كافيتيريا في معهد الأوتاويه في غرب مقاطعة كيبيك (أرشيف)

كافيتيريا في معهد الأوتاويه في غرب مقاطعة كيبيك (أرشيف)
Photo Credit: راديو كندا

من الصحافة الكندية: “أدرّس في متجر وُول مارت”

"علمتُ الأسبوع الماضي أن شبكة مقاهي "تيم هورتونز" (Tim Hortons) وضعت طاولة خدمات (كونتوار) سريعة داخل كافيتيريا معهد مونمورنسي (Collège Montmorency) في لافال"، كتب أوليفييه مينار هذا الأسبوع في صفحة رسائل القراء في صحيفة "لو دوفوار" الصادرة في مونتريال.

ومينار مدرّس في المعهد المذكور، وهو معهد التعليم العام والمهني (cégep) الوحيد في لافال الواقعة مباشرة شمال مونتريال، وهي ثالث مدينة في مقاطعة كيبيك يقطنها نحو من 420 ألف نسمة.

وإضافة إلى ذلك ستفتتح شبكة "سابواي" (ٍSubway) للوجبات السريعة فرعاً لها في هذا المعهد في الخريف المقبل وبمباركة الإدارة العامة للمعهد، يقول مينار في رسالته التي تحمل عنوان "أدرّس في متجر وُول مارت (Walmart)"، في إشارة إلى عملاق بيع التجزئة الأميركي.

وهذه هي الحال في عدة معاهد تعليم عام ومهني في مقاطعة كيبيك، يشير مينار.

والكثيرون سيتساءلون أين المشكلة في ذلك، يتابع مينار. ألسنا مجتمعاً استهلاكياً يشجع المبادرة الحرة؟ ألا يجب أن نكون فرحين لرؤية شركات أميركية شمالية تزدهر عندنا؟

المشكلة ثلاثية الأبعاد، يجيب مينار.

بداية، المعهد مؤسسة تعليم عال وليس مركزاً تجارياً ولا معرضاً غذائياً. هدف المعهد التعليم وليس بيع السلع والمنتجات. فمدينة لافال لا تفتقر للمتاجر، ولا حضارتنا الغربية بشكل عام، حيث عدد متاجر "وُول مارت" بالنسبة لعدد السكان يتجاوز القدرة على الفهم، يقول مينار.

ثم إن الأطباء وخبراء التغذية وأهل السياسة يرفعون الصوت منذ عدة سنوات محذرين الناس من مشكلة الوزن الزائد والسمنة في أوساط الأجيال الصاعدة التي يعزونها بشكل رئيسي لتناول الوجبات السريعة ولقلة الحركة، يقول مينار، فهل نسينا القول القديم المأثور "العقل السليم في الجسم السليم"؟

وأخيراً هذا الاجتياح المتنامي للماركات التجارية الكبيرة في المؤسسات التعليمية يدعو للتأمل في استراتيجية التسويق المعتمدة من قبل معهد مونمورنسي. متى سيتوقف كل ذلك؟ هل سيأتي يوم أضطر فيه لبدء كل واحدة من حصصي الدراسية بمقدمة إعلانية لصالح هذه أو تلك من الشركات المتواجدة في حرم المعهد؟ هل سيتوجب عليّ ارتداء قميص أو ثوب يحمل لوغو هذه الشركة أو تلك؟ يتساءل مينار.

ويختم أوليفييه مينار بالقول إن ما يحدث في معهد مونمورنسي الذي يدرّس فيه، كما في معاهد أخرى، يجعله، هو الملحد، يتفهم تماماً غضب المسيح على تجار الهيكل، في إشارة إلى ما ورد في الأناجيل عن قيام المسيح بطرد التجار من معبد القدس متهماً إياهم بأنهم حولوه إلى "مغارة لصوص".

استمعوا
فئة:اقتصاد، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.