مشاركة القوات الكندية في الحرب على الإرهاب دونها تضحيات كان آخرها مقتل الرقيب أندرو دوارون في العراق منذ شهرين، بنيران صديقة . ويختلف الجيش الكندي وقوات البشمركة الكردية حول ظروف مقتله وقد قدّم اليوم كبار الضباط الكنديين نتائج التحقيق الذي أجراه الجيش بشأن الظروف التي أحاطت بمقتله في شمال العراق على يد مسلحين أكراد استهدفوه خطأ .
ويسرد التحقيق الذي حذف الكثير من تفاصيله لأغراض أمنية ولعدم الكشف عن مهمات القوات الكندية الخاصة في العراق، يسرد تفاصيل ما حدث تلك الليلة على الحدود العراقية الشمالية. فقد غادر الرقيب دوارون مع بعض أفراد الجيش موقعا للبشمركة مؤكدين أنهم سيعودون إلى الموقع نفسه مساءً. وفي غضون ذلك تم تبديل المسلحين الأكراد في الموقع . ويؤكد التحقيق أن الكنديين احترموا البروتوكول المعمول به ، كعدم التحدث بالعربية، ذلك أن البروتوكول يقضي بأن يتحدث الكنديون بالكردية والأكراد بالإنكليزية خلال تبادل المعلومات ومع ذلك وقع الحادث نتيجة سلسلة من الأحداث كما يقول الجنرال مايك رولو:
"لقد وقعت مجموعة من الأحداث الصغيرة تلك الليلة أدت مجتمعة إلى وقوع الحادث المأساوي. من تلك الأحداث تبديل القوات الكردية في الموقع وعدم معرفة الفريق الجديد بعودة الكنديين إلى الموقع، أو الكلاب التي كانت تنبح ، التعب، الظلام السائد ، كل ذلك مجتمعا أدى إلى وقوع الحادث".
ويشير الجنرال رولو إلى أن بعض الأمور والتصرفات تغيرت في أعقاب الحادث منها مثلا مرافقة مقاتل كردي كل دورية ليلية يقوم بها الكنديون لكن ذلك لا يلغي الأخطار كما يقول الجنرال مايك رولو ويضيف:
"هناك حرب بين الأكراد في الشمال وتنظيم "الدولة الإسلامية"، ونحن لسنا في حرب هناك ولا نقاتل التنظيم الإسلامي إنما وجودنا هو لمساعدة الأكراد. والمنطقة محفوفة بالخطر فالناس مسلحون وهم خائفون والسبيل الوحيد لمحاذرة الخطر هو عدم التواجد في المنطقة لكن الحكومة كلفتنا بمهمة ونحن نفعل ما بوسعنا لتقليل الأخطار لكن ذلك غير ممكن تماما".
وثمة أسباب أخرى في طليعتها عدم خبرة القوات الكردية كما يقول الأستاذ في جامعة أوتاوا توما جونو ويضيف:
"الأكراد يفتقدون للمعدات ما يعني حاجتهم الواضحة على هذا الصعيد إضافة إلى أنه خلال السنوات الخمس والعشرين السابقة قبل بروز "الدولة الإسلامية"، لم يقاتل الأكراد وكان ثمة ستاتوكو مع الحكومة العراقية بقيادة صدام حسين وتوقفت المعارك منذ مطلع التسعينيات، لذلك كان الأكراد تنقصهم الخبرة عند بروز "الدولة الإسلامية" وقواتهم الأكثر تجربة وخبرة باتوا في سن متقدمة وكان عليهم بالتالي الإسراع في حشد مقاتلين للتمكن من الصمود في وجه مسلحي التنظيم.
يبقى أنه تم مؤخرا تمديد المهمة الكندية وتوسيعها لتشمل القصف الجوي على مواقع التنظيم في سوريا ما يعني ازدياد احتمال تعرض الجيش الكندي للأخطار في منطقة من العالم باتت الأخطر في العالم.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.