالية ثوروية بقدر ما هو دولة بوليسية.

ويرى غي تايفير في لودوفوار أن الأمر الواعد للمستقبل أكثر من زيارة هولاند هو أن راوول كاسترو كان في الفاتيكان قبيل الزيارة للقاء البابا فرنسيس الذي سيزور كوبا في أيلول – سبتمبر المقبل ، لشكره على وساطته في النزاع الأميركي الكوبي . وها نحن أمام زعيمين يلتقيان على ما يبدو على عدة نقاط، وها نحن أمام بابا " اجتماعي النزعة" لا يتردد في المطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين وغالبيتهم من الكاثوليك الملتزمين. ويمكننا أن نتصور أن احتمال انفتاح النظام الكوبي سيتم بالضرورة عبر "شفاعة" أو وساطة الكنيسة ورئيسها البابا الأرجنتيني، يخلص غي تايفير تحليله في صحيفة لو دوفوار.استمعوا

فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.